بايدن فوق شجرة العدوان على سورية.. وإسرائيل تسرق سلم المفاوضات! بقلم: عزة شتيوي

تربت إسرائيل على كتف بايدن.. أن اصعد إلى شجرة العدوان على سورية..هناك حيث علق أوباما حيناً قبل أن تنزله روسيا..وهناك حيث بحث ترامب عن نقوده فاستند إلى كرسي عقوبات قيصر بعد أن وجد أن تسلق العدوان لن يقطف له الأثمان ..

تربت إسرائيل على رأس بايدن وتردد التعويذة التقليدية لإستراتيجية أميركا المتوحشة والمعصومة بيد اللوبي الصهيوني في واشنطن.

أميركا لن تعود كما صرح رئيسها الجديد إلا أميركا نفسها الدولة المتعاظمة على أكوام الحروب والخراب ومن قال إن خطة بايدن السياسية في سورية ستحيد عن المجرى التقليدي لواشنطن (الجمهورية أو الديمقراطية )التي سرت إداراتها وتعاقبت لمواصلة التدخلات العسكرية وافتعال الحروب في جميع أنحاء الشرق الأوسط …وهي إن نظرت أي اميركا شرقاً للصين فإن مخالبها تبقى عالقة في المنطقة …فهذا معيار السيطرة الوحيد للدولة الإمبريالية ونظامها الليبرالي الساعي للقبض على رقبة العالم.

لم يستغرب السوريون عدوان بايدن الأميركي بل تجلت الغرابة في سرعة خلع الرئيس الجديد لقناعه الدبلوماسي وإبراز أنيابه العدوانية وطبعه (الديمقراطي) الساعي دائماً لخرق سيادة الدول ومحاولة تفتيتها كما فعل بوش سابقاً في العراق وكما سعى أوباما بإشعاله فتيل الحروب في المنطقة تحت مظلة (الشعب يريد ).

ماكانت شعوب المنطقة يوماً تريد هذا الخراب ولا (حرية) داعش والنصرة والاحتلال على أراضيها- !! أميركا صادرت حنجرة الشرق الأوسط بأكمله لتسمع فقط ماتريده إسرائيل …

في عدوان بايدن الأحمق على الحدود السورية مع العراق لم نقرأ رسائل واشنطن بقدر ما عرى الحدث شخصية بايدن المفلسة من كل الأوراق لدرجة أنها تحاول الانزلاق إلى صراع أكبر ومنازلة الجميع بالتصعيد والعدوان.

بايدن أراد قلب المعادلة في سورية العصية رغم حصار قيصر والعقوبات الجائرة..يريد تراجع دمشق المنتصرة ميدانياً ولو خطوة عن خط المقاومة والمضحك أن الفتنة كانت حاضرة في تلفيق البيت الأبيض لكذبة التنسيق مع العراق في ضربات البنتاغون على البوكمال.

لا خيار لبايدن في سورية سوى الانسحاب والاعتراف بالفشل الذي تردد كثيراً على ألسنة المسؤولين الأميركيين خاصة بعد نجاحات الجيش العربي السوري واستعادة السيطرة على الأراضي من الإرهابيين وخلع خيم الخلافة(داعش)التي انحسرت حتى بعد أمتار عن القواعد الأميركية في التنف وغيرها.. ولأنه لايملك الخيار أراد بايدن إعطاء المسلحين هدية للتحفيز من جديد على إحياء الإرهاب والخوذ البيضاء للاستفزاز الكيماوي والعمليات الإرهابية فهذه هي أدوات أميركا الوحيدة في سورية وقد يظن بايدن أنها تجدي نفعاً إذا تلاقت مع عقوبات قيصر وملحقاتها من قيصر( ٢)الذي يطبخ على نار المستجدات!!.

في العدوان على سورية منازلة أخرى مع حلفاء دمشق في موسكو وفي طهران وإذا كان الهدف الأميركي واضحاً في محاولة استجرار إيران إلى اتفاق نووي على قياس الشروط الأميركية المرضية لإسرائيل فإن السلوك الأميركي بدأ يتوضح تجاه روسيا أيضاً خاصة أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قالها علناً:-أميركا لاتخطط لمغادرة سورية وتسعى لتخريب البلد -في تصريح لافروف مايوضح اشتعال الموقف مع موسكو التي لم تر مارآه البعض في مجيء بايدن على أنه (المخلص الدبلوماسي )بل على العكس هذه المرة يصرخ مجلس الدوما في وجه بايدن بأنه الاستمرار الفعلي لسياسة أوباما والوكيل الجديد لإشعال فتيل الحروب وبأن التفسير الوحيد لغياب الملف السوري عن إعلان سياسته الخارجية هو أن السلام ومكافحة الإرهاب ليسا أولوية في أجندة بايدن.

فهو المصفق على يسار أوباما للعدوان على سورية وهو الداعي لحفلة إحراق العراق مع أوباما وهو الداخل إلى البيت الأبيض على سجادة العدوان، وقد يكون أكثر ابتزازاً من ترامب وأوباما وحتى أردوغان خاصة أنه أعاد للأذهان قضية الخاشقجي وأشهرها في وجه محمد بن سلمان …ألا يذكرنا هذا بما قام به أوباما في منتجع كامب ديفيد حينما قال لدول الخليج عليكم إصلاح أنفسكم قبل أن تعترضوا على الاتفاق النووي…هو منشار أوباما السياسي ذاته لكن بايدن التقطه هذه المرة من مسرح جريمة الخاشقجي ليلوح أكثر من ترامب ذاته في ابتزاز السعودية والدول الخليجية!!.

انظر ايضاً

بايدن أم ترامب… تحيز الرؤساء الأمريكيين لـ “إسرائيل” لا يتغير

واشنطن-سانا على اختلاف الوافد الجديد إلى البيت الأبيض وبغض النظر عن الحزب الذي يمثله سواء …