الشريط الإخباري
عــاجــل وسائل إعلام فلسطينية: 7 شهداء هم سيدة وأطفالها الستة جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً في محيط مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة

استديو جريح… مجموعة من جرحى الوطن يعزفون لحن الحياة المفعم بالأمل

حمص-سانا

مجموعة من جرحى الوطن في “استديو جريح” بحمص يعزفون لحن الحياة بما تبقى من أجسادهم التي وهبوا أجزاء منها لوطنهم الأم سورية فاحتضنتها بحب وبادلوها الوفاء بأرواح مفعمة بالأمل.

ففي حي الزهراء بحمص وفي أحد تفرعات شوارعه في غرفة متواضعة وبسيطة بكل مكوناتها ووسط أجواء تسودها المحبة والاحترام والأخوة تجتمع فرقة “استديو جريح” ومنهم من يأتي من الأرياف البعيدة بإشراف مؤسسها الشاب ثائر بلول للتدريب على مختلف الآلات الموسيقية وتنفيذ المعزوفات المراد بثها عبر صفحة الفرقة على مواقع التواصل الاجتماعي لتحصل على مئات الآلاف من الإعجاب والتفاعل داخل سورية وخارجها ولتجسد الفرقة بموسيقاها صورة الإنسان السوري المقاوم ابن هذه الأرض الطيبة.

سانا رصدت جانبا من أعمال وتدريبات “استديو جريح” وقال الجريح الشاب عهد القاسم إنه بعد إصابته عام 2016 وفقدانه قدمه اليمنى أثناء مواجهته للإرهاب التكفيري واعتلال أعصابه وأوتاره استطاع تجاوز محنته بإرادة صلبة بتطوير موهبته بالغناء منذ الصغر عبر انضمامه لفرقة استديو جريح وأدائه لمختلف ألوان الغناء.

بدوره الجريح الشاب محمود الحسن الذي فقد في العام 2015 بصره وبترت يده اليمنى اختار آلة الاورغ لكونها تروق له منذ صغره وطاوعته يده اليسرى على العزف بكل مرونة خلال التدريب بالفرقة مشيرا إلى أنه يتابع حاليا مسيرة العلم عبر دراسته لشهادة التعليم الأساسي وحلمه دخول الجامعة حيث يجد متسعا من الوقت يمكن استثماره بكل ما هو مفيد وممتع.

أما الشاب مرهف النداف الذي فقد بصره نتيجة إصابته وهو يؤدي واجبه الوطني في مورك بريف حماة عام 2014 فوجد أنه لا سبيل إلى اليأس والخنوع ولا بد من الانتصار في كل المعارك حيث صمم على متابعة دراسته في معهد التربية الموسيقية وحاليا في كلية الحقوق واختار آلة العود التي تروق له منذ صغره ويعشق صوتها لينضم إلى استديو جريح مع رفاق له جمعهم حب الوطن والموسيقا وليعزف بأوتار القلب أجمل الألحان باعتبار أن الموسيقا لغة العالم.

من جهته لفت الشاب باسل الخضر إلى أنه بعد فقدانه البصر نتيجة إصابته في العام 2017 في جوبر بريف دمشق برصاصة إرهابيين تملكته رغبة كبيرة باستثمار وقته في الدراسة حيث نال الشهادة الثانوية العام الماضي وهو يدرس حاليا في كلية الحقوق إضافة إلى انضمامه لفرقة استديو جريح بهدف إيصال رسالة للعالم بأن الجريح شهيد حي يستطيع أن يمنح الوجود من مهاراته وإبداعه في شتى المجالات.

الجريح حسن الابراهيم الذي بترت ساقه اليمنى في حلب وهو في مواجهة التنظيمات الإرهابية عام 2012 يقول إنه انضم إلى الفرقة لاستثمار وقته بالموسيقا في العزف على آلة الطبلة إضافة إلى استئجاره محلا متواضعا في حيه يؤمن معيشته اليومية إلى جانب دراسته في كلية الاقتصاد بالجامعة ليكون حافزا للشباب على تحمل مسؤولياتهم الوطنية مهما اشتدت الظروف وتنمية مهاراتهم في شتى ميادين المعرفة وترك بصمة للأجيال القادمة عنوانها الأمل بالغد الأفضل ويوافقه الرأي الجريح يونس مصطفى الذي بترت يده بقذيفة هاون في العام 2013 ببلدة مهين بريف حمص وقد اختار الانضمام للفرقة والتدريب على آلة الاورغ.

ويقول الشاب ثائر بلول مؤسس فرقة استديو جريح والمشرف على تدريب الجرحى الأعضاء فيها إن الهدف من تأسيس الفرقة منذ نحو تسعة أشهر هو إيصال فكرة للعالم مفادها بأن الذي أعطاه الله العقل لم يحرمه شيئا والعجز هو عجز العقل.

وأضاف بلول: اخترت أعضاء الفرقة من مختلف الإصابات ولاقى الموضوع تفاعلا إيجابيا لا حدود له وكانت الفرقة بأعضائها موضع تقدير واحترام الجميع داخل سورية وخارجها وتهدف لنشر الحب والسلام والطمأنينة في مختلف الأوساط الاجتماعية حيث يؤدون معزوفات موسيقية إضافة إلى عمل “اسكتشات” ومقاطع تمثيلية تعكس صورا متنوعة من الواقع بأسلوب بسيط وواقعي وتعكس تجذرهم بوطنهم والتضحية فداء له.

ولفت بلول إلى أن الجريح الذي خسر قطعة من جسده عليه أن يبدأ مسيرة حياته من جديد وقال: “فلينطلق وليعش الحياة بعيدا عن ثقافة الشكوى والتذمر فالحياة جديرة بأن تعاش ولا وقت للملل والضياع”.

 

انظر ايضاً

مقتل روسي جراء سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني في بيلغورود

موسكو-سانا قتل شخص وأصيب اثنان آخران اليوم جراء هجوم إرهابي أوكراني استهدف مدينة بيلغورود جنوب …