الشريط الإخباري

عندما فضح الأديب الروسي سولجنتسين الليبرالية الغربية في عقر دارها

دمشق-سانا

واجهت الأفكار الليبرالية الغربية الحديثة انتقادات دولية واسعة من المفكرين ورجال الثقافة وعلماء الاجتماع والسياسة لنستذكر اليوم منهم الأديب الروسي الراحل ألكسندر سولجنتسين الذي ألقى في أحد المعاقل الأكاديمية لهذه الليبرالية محاضرة في جامعة هارفرد الأمريكية قدم فيها نقداً لاذعاً للأفكار الليبرالية الغربية ومحاولاته نشرها وتسويقها عبر العالم.

سولجنتسين الذي رحل عن عالمنا في عام 2008 عاش متنقلا بين أوروبا الغربية وأمريكا وقف بحق على ما يروج له من أفكار ليبرالية غربية هدفها الغزو الثقافي والاجتماعي للعالم ونجد في الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب تحت عنوان (المسرح في بريطانيا) للأديب الراحل الدكتور رياض عصمت إضاءة حول محاضرة سولجنتسين في جامعة هارفرد عندما أعلن عن “تردي الغرب حضارياً وإفلاسه أخلاقياً” مبدياً إحجامه عن الانزلاق في الافتتان بالحريات الليبرالية في الغرب عموماً والولايات المتحدة على وجه التحديد.

وفي المحاضرة وصف سولجنتسين الحرية الغربية بأنها “متسيبة وغير مسؤولة” ووصم الرفاهية الاستهلاكية بأنها مؤذية.

انتقادات سولجنتسين طالت أيضا الصحافة الغربية ووصفها بأنها “أداة لترويج النكرات من عديمي الكفاءات والمقدرة بحجة ما تمليه الديمقراطية” مضيفاً إنها “تولد ضروبا قوية وخطيرة بل شديدة الخطر من التحيز والعمى لدى الجماهير العريضة” متوقفاً أيضاً لما تروجه هوليوود من قيم تطال بناء الإنسان المعرفي والروحي وتؤثر على الرأسمال البشري معلناً رفضه القطعي تطبيق الليبرالية الغربية في بلاده.

ومن الملفت أن عالم الرياضيات روماني الأصل أمريكي الجنسية سيرجيو كليجرمان كتب العام الماضي في مجلة كيليت الإلكترونية عن ذكرياته عن هذه المحاضرة عندما كان طالبا وكيف أن سولجنتسين قدم منذ أكثر من أربعين عاما تنبؤات حول الهاوية التي تسير إليها الليبرالية الغربية وأنها ستفقد شيئاً فشيئاً إيمان مناصريها بها.

وكان المنظر والفيلسوف السياسي الأمريكي جون ميرشايمر أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو الأمريكية ألف كتابا بعنوان (الوهم الأعظم.. الأحلام الليبرالية والواقع الدولي) نشر عام 2018 وضح فيه مساوئ الأفكار الليبرالية الجديدة التي تبنتها الولايات المتحدة خصوصاً على الصعيدين الاجتماعي و السياسة الدولية.

سامر الشغري