مقتنيات قديمة يجمعها العم إسماعيل محمود في معرضه للتراث الشعبي ببلدة الدالية

اللاذقية-سانا

مقتنيات تراثية قديمة ومتنوعة دأب العم الستيني إسماعيل محمود من بلدة الدالية بريف جبلة في اللاذقية على جمعها منذ أيام الطفولة تزين اليوم الركن الذي اختاره في منطقته ليكون محطة تسافر بزوارها برحلة عبر الزمن وتستحضر ذكريات الآباء والأجداد والحياة الريفية آنذاك ببساطتها وعفويتها وأدق تفاصيلها.

عشرات الأدوات والمعدات الخشبية والحجرية والفخارية احتضنها المكان الذي أطلق عليه إسماعيل محمود أبو علي اسم “معرض التراث الشعبي” والذي تشبه جدرانه جدران البيوت الترابية القديمة مع خشبة الساموك “العامود” في منتصف المسافة تعلوه منارة.

ويبين أبو علي لمراسلة سانا أن بعض الأدوات الموجودة للاستعمالات المنزلية كسرير الطفل وباب طاحونة الماء والكرسي الخشبي وقصعة العجين وأطباق القش وأخرى مصنوعة من أعواد الريحان تستخدم لتقديم اللحوم والقرابين وحجر الرحى وجرن البرغل ومدق حجري خشبي خاص لصناعة هبول التين والعنبرية لحفظ الحبوب والفوانيس والسراج وأدوات أخرى لأغراض زراعية كالنير والصمد الخشبي للحراثة والمنجل لحصد القمح والشاعوب لجمع المحاصيل والمرج لدراسة القمح والمذراة لفصل الحبوب عن القش وحجر الدراس والمسلكة والمغزلانة وغيرها من الأدوات الخشبية المستخدمة بتربية دودة القز والكلكة لتقطير ماء الورد.

“لطالما استهوتني القطع التراثية التي كانت تزين منزل والدي وأقربائي وأحرص على اقتنائها عندما أعلم رغبتهم بالتخلص منها لأنها لم تعد تناسب تصاميم منازلهم العصرية” وفق أبو علي مضيفا أن الهدف من المعرض الذي أسسه بجهود فردية تسليط الضوء على أصالة التراث الريفي والتعريف بأسلوب حياة القدماء وأدواتهم والحفاظ عليها من الاندثار.

ويلفت إلى أن من ليس لديه ماض لا حاضر له ولا مستقبلا ومن واجبنا أن نكون صلة الوصل بين آبائنا وأبنائنا وأحفادنا ونضع بين أيديهم هذا الكنز الثمين لتستقي منه الأجيال خبرات وتجارب الأقدمين وتكون منارة لهم للنهوض بواقعهم مهما بلغت التحديات.

لم تقتصر هوايات أبو علي على جمع القطع التراثية حيث أبدع في مجال الرسم وكانت حياة الفلاح وبساطته وحبه لأرضه مصدر إلهام للعديد من لوحاته إضافة إلى محاكاة الطبيعة الساحرة وعناصرها الجمالية التي كانت تستنهض قدراته وتطلق العنان لمخيلته ليجسدها في أعمال فنية كما حجز لنفسه مكانة في عالم الشعر ولا سيما الارتجالي والزجل وكذلك الامر في الخط العربي وفنونه المختلفة حيث أنه خطاط ورسام من خمسة عقود يرسم على الورق والجدران والقماش.

رشا رسلان

انظر ايضاً

الخارجية الفلسطينية: الاحتلال يدمر رفح ويستخف بالمطالبات الدولية بحماية أكثر من مليون نازح فيها

القدس المحتلة-سانا أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ بتدمير مدينة