الشريط الإخباري

السهل الممتنع أسلوب الفنان التشكيلي رزق الله حلاق في معرضه الثاني

حمص-سانا

يقدم الفنان التشكيلي رزق الله حلاق عبر معرضه الفردي الثاني أثر 44 عملاً منوعاً في النحت والرسم ليعكس غنى تجربته الفنية وتنوعها عبر عقدين من الزمن.

وبرز في المعرض الذي استضافته صالة مكتبة روبرت سكاف بالكنيسة الإنجيلية المشيخية وسط حمص القديمة الاتقان الفني عند حلاق عبر مسيرته الفنية لأكثر من عشرين عاماً مسقطاً عليه إلمامه بمختلف الثقافات مقدماً في كل لوحة قصة ترويها الألوان والزخرفات والموضوعات والعناوين لتحكي عن الانسان بفكره وعلمه وايديولوجيته وواقعه وتاريخه ومستقبله وخياله بأسلوب السهل الممتنع لجعل المتلقي يمعن في العمل ويستخلص منه ما يراه.

وعن المعرض أوضح حلاق في حديث لـ سانا الثقافية أنه اعتمد في لوحاته تقنية حديثة مبتكرة بعيداً عن الأسلوب الكلاسيكي المعتاد حيث استخدم الألوان الزيتية على سطوح خشبية ملبسة بالقماش ما أعطاه حيزاً أكبر للتعتيم والتعتيق وجمالية في زخرفة الإطارات بطريقة منمنمة مفعمة بالتفاصيل الدقيقة.

أما في منحوتاته فاستخدم حلاق كما أوضح إكثر من تركيب ليضفي عليها شيئاً من الادهاش الجميل حيث اختار لبعضها الجبصين والخشب فيما اختار للأخرى الرمل وفي ثالثة جمع الخشب مع عجينة الرمل بلمسة فنية مزجت الحداثة مع الأصالة.

وأشار إلى أنه يستقي موضوعاته من محيطه ما جعل لوحاته اقرب الى الواقعية مع شيء من الرمزية وهو ما يبرز مثلاً في لوحته الخريف التي رسم فيها الانثى على شكل طائر ملائكي يتساقط من اجنحته الريش وتحته تنبت الاغصان الخضراء في إشارة الى ان الخريف لا ينذر بالنهاية بل يبشر بالحياة الجديدة.

ولا يميل حلاق إلى تخصيص الأنثى بالحيز الأكبر من أعماله كما يفعل فنانون آخرون فهو يبرز دور الرجل والمرأة معاً في الحياة وهو ما يصفه بالمصالحة مع الذات وايماناً منه بأن كليهما مكمل للمجتمع فكراً وعلماً وتنويراً.

وعن رسالته كفنان من خلال المعرض لفت حلاق إلى أن لكل عمل فني رسالة تحفز الجمهور على قراءتها والانسان هو عنوان ومحتوى هذه الرسالة لأنه اسمى ما في هذا الوجود.

كفاح طانيوس مدير مكتبة سكاف لفت إلى أن حلاق فنان مبدع تفتخر المكتبة باستضافة أعماله لافتاً الى ان المعرض هو الفعالية الرابعة من فعاليات لمسات سورية الحريصة على احتضان فنانين لهم بصمتهم في الحياة التشكيلية بسورية.

من جهتها وجدت الفنانة التشكيلية سميرة مدور المعرض رائعا وغنيا في ألوانه ومفرداته وطريقة تنفيذه للأعمال معتبرة أن حلاق وصل الى أبعد حد من الاتقان الفني ليغدو فناناً شاملاً.

بدوره وصف الفنان التشكيلي رامي درويش نتاجات حلاق بالمدرسة الفنية رسماً ونحتاً وتطوراً في التقنيات الحديثة كما ان اللوحة عنده تحكي فكرتها بنوع من البساطة والرمزية معاً.

والفنان حلاق من مواليد قرية (جوار العفص) بمرمريتا عام 1975 يحمل دبلوم دراسات عليا في اختصاص التصوير الزيتي من كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق وهو حالياً مدرس لمادة الفنية في معهد الرسم بحمص ومدير لمرسم ألوان بفيروزة وله العديد من المشاركات في المعارض الجماعية في عدد من المحافظات.

حنان سويد