الموسيقار الراحل نجيب السراج… شيخ الملحنين السوريين وأحد رواد الأغنية المعاصرة

دمشق-سانا

عاشت أغاني ألحان الموسيقار الراحل نجيب السراج في ذاكرة الكثيرين وخلال مسيرته الفنية الغنية التي استمرت زهاء نصف قرن.

السراج الذي ولد في أحد الأزقة القديمة بمنطقة سوق الشجرة في مدينة حماة عام 1923 بدأ دروسه الموسيقية منذ أن كان في الثالثة من عمره وتعلم العزف على آلة العود على يد العازف الشهير عمر النقشبندي وبعدها درس في دمشق أصول التدوين الموسيقي.

وعندما تعرف السراج على الفنانة السورية أحلام نصحته بالسفر إلى مصر حيث سجل لإذاعة صوت العرب عدداً من أغانيه عام 1952 ثم تقدم لامتحان القبول في إذاعة دمشق وخصصت له الإذاعة حفلتين أسبوعياً كان يقدم واحدة باسمه المستعار فتى العاصي والثانية باسمه الصريح وعرفه جمهور الإذاعة عبر باقة من الأغاني ذات الطابع الفلكلوري من مثل (فوق لنا خل- يا سالمة- عالالا) فضلاً عن قصائد مغناة منها بلقيس للشاعر الغنائي عمر حلبي وسر عينيها للأديب الراحل عبد السلام العجيلي وقالت سآتي للشاعر الراحل الطبيب وجيه البارودي كما كان أول من لحن لنزار قباني عبر قصيدة يا بيتها.

ولحن الموسيقار الراحل لأكثر من 61 مطرباً ومطربة من عدد من البلدان العربية من (سورية ولبنان ومصر وتونس والجزائر) ومن أبرز الفنانين الذين لحن لهم (أحلام- مها الجابري- سحر كروان- فايزة أحمد- سعاد محمد- ماري جبران- مصطفى نصري- ربا الجمال- علياء التونسية- نصري شمس الدين- ميراي مصطفى- فؤاد غازي) وآخرون ليحمل بحق لقب شيخ الملحنين.

أغاني نجيب السراج العاطفية ذات الإيقاع البسيط لا تزال نابضة إلى اليوم تذكر بإبداع هذا الموسيقار ومنها (صادوني عيون العسلية- وبيضا يا حلوة- يا ست الحبايب) والتي كانت تكريساً للهوية المحلية في الأغنية السورية بعيداً عن التأثيرات المصرية السائدة تلك الفترة.

نشاط الراحل تعدى الغناء والتلحين إلى السينما فأنتج فيلما سينمائياً باسم (عابر سبيل) سنة 1950 وقام بالتمثيل فيه ولكنه لم يحقق النجاح المطلوب.

في سنواته الأخيرة ركز السراج على اكتشاف ورعاية المواهب الجديدة عبر برامج الهواة في الإذاعة والتلفزيون السوريين ليكون تلحين قصيدة لن أعود للمطربة الراحلة ربا الجمال بمثابة مسك الختام قبل أن يغادر عالمنا في الـ 18 من حزيران 2003 إثر معاناة طويلة مع المرض.