الشريط الإخباري

كرز سرغايا الأول تصديرياً.. والصقيع أثر في إنتاج هذا الموسم-فيديو

ريف دمشق-سانا

تتميز شجرة الكرز بكثرة إنتاجها وطول عمرها وثمارها الغنية بالقيم الغذائية تنضج بعض أصنافها في وقت مبكر من فصل الصيف حيث يولي المزارعون في بلدة سرغايا بريف دمشق هذه الشجرة الاهتمام الكبير كون إنتاجها يسوق بسعر يتناسب مع ما يبذلونه من جهود.

أهالي سرغايا البلدة السياحية الواقعة شمال مدينة دمشق باشروا بقطاف الكرز منذ نحو أسبوع وسط أجواء مليئة بالأمل إلا أن الموسم الذي انتظروه طوال عام خيب آمالهم بعض الشيء كون الصقيع الذي أصاب الأشجار مؤخراً أسهم في تخفيض كميات الإنتاج من الكرز والأصناف الأخرى من الفواكه التي تتميز بها سرغايا مثل التفاح والدراق وغيرهما.

كاميرا سانا رافقت بعض المزارعين إلى الحقول واطلعت على أجواء قطاف الكرز وعلى عمليات فرزه وتوضيبه وتعبئته بهدف تصديره لجودته وشكله ونكهته المميزة.

بطل الإنتاج على مستوى سورية المزارع مدحت عوض عنقود قال إن “مساحة الأراضي المستثمرة لديه تبلغ 1200 دونم مزروعة بجميع أنواع الفاكهة أهمها التفاح والكرز لافتا إلى أن الكرز هو باكورة الموسم ولا سيما النوع العجمي الذي ينضج قبل الأنواع الأخرى وبعده يأتي الكرز “الطلياني أو الفرعوني” ويتميز بكبر حبته ولونه الخمري لهذا أغلبه يصدر.

عنقود الذي يعمل مع كامل أسرته بالزراعة أكد أن الصقيع أثر في مواسم الفاكهة في سرغايا وخفض كميات الإنتاج وألحق ضرراً كبيراً بأشجار التفاح معتبرا أنه إنتاجه قياساً بالمساحة المزروعة يجب أن يصل إلى نحو 120 طناً من الكرز لكن هذا الموسم انخفض إلى نحو النصف نتيجة الأحوال الجوية التي أثرت في نوعية الكرز وحجمه.

عمليات نقل الإنتاج وتسويقه وقبض ثمنه يواجهها الكثير من الصعوبات وفق عنقود الذي دعا إلى احداث فرع لأحد المصارف في سرغايا يسهل عملية تحويل قيمة المحصول بيسر وسهولة.

فيض الله الدقة مزارع من سرغايا بين أن الموسم في بدايته كان ممتازاً لكن العوامل الجوية وارتفاع الأسعار والعمالة والأسمدة والمبيدات حملت الفلاح أعباء تفوق طاقته وأعاقت العمل مشيرا إلى أن الفلاح يعمل بجد ويسعى لتحقيق إنتاجية عالية آخر الموسم تسهم في تحسين مستواه المعيشي مطالباً بمنح المزارعين مكافآت ودعم ليتمكنوا من الاستمرار في عملهم إضافة إلى تسهيل عمليات تسويق منتجاتهم ونقلها إلى الأسواق دون عوائق والسعي لإحداث برادات في مواقع الإنتاج حفاظاً على المنتج كون الكرز فاكهة طرية ولينة لا تتحمل عمليات النقل السيئة.

أحمد عبد النبي أحد تجار الفواكه في سرغايا لفت إلى السعي لفتح أسواق جديدة أمام المنتجات الزراعية مضيفا أنه “منذ بداية الموسم تمكن من تسويق نحو 70 طناً من الكرز بأسعار جيدة صدر منها النصف إلى روسيا ومصر والعراق”.

شركات نقل وتوضيب الكرز تسهم في إيصال المنتج السوري إلى جميع الدول بأفضل وأحسن صورة إضافة إلى أنها تشغل أيدي عاملة على مدار العام هذا ما أشار إليه يحيي سليم دخان صاحب شركة لتصدير وتوضيب الفواكه وبين أن موسم الاستيراد افتتح بالكرز العجمي يأتي بعده الطلياني موضحاً أنه خلال الفرز يتم تجميع الحبات الكبيرة مع بعضها والحبات الأقل حجماً مع بعضها لأن كل دولة لها صنفها المفضل.

سليم أشار إلى أنه صدر حتى الأن ستة برادات سعة كل براد 24 طناً من الكرز وقال إن شركات التوضيب تستقطب أيدي عاملة من جميع المحافظات بعضهم من إدلب وحمص وريف دمشق وغيرها والعمل يستمر على مدار العام.

الوحدة الإرشادية في سرغايا عملت جاهدة لتعويض الفلاحين عن الخسائر التي لحقت بهم نتيجة الأحوال الجوية وقدمت الدعم اللازم بشكل يسهم في مساعدتهم للاستمرار في العمل هذا ما أكده رئيس الوحدة المهندس محمد ثائر عنقود مشيراً إلى أن سرغايا من أهم البلدات الزراعية في سورية تصل المساحات المزروعة بالأشجار المثمرة فيها إلى أكثر من 41 ألف دونم أغلبها تفاح وكرز.

وبين عنقود أن الوحدة الإرشادية تقوم بدور أساسي في إرشاد الفلاح حول كيفية المكافحة من خلال إقامة الندوات الإرشادية والتوعية والمدارس الحقلية لافتا إلى أن المساحة المروية في سرغايا تبلغ أكثر من 27 ألف دونم معظمها على الري الحديث كما أمنت الوحدة نحو 160 ألف ليتر من مادة المازوت للمزارعين بحدود 6 ليترات للدونم وهذه الكمية قلية كون الدونم يحتاج إلى نحو 20 ليتراً شهرياً مبينا أن الحصار الاقتصادي والإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري والحرب الإرهابية المفروضة على سورية أعاقت تأمين مستلزمات الزراعة.

وأوضح رئيس الوحدة الإرشادية أن إنتاج سرغايا من التفاح بلغ العام الماضي نحو 35 ألف طن صدر منه أكثر من 15 ألف طن أغلبها إلى روسيا الاتحادية فيما بلغ إنتاجها من الكرز أكثر من 10 آلاف طن صدر منه كميات كبيرة.

ويطلق الخبراء على الكرز لقب الأطعمة الفائقة لاحتوائه على مجموعة واسعة من المركبات النشطة بيولوجياً بما في ذلك البوليفينول المرتبط بالعديد من الفوائد الصحية علماً أن الأشجار المنتجة للكرز الحلو تبقى تنتج لمدة 50 عاماً أما الكرز الحامض قليلاً يبقى ينتج لنحو 30 عاماً ويجب ألا تقطف الثمار إلا إذا نضجت لأنها لا تنضج بعد القطف.

سفيرة إسماعيل

انظر ايضاً

كرز سرغايا الأول تصديرياً.. والصقيع أثر في إنتاج هذا الموسم