S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
محافظات-سانا
شابات في مقتبل العمر اخترن استثمار مواهبهن في أعمال منتجة تحولت تدريجياً إلى مشاريع مدرة للدخل أظهرن عبرها الكثير من الإبداع والقدرة على تدوير الظروف الاقتصادية لمصلحتهن من خلال توظيف ما يمتلكنه من إمكانات فردية تطورت بالتدريب والبحث والتعلم.
فبأدوات بسيطة تمكنت الشابة رشا الخطيب 26 عاماً من الانطلاق بمشروعها الصغير متكئة على موهبتها في الرسم لتزيين الكؤوس والأكواب بعجينة خاصة لتخرج بمجموعة واسعة من المنتجات التي لاقت رواجاً وإقبالاً مكنها من مواصلة طريقها المهني.
وأشارت رشا لـ سانا الشبابية إلى أنها سعت لتنمية مهاراتها في هذا المجال من خلال البحث عبر الانترنت لمعرفة التقنية الأفضل استخداماً لهذا العمل وبالفعل جربت طرقاً عدة قبل أن تتقن الأجدى منها لتباشر مشروعها الخاص.
تستخدم رشا السكين في عملها مؤكدة أنها رغم صعوبة استعمال هذه الأداة الحادة إلا أنها تمكنت بمرور الوقت من التحكم بها حيث تبدأ بالرسم على الكوب ومن ثم تحضر العجينة ذات المكونات الخاصة وتشكلها على نحو مطابق للشكل المرسوم قبل تلوينها بالإكرليك ودهنها باللكر للحفاظ عليها من العوامل الخارجية.
وبينت الشابة أن أعمالها تلاقي إعجاباً وطلباً متزايداً في مدينتها حمص وهو ما يشجعها دوماً على الاستمرار وتطوير أدائها لتضع بعد كل رحلة عمل مجموعة من المنتجات التي تروجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي مشيرة إلى أنها قامت بنقل خبرتها إلى العديد من الشابات الراغبات بتعلم هذا النوع من العمل مجاناً ليكون عوناً لهم على تحسين مستواهم المعيشي.
الأمر نفسه بالنسبة للشابة هبة عبد الحكيم الوفائي طالبة في كلية الكيمياء التطبيقية بجامعة البعث حيث أثبتت جدارتها في الأعمال اليدوية المختلفة من خشب ورسم وتطريز بعد أن طورت أدواتها لسنوات متتالية فراحت تبرع في صنع البورتكليه والأطواق والإطارات الخشبية والقبعات المطرزة.
وبينت هبة أنها أتقنت كذلك النحت بعجينة السيراميك على الأكواب والفناجين والتطريز على القماش وصناديق الهدايا بالإضافة للرسم على الجدران في الروضات والمراكز التعليمية وهي حرف شكلت نواة لمشروعها الذي انطلق في العام 2017 ليكبر بمرور الوقت.
وأشارت الشابة إلى أنها لاحقا بدأت بجمع الأحجار الملساء وتلوينها والرسم والكتابة عليها مشكلة أعمالاً فنية لافتة فكانت نقلة نوعية في عملها استقطبت إليها مزيداً من المهتمين.
وتتنوع المواد التي تستخدمها هبة لتشمل السنارة والخيطان والإبر والقماش بما يخص
أعمال التطريز بالإضافة إلى عجينة السيراميك وأدوات النحت ومواد لاصقة جميعها مخصص للتطريز على الأكواب إلى جانب ألوان الإكريليك وأقلام ماركر للعمل على الخشب وكذلك الدهان للرسم على الحيطان مبينة أن جميعها مواد بسيطة ومتوافرة في السوق المحلية.
وبينت أنها تروج لمنتجاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال البازارات والفعاليات التي تقام في مدينة حمص مستفيدة من الإقبال المتواصل على هذه الأنشطة آملة أن تتمكن قريباً من افتتاح محل صغير خاص بها تفرد فيه أعمالها الفنية مضيفة عليها أعمال الورد الصناعي المشغول بالساتان وورق الفوم.
أما الشابة نور سنبل فترجمت شغفها بصناعة الحلوى وأطعمة الضيافة المنزلية بمشروع صغير معتمدة على خبرة سابقة اكتسبتها من أخوتها الذين يتقنون العمل في هذا المجال لتختار الشوكولا نواة لمشروعها بعد أن تعلمت أصول صناعتها وتزيينها وتغليفها.
وذكرت نور أنها طالما اهتمت بطرق إعداد الطعام والطهي وتزيين المائدة وتعلمت تحضير الطعام والحلوى على أنواعها ضمن أسرتها التي تشتهر بالنفس الطيب والإعداد المتقن لمختلف وصفات الطعام لكن صناعة الحلويات كانت الأقرب إلى نفسها وخاصة الشوكولا التي تعلمت طبخها في وقت مبكر.
وأضافت أحببت صناعة الشوكولا بمختلف نكهاتها ووصفاتها المتنوعة ولاحقاً بدأت بسكبها في قوالب مختلفة الأشكال والأحجام لأقوم بتقطيعها وتزيينها قبل أن أضيف إلى خبراتي مساراً جديداً حيث بدأت بتغليفها بالورق الملون والشرائط الأنيقة لتضاهي في ترتيبها وأناقتها ما هو معروض في أفخم المحال التجارية.
إعجاب المحيط وتأكيده على الطعم المميز للشوكولا التي تصنعها نور شجعها على تطوير مشروعها الصغير الذي غذته بالأفكار والتصورات الخلاقة معتمدة على بحث متجدد عن مختلف أشكال التغليف والزينة دون إهمال الطعم والنكهة ومؤكدة أن مشروعها راح يتطور بمرور الأيام وخاصة بعد اكتساب مزيد من الخبرة في العمل والترويج والتسويق لمنتجاتها.
ورأت نور أن الإصرار على النجاح هو العامل الأهم في نجاح أي تجربة داعية الشباب إلى التمسك بمواهبهم وتوظيفها لتأسيس أعمال خاصة بهم وسط حالة من العزيمة والإرادة الكفيلة بتجاوز كل العراقيل التي قد تعترض أحلامهم المهنية.
لمياء رداوي-صبا خيربك
