الشريط الإخباري

الحقيقة الأكثر إزعاجاً لأمريكا.. الصين أصبحت أضخم اقتصاد في العالم

دمشق-سانا

يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه مواقفهم الهجومية على الصين والتي لا تأتي من باب “المزاجية” كما يراها البعض ولا من باب حسابات انتخابية كما ينظر إليها البعض الآخر وإنما نابعة من مؤشرات وتوقعات اقتصادية تؤكد أن القرن الحادي والعشرين هو قرن الصين الأمر الذي تعتبره أمريكا انقلاباً على كل المعايير الاقتصادية التي سادت عقوداً طويلة.

التخوف الذي أطلقه أول من أمس مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون القومية روبرت اوبراين في منتدى أتلانتيك فيوتشر من أن الصين تسعى إلى احتكار كل صناعة مهمة في القرن الحادي والعشرين لم يكن مجرد توقع فالصين اليوم أزاحت الولايات المتحدة من الصدارة لتصبح أكبر اقتصاد في العالم وذلك وفقاً للمقياس الأكثر دقة الذي يعتمده كل من صندوق النقد الدولي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية.

صندوق النقد الدولي في تقريره الأخير منذ أيام والذي عرض فيه توقعاته الاقتصادية العالمية لعام 2020 ولمحة عامة عن الاقتصاد العالمي والتحديات المنتظرة أظهر أن اقتصاد الصين أصبح أكبر بنحو السدس من اقتصاد الولايات المتحدة بـ 24.2 تريليون دولار مقابل 20.8 تريليون دولار لأمريكا وفقاً لمجلة ناشيونال إنترست الأميركية.

ولعل الحقيقة الأكثر إزعاجاً لأمريكا في تقرير صندوق النقد الدولي والتي لا تريد الاعتراف بها هي أن الصين أزاحتها لتتربع على عرش الاقتصاد العالمي بحسب المجلة.

وبالنسبة لعام 2020 فمن المتوقع أن تصل قيمة جميع السلع والخدمات المنتجة في الصين إلى 102 تريليون يوان حيث سيبلغ إجمالي الناتج المحلي الصيني 14.6 تريليون دولار إضافة إلى أن الصين أصبحت ورشة تصنيع عالمية لجميع المنتجات تقريباً بحسب ناشيونال إنترست.

فالصين وعلى عكس أمريكا تعافت بسرعة من جائحة كورونا ولم يتعطل اقتصادها بالطريقة التي تعطلت بها الاقتصادات الأخرى بل جعلتها عاملاً مهماً في التعافي الذي بدأت تشهده التجارة العالمية تدريجياً منذ حزيران الماضي مع بدء تخفيف القيود التي فرضت بسبب الجائحة واستئناف النشاط الاقتصادي في دول عديدة حيث استمر الطلب على المنتجات المصنعة في الصين مثل المعدات الطبية والمعدات التكنولوجية ولاسيما مع لجوء كثير من الناس للعمل عن بعد.

وفي هذا السياق أعلن المكتب الوطني للإحصاء في الصين يوم الاثنين الماضي وفقاً لوكالة رويترز أن الاقتصاد الصيني نما بنسبة 4.9 بالمئة في الفترة من تموز إلى أيلول الماضيين مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي لتعود تقريباً بهذا الأداء القوي لاقتصادها إلى وتيرة النمو التي كانت تشهدها قبل جائحة كورونا بينما على الطرف الآخر مازالت الولايات المتحدة وأوروبا تعانيان للخروج من آثار الأزمة.

وفي وقت تكون فيه الصين الاقتصاد الرئيسي الذي يسجل نمواً إيجابياً يتعين على الأمريكيين لمواجهة هذه الحقيقة أولاً وقبل كل شيء الاعتراف بأن الصين قد تغلبت عليهم بالفعل في السباق لتصبح الاقتصاد الأول في العالم.

ماهر عثمان

انظر ايضاً

بايدن أم ترامب… تحيز الرؤساء الأمريكيين لـ “إسرائيل” لا يتغير

واشنطن-سانا على اختلاف الوافد الجديد إلى البيت الأبيض وبغض النظر عن الحزب الذي يمثله سواء …