الشريط الإخباري

فشل الاتحاد الأوروبي في التصدي لفيروس كورونا يضعه على المحك

لندن-سانا

كشفت جائحة فيروس كورونا هشاشة العلاقات البينية بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي محدثة هزة مدوية في داخل التكتل الاقتصادي بعدما شهدت العديد من دوله ارتفاعاً مضطرداً بعدد الإصابات والوفيات جراء الفيروس القاتل خاصة في إيطاليا وإسبانيا ما ينذر بتصدعات في بنية ذلك الاتحاد.

مركز بروغيز للبحوث الذي يدرس إعادة هيكلة علاقة بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الأخرى ويتخذ من لندن مقراً له حسم الجدل بهذا الصدد واصفاً إجراءات الاتحاد الأوروبي في مواجهة أزمة كورونا بالفاشلة.

مدير المركز روبرت اودلس وفي حديث لصحيفة “ديلي اكسبريس” البريطانية سخر من تلك الإجراءات قائلاً إن اجراءات الاتحاد أظهرت بيروقراطيته الكبيرة داعياً إلى وجوب أن تكون الدولة القومية أهم مؤسسة سياسية في الحياة السياسية الأوروبية مشيراً إلى أن هذه الجائحة كشفت عن “نقاط ضعف” الاتحاد الأوروبي والتي أدت إلى انهيار العديد من أفكاره ومبادئه الأساسية.

اودلس أوضح أنه يتعين على الدول القومية في اوروبا اتخاذ إجراءات التصدي لأنها هي فقط التي تمتلك الخبرة والموارد الأخلاقية والقانونية والتقنية اللازمة للتصرف في مثل هذه الظروف لافتا إلى أن تدابير الاتحاد فشلت في المساعدة على محاربة الجائحة أو احتوائها في ظروف دوله المتغيرة منتقداً بطء الاتحاد في مواجهة تبعات تفشي الفيروس والتصدي له .

فكرة الاتحاد الأوروبي برمتها انهارت حسب اودلس الذي بين أن أحد الأشياء الرئيسية فيه هي حرية حركة الناس تم تقييدها نتيجة الجائحة ودوله فرضت ضوابط حدودية من جانب واحد لمنع انتشار المرض إلى داخلها حتى بات الاتحاد يتصرف وكأنه لا علاقة له بالموضوع وأنه ايضا أصبح يتعارض مع أحد المثل العليا الرئيسية للاتحاد نفسه.

وذهب اولدس إلى اعتبار أن الاتحاد يشكل “خطراً على الصحة في زمن الأوبئة حيث انهارت أفكاره كما أنه لم يفعل أي شيء مثمر في الأزمة”.

وحول شعارات التضامن الزائفة انتقد مدير المركز البحثي الاوروبي ترديد مسؤولي الاتحاد الأوروبي شعارات التضامن بين دوله المختلفة في وقت تم كشف أن هذا الشعار غير متجسد في واقع الحال وانهم لا يعنون أن الدول الأكبر مثل ألمانيا تساعد الدول التي تعرضت لأزمات مثل اليونان.

وقال “إننا لم نر على الإطلاق أي تضامن من الدول الغنية التي لم تتضرر بشدة من أزمة كورونا فهي لم تقدم أي دعم لإيطاليا”.

وخلص اولدس إلى القول إن الاتحاد كان “بطيئا جدا” وإنه “فشل” أيضاً وكشف أنه لا يمكنه اتخاذ أي إجراء لمواجهة الأزمات ومنها الصحية.

رئيس مجلس البحوث العلمية في الاتحاد الأوروبي ماورو فيراري استقال من منصبه بعد ثلاثة أشهر من توليه منصبه احتجاجاً على رفض المفوضية الأوروبية وهي الجهة التنفيذية في الاتحاد الاوروبي خطته في مكافحة الوباء وقال إنه فقد إيمانه بالنظام المعمول به بعد عدم تمكنه من وضع برنامج خاص لمكافحة فيروس كورونا.

زعيمة حزب التجمع الوطني الفرنسي مارين لوبان بدورها أكدت في الثالث من نيسان الحالي أن أزمة وباء كورونا أظهرت ضعف الاتحاد الأوروبي وعدم قدرته على القيام بمهامه مشددة على أن إجراءات الاتحاد كانت مضرة في التصدي للجائحة.

تهامة السعيدي

انظر ايضاً

الاتحاد الأوروبي يجري أول تحقيق بموجب قانون جديد مع شركات آبل والفابيت وميتا

بروكسل-سانا أعلنت هيئة مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي اليوم أنه سيتم التحقيق مع شركات آبل …