الشريط الإخباري

موقف للقبائل يحتذى به- بقلم: شوكت أبو فخر

موقف لافت للقبائل والعشائر والنخب الوطنية السورية في محافظة حلب، تجلى بدعمها لانتفاضة أهالي منبج، ضد ممارسات ميليشيا “قسد” الإجرامية، ورفضاً للاحتلالين الأمريكي والتركي.

موقف وطني على غاية في الوضوح، بالوقوف في خندق واحد، إلى جانب الأهل في منبج، يداً بيد، وكتفاً بكتف، لوضع حد لممارسات هذه الميليشيا، وملحقاتها، بحق السكان الآمنين، الذين يرفضون جملة وتفصيلاً، الأجندات التي يعمل البعض على تطبيقها في هذه المنطقة وغيرها، تحت مسميات مختلفة، الهدف الواضح والجلي من ورائها تغيير بنية وتركيبة وهوية هذه المناطق عبر الاستقواء بالمحتل الأمريكي.

مسألة “التجنيد الإجباري” التي حاولت ميليشيا “قسد” فرضها على المواطنين هناك، قد تبدو القشة التي قصمت ظهر البعير، لكن ثمة إرهاصات كثيرة ظهرت قبلها، وتؤكّد أن كل ممارسات “قسد”، ليس في منبج فحسب، بل في كل المدن والبلدات التي تقع تحت سيطرتها، مفضية لا محالة، في النهاية إلى انتفاضات شعبية عارمة بعد أن طفح الكيل بالأهالي، ولم يعد بمقدورهم الصبر طويلاً.

يبدو أن الرؤوس الحامية في هذه الميليشيا، مع جرعات استقواء من المحتل الأمريكي، قد جعلها تركب رأسها وتمضي إلى مزيد من الإجراءات، في سباق مع الوقت لتحصيل ما يمكن تحصيله، فكان أهالي منبج بالمرصاد وهبوا منتفضين رفضاً لهذه الممارسات وواجهوا رصاص “قسد” ولسان حالهم يقول إن منبج لن تكون إلا لأهلها عربية سورية.

السوريون الأكراد في منبج وغيرها من المناطق السورية، هم جزء لا يتجزأ من النسيج السوري، هم أهل وأشقاء في الوطن، يصيبهم ما يصيبنا، لهم وعليهم ما لنا وعلينا، لكن “قسد” تعمل خارج هذه الثوابت، وتالياً لا تريد هذا، بدليل استخدامها للأساليب الإرهابية والإجرامية بحق المدنيين، لقناعتها بأن حالة الرفض الشعبي لوجودها ومخططاتها تتصاعد بشكل سريع، ولذلك تحاول ترسيخ وقائع جديدة خدمة لأهدافها.

لكنها نسيت أو تناست أنها بهذه الممارسات تدق الإسفين الأخير في نعشها الذي يتأجل دفنه إلى حين انتهاء دورها في يد الأميركي.

الانتفاضة الشعبية قد تكون هدأت، لكنها لم تخمد، وسوف تندلع من جديد في غير منطقة، وسوف يكون هذا بوتائر أسرع، الأمر الذي يشي أنّ الطريق سيُفتح للقضاء على الأفكار الانفصالية لـ”قسد”، وعودة سلطة الدولة السورية بالكامل.

“قسد” تعرف هذا، لكن “هواها” الأمريكي لا يزال يدغدغ مشاريعها ولم تقتنع بعد أن هذا “الهوى” لن يجعلها أكثر من ورقة، سترمى عندما يحين الوقت، الذي لن يتأخر طويلاً.

انظر ايضاً

ما يدعو إلى العار.. بقلم:شوكت أبو فخر

بعد مرور عقدين على غزو العراق، مازالت هذه الجريمة بمثابة الكارثة التي تؤرق -ليس العراق …