عمال النظافة.. أعباء وجهود إضافية في زمن الكورونا

دمشق-سانا

رغم أن أغلبية السوريين اليوم يلتزمون بمنازلهم جراء الإجراءات الاحترازية للتصدي لكورونا إلا أن هذا لا يشمل العم أبو وسيم الذي يجر عربته منذ ما يزيد على عشرين عاماً مع ساعات الصباح الأولى في أحياء دمشق وحاراتها ويقضي ساعات عمله بين الشوارع والأزقة متنقلاً بين كنس الشارع والعودة لرفع ما جمعه إلى العربة.

مع الخامسة صباحاً وقبل أن تستفيق المدينة الهادئة نتيجة حظر التجوال المطبق حالياً للتصدي لفيروس كورونا ينطلق أبو وسيم من بيته الكائن في قطنا إلى قطاع عمله الحالي في منطقة المزة والذي لم ينقطع عنه أبداً لتأدية عمله المحفوف اليوم بمخاطر أكبر جراء الفيروس المستجد الذي اجتاح العالم وأصاب سورية أيضاً ما يتطلب منه الالتزام بجميع الإجراءات الوقائية والاحترازية.

“لا بد لنا من تأدية واجب العمل بكل إخلاص ولا سيما في هذه الظروف التي تتطلب المزيد من الاعتناء بالنظافة وتعزيزها” وفق أبو وسيم الذي لم تمنعه الجروح التي تصيب يديه أثناء جمع القمامة ولا شظايا أحد التفجيرات الإرهابية التي تركت آثارها في جسده وندبة على وجهه من الاستمرار به.

“أعيش من عرق جبيني بكرامة” بتلك الكلمات لخص أبو علاء قصته مع هذه المهنة التي يعمل بها منذ ما يزيد على اثنين وعشرين عاماً ويعيل منها عائلته المكونة من أم وخمسة أطفال دون الحاجة للناس الذين لا يطلب منهم إلا التعاون وخصوصاً في هذه الفترة التي تتطلب وعياً أكبر والتزاما تاماً بقواعد النظافة مشيراً إلى أنه وزملاءه يبذلون جهوداً إضافية لتقديم الأفضل ولتكون الشوارع والأحياء دائمة النظافة ومواجهة الفيروس من باب النظافة التي تشكل أكبر مضاد للفيروسات والأوبئة.

وكثفت الوحدات الإدارية في محافظة دمشق وفي مختلف المحافظات السورية أعمال التعقيم والتنظيف في شوارع المدن والحارات وغيرها وكذلك أعمال ترحيل القمامة كجزء من خطتها للتصدي للوباء الذي أدخل دولاً كبرى في حالة من الإرباك بعد حصده آلاف الأرواح.

وتتولى كوادر النظافة القسم الأكبر من المهمة حسب أبو محمد الذي يباشر عمله مع ساعات الصباح الأولى مرتدياً قفازاته ومريوله الخاص “لا مجال للتهاون في النظافة بشكل عام وفي هذه المرحلة بسبب ارتفاع مخاطر الوباء”.

انحناءة ظهر أبو حسن تخبرنا الكثير عن عدد المرات التي انحنى فيها لالتقاط شيء رماه شخص لم يخطر بباله ماذا يعني إلقاء النفايات في الشارع لكن انحناءات الرجل الخمسيني لم تقلل من نشاطه وهو يجمع ويكنس وينظف ويضع في الحاويات بانتظار سيارة القمامة.

تتحرك سيارة جمع القمامة من حاوية إلى حاوية ويتم تفريغها لتتحول الشوارع نظيفة خالية من أكياس القمامة وهكذا يومياً تتحرك كوادر النظافة التي قد لا تلفت انتباه الكثيرين لكنها تقوم بدور كبير على مدار أيام السنة وخصوصاً في أيام الأمراض والأوبئة التي تتطلب المزيد من الجهد والعمل.

كورونا لم يتسبب لعمال النظافة بأعباء إضافية أثناء العمل فقط بل منع إجازاتهم وزاد من أيام عملهم كما يبين أبو مجد الذي من المفترض أن تقتصر مهمته على تفريغ الحاويات في سيارة القمامة.

أيمن جديد مراقب نظافة في مركز المزة الشرقية 86 يشير إلى أنه منذ بدء الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا تمت مضاعفة الجهود والعمل بكل الإمكانيات الموجودة لتعزيز مستوى النظافة في مختلف الأحياء والشوارع مبيناً أنه تمت توعية العمال لمخاطر الفيروس والإجراءات الاحترازية التي يجب القيام بها لحماية أنفسهم وعائلاتهم إضافة إلى تزويد العمال بالمواد المعقمة أثناء العمل.

دعوة واحدة وجهها عمال النظافة للناس وهي أن يلتزموا بمواعيد إلقاء القمامة وإغلاق الأكياس بشكل محكم وعدم رميها في الشوارع والحارات وليساعد بذلك كل شخص في نظافة حيه وشارعه.

طارق السيد
تصوير: أيمن نصر

انظر ايضاً

محافظة الحسكة تكرم عدداً من عمال النظافة

الحسكة-سانا كرمت محافظة الحسكة عدداً من عمال النظافة في مجلس مدينة الحسكة