الشريط الإخباري

مشروع صغير يحدث تحولا جذريا في حياة منال المحمود

حمص-سانا

على مدى سنوات استطاع برنامج التمكين الاقتصادي الذي انطلقت به وزارة الزراعة منذ العام 2007 أن ينتشل العديد من النساء الريفيات من واقع اقتصادي مأزوم إلى آخر أكثر استقرارا و تعافيا في إطار خطة التنمية المستدامة التي يهدف إليها البرنامج لتفعيل دور المرأة الريفية و تمكينها اقتصاديا و هو بالفعل ما تحقق لمئات المستفيدات من المشروع واللواتي وجدن عبر هذه البوابة فرصة لتلبية الاحتياجات المعيشية المتزايدة.

وتعكس منال المحمود من قرية الهزة في محافظة حمص مثالا حيا لقدرة المرأة الريفية على التحول من فرد مستهلك إلى آخر منتج سواء على الصعيدين الشخصي أو العام فقد استفادت كما تقول من القرض الذي تم منحها إياه من قبل برنامج التمكين الاقتصادي و قيمته مئة ألف ليرة سورية لتنطلق بمشروعها الذي اختارته بعد تفكير و هو عبارة عن بقالية صغيرة تسد بعض حاجيات مجتمع قريتها الصغير و تساعدها في نفس الوقت على تلبية متطلبات أسرتها المكونة من أربعة أفراد.

وأضافت المحمود أنها قررت اللجوء إلى هذا الحل بعد أن ضاقت بها السبل لتحسين حالتها المادية وخاصة أنها تقوم بتربية أطفالها الصغار وتعجز أغلب الأحيان عن توفير احتياجاتهم بالإضافة إلى ما تجده في نفسها من طاقة كبيرة للعمل ورغبة في الإنتاج أسوة بالكثيرات من نساء الريف اللواتي يعملن بكد إلى جانب أخواتهن وأزواجهن.

و كان البرنامج قد قدم لها كال الخبرات اللازمة للبدء بمشروعها المتواضع ضمن السقف المالي المحدد من حيث أنواع المواد الاستهلاكية الأكثر ضرورة لأهالي القرية وتحديد البضاعة الأجود وكيفية توريدها بشكل متواصل إلى البقالية وإدارة رأس المال و حساب الربح المادي لتنطلق في عملها بعد سنوات من البحث عن مصدر للرزق ينهض بواقعها المعيشي المتعثر.

ورغم حاجتها لكامل المردود المادي الذي يؤمنه المحل لها شهريا إلا أنها حاولت الاقتصاد في مصاريفها قدر الممكن حسب قولها لتضاعف من رأس المال فتستطيع توريد باقة أوسع من المواد الاستهلاكية التي يطلبها الأهالي يوميا و خلال أشهر من بدء المشروع صار بإمكانها أن تزيد من عدد الرفوف في البقالية لتملؤها بأعداد إضافية من الأنواع الغذائية المطلوبة وراح الدخل الشهري يزداد بعد وقت طويل من الضيق المادي .

أما زبائنها فقد باتوا أكثر ثقة بأن البقالية توفر لهم متطلباتهم التموينية من الحبوب و المعلبات و مواد التنظيف وأطعمة الأطفال وسواها فاستغنى الكثير منهم عن جلب هذه الحاجيات من المدينة أو القرى المجاورة لتشعر كما تذكر بأن بقاليتها باتت مقصدا يوميا أساسيا لسكان القرية الصغيرة و بالتالي صارت أكثر حرصا على توفير كل ما ينقص من أنواع البضائع الاستهلاكية.

لقد تغير حالها بعد سنوات من البدء بهذا المشروع بصورة جذرية كما تؤكد المحمود فصار هناك مبلغ شهري جيد تستطيع التصرف به دون أن يؤثر على رأس المال الخاص بالبقالية و الذي تضاعف عدة مرات خلال السنوات الثلاث من عمر المشروع و هو ما هيأ لها الفرصة لتلبي الكثير من متطلبات أطفالها بعد أن كانت عاجزة عن توفير أبسطها.

واليوم بدأت  الشابة تدرس إمكانية شراء بقرة أو اثنتين لتأمين حاجة بقاليتها من الحليب و اللبن والأجبان حيث تعد هذه المنتجات كما أوضحت مطلبا يوميا للزبائن و قد وفرت لهذا الغرض مبلغا ماليا يمكنه أن يفي بالحاجة مؤكدة أنها لم تحلم يوما أن تصل إلى هذه المرحلة لكنها أنجزت هذا العمل بكثير من الإرادة والجد و الصبر و هو ما جعل الصعوبات تنحسر شيئا فشيئا أمام تصميمها على تغيير واقعها.

و قالت.. باتت تجربتي الناجحة هذه مثالا يحتذى من قبل نساء القرية الذين بادرت كثيرات منهن للتسجيل في برنامج التمكين الاقتصادي لتكرار التجربة و الإستفادة من فرصة تغيير حياة المرأة الريفية نحو الأفضل و بالفعل باشرت العديد من النسوة بمشروعات صغيرة تتنوع بين تربية الدواجن والأبقار و بيع الخضار و كسارات اللوز و مشاغل الخياطة و محلات الألبسة والأدوات المنزلية و سواها.

واختتمت بالإشارة إلى أن أهم ما في البرنامج بالإضافة إلى كونه ينهض بواقع النساء الريفيات أنه يوفر للمستفيدات منه برامج تدريبية على جميع مستويات العمل بهدف إكسابهن مهارات وقدرات جديدة للبدء بالمشروعات الصغيرة التي تختارها النسوة و يتم رفد كل منهم بالخبرات الضرورية لتأمين حسن و جدوى سير المشروع.

يذكر أن برنامج التمكين الاقتصادي انطلق في العام 2007  في كل محافظات القطر ويهدف إلى الاهتمام بالمجتمع المحلي بشكل عام وبالمناطق النائية والأشد فقرا على وجه الخصوص حيث يسعى إلى تفعيل مشاركة المرأة الريفية في التنمية المستدامة وتمكينها اقتصاديا وزيادة دخل الأسرة وخلق فرص عمل للنساء الريفيات من خلال القيام بمشاريع صغيرة مولدة .

صبا خيربك

انظر ايضاً

مشروع صغير لشابة من طرطوس عماده بقايا جذوع الأشجار والأكياس الورقية

طرطوس-سانا نجحت الشابة ولاء داوود من محافظة طرطوس بتأسيس مشروعها اليدوي الخاص القائم على إعادة …