الشريط الإخباري

المنصات الإلكترونية واستثمارها في الدراما… (صالون زهرة) نموذجاً

دمشق-سانا

حقق مسلسل “صالون زهرة” بطولة معتصم النهار ونادين نسيب نجيم متابعة جماهيرية كبيرة على إحدى المنصات الالكترونية العربية مؤخرا باعتماده على ثنائية ناجحة مع قصة ترتكز على الاثارة والتشويق في العلاقات بين الرجال والنساء.

ويفتح مسلسل صالون زهرة المصنف بالرومنسي واللايت كوميدي الباب واسعا أمام انتاجات أكبر لصالح هذه المنصات والاعتماد عليها كليا في المرحلة القادمة في تسويق الدراما العربية ذات سمة الترفيه أولا والتي تعتمد قوالب تحاكي الاعمال التلفزيونية الوافدة علينا من كل أنحاء العالم بعد ان دبلجت باللهجة السورية وأثرت بأنماط تفكير الجمهور العربي وخاصة فئة الشباب.

اليوم تستفيد الدراما اللبنانية بشكل كبير من دروس الدراما الأجنبية المدبلجة واستطاعت عدة شركات انتاج لبنانية معرفة الخلطة السحرية لنجاح اعمالها من خلال تقديم افكار عامة تصلح لأي مجتمع في العالم مع بعض الاسقاطات من واقع المجتمع اللبناني المطعم بوجود بعض النجوم السوريين للاستفادة من مواهبهم القوية وما يتمتعون به من نجومية عربية واسعة اضافة لاستثمار اللهجة السورية التي باتت الورقة الرابحة في أي عمل درامي عربي.

وأضفت تقنيات إخراج صالون زهرة الأقرب للسينمائية صورة جميلة على العمل لتكمل شروط الفرجة التلفزيونية المعاصرة.

واستطاع العمل الذي ألفته نادين جابر وأخرجه جو بوعيد جذب الجمهور طيلة حلقاته الـ 15 بأحداث فيها التشويق والاثارة والمتعة التي تعتمد عليها مثل هذه الاعمال بعيدا عن المحتوى الهادف وان قدم في بعض حلقاته عدة أفكار مهمة في قضايا المرأة العربية بشكل سريع كخلفية للأحداث ومجرياتها.

لاشك أن الشراكة في الدراما بين سورية ولبنان ليست جديدة وتمتد لفترة الستينيات من القرن الماضي مع بدايات التلفزيون والسينما في البلدين ولكننا اليوم بتنا نشاهد حالة غير متوازنة في هذه العلاقة نتيجة ظروف الدراما السورية الصعبة المتمثلة في محدودية الانتاجات ذات الميزانيات الكبيرة بعد توقف كثير من شركات الإنتاج الخاصة عن العمل خلال سنوات الحرب مما اضطر النجوم والكثير من الفنيين والكتاب والمخرجين للعمل في الدرامات العربية الأخرى وهذا ما استفادت منه الدراما اللبنانية بالدرجة الأولى واستثمرته بشكل كبير لتعيد لنفسها الحياة والقدرة على الوجود بقوة على الساحة العربية سواء عبر القنوات التلفزيونية ومنصات العرض الالكترونية.

اليوم نحتاج لإعادة النظر في حال صناعة الدراما السورية وتكاتف كل الجهود المعنية في القطاعين العام والخاص لإعادة هيكلتها وانطلاقتها من جديد بشكل يحاكي العصر ويستفيد من تجارب الآخرين في هذه الصناعة المتغيرة باستمرار وتسخير كل الإمكانات والطاقات البشرية والإنتاجية لتعود كما كانت الرقم الصعب بين الدرامات العربية وتستعيد جمهورها الذي اشتاق اليها وبات يبحث عنها فيما يشبهها من أعمال.

ويشكل التوجه نحو منصات العرض الإلكترونية حلا لموضوع محدودية التسويق والذي كان حجة الأحجام عن الإنتاج لدى الكثير من شركات الانتاج السورية خلال السنوات العشر الماضية.

كما أن غرفة صناعة السينما والتلفزيون مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بالشراكة مع الجهات الحكومية المعنية بالإنتاج الفني بتنسيق وحث جهود المنتجين السوريين وتشجيعهم ليعودوا لصناعة الدراما ليكونوا هم أول المستفيدين منها ويعيدوا كل الطاقات الفنية المهدورة في الخارج وتعود عجلة الإنتاج المحلي بالدوران من جديد داخل سورية مما سيشكل ولادة جديدة وقوية لهذه الصناعة الفنية الوطنية لتكون الواجهة المشرقة والجميلة لسورية المستقبل التي نريدها جميعا.

محمد سمير طحان

انظر ايضاً

القوات الروسية تتصدى لهجمات أوكرانية على بيلغورود

موسكو-سانا أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم تصدي قواتها لهجمات أوكرانية تمت باستخدام