الشريط الإخباري

مجمع القدم الصناعي.. الإصرار على العمل يمحو آثار الإرهاب

دمشق-سانا

منذ تأسيس مجمع القدم الصناعي في عام 1986 يعمل محمد زرقاوي في محله الكائن ضمن المجمع بحرفة “كهرباء السيارات” إلى أن دخلت التنظيمات الإرهابية لمنطقة القدم واستهدفت المواطنين آنذاك وأعمالهم ومحلاتهم وأجبرتهم على الإغلاق أو تخريب وتدمير ورشاتهم.

المجمع الذي يحتضن كل الحرف الخاصة بصيانة السيارات من “ميكانيك ودوزان وكهرباء وتنجيد ودهان وتجليس” إضافة الى محال بيع قطع التبديل تحول في فترة من الزمن إلى مكان خال من أي حركة حيث أجبر أصحاب العمل والصناعيون على ترك محالهم بكل ما تحتويه من آلات وبضائع واضطر بعضهم لاستئجار محال خارج المنطقة للاستمرار بالعمل وبعضهم عمل في ورشات صغيرة بين الحارات للحفاظ على مصدر رزق يعتاشون منه وفق تصريح زرقاوي رئيس لجنة المجمع لمندوب سانا.

بعد تحرير الجيش العربي السوري للمنطقة من الإرهاب باشرت الجهات الحكومية المعنية بإعادة تأهيل البنية التحتية للمجمع لتمكين الصناعيين من العودة لمحالهم وهو ما بدأ تدريجياً منذ عام 2018 حيث وصل عدد محلات الحرف التي عادت للعمل حالياً إلى 260 محلاً إضافة إلى نحو 30 محلاً لبيع قطع السيارات ما جعل المجمع يعود لشكله المتكامل تقريباً وفق زرقاوي.

المهندس ميشيل فرح من دائرة خدمات القدم في محافظة دمشق أوضح أن ورشات المحافظة بدأت مع عودة الأمن والأمان للمنطقة بترحيل الأنقاض والأتربة والسيارات المدمرة وتزفيت الطرقات وصيانة الأرصفة وتأهيل المطريات وشبكة الصرف الصحي وإعادة بناء سور المجمع وتمديد الشبكة الكهربائية والإنارة لافتاً إلى أنه في عام 2018 بلغت نسبة المنشآت التي عادت للعمل 20 بالمئة فيما ارتفعت في عام 2019 إلى 70 بالمئة لتصل اليوم إلى ما يقارب الـ 90 بالمئة.

وأشار فرح إلى أن الأعمال الخدمية كانت تتم بالتزامن مع عودة أصحاب المحال مؤكداً أنهم كانوا يستمرون بالتواصل معهم للوقوف على متطلباتهم وإيصالها للمديريات المعنية إضافة الى العمل على إعادة تأهيل مدخل المجمع والطريق المقابل له.

من جهته بين عدنان أبو فتوح صاحب محل ميكانيك أنه بعد إجباره على ترك محله من قبل الإرهابيين عمل بورشة متنقلة في منطقة البرامكة بدمشق وما إن تم تحرير المنطقة عاد لمحله هو وزملاء له في حرفة تصليح السيارات فيما أوضح عبد الله الأجرب وهو صاحب محل لدهان السيارات أن أوضاع المجمع كانت بأفضل حال قبل الأزمة وعندما هجر من محله اضطر للعمل في المنطقة الصناعية بدمشق ولكن اليوم وبهمة الجيش العربي السوري عادت الأمور إلى طبيعتها في المنطقة والمجمع بنسبة 100 بالمئة مع عودة الخدمات بشكل كامل تقريباً.

طارق السيد

انظر ايضاً

مجمع القدم الصناعي.. الإصرار على العمل يمحو آثار الإرهاب

تصوير: كناز عثمان