أولويات ترامب في حقبة “كورونا”.. الاقتصاد أولاً والأمريكيون لاحقاً

مع الانتشار الواسع والمخيف لفيروس كورونا المستجد داخل الأراضي الأميركية لم يعد بمقدور الرئيس دونالد ترامب الحديث عن الوافد المخيف بمزيد من التطمين للأميركيين المنهكين من الفيروس في العديد من الولايات بعد تحول بلادهم إلى الرقم الأول عالمياً بمعدل الإصابات.

وها قد أصبح العدو في قلب أميركا, لم تعد الصدمة فقط بالأرقام المسجلة والتخبط بقرارات ترامب بخصوص مدة الحجر والإقفال والنقص بالتجهيزات والمواد الطبية بل في عدم التعاطف الكافي من ترامب مع الخسائر البشرية من الأميركيين، بل كانت مخاوفه تدور بفلك الاقتصاد وحركة الأسواق والبورصات فقط.

وبدا هاجسه في هذه الظروف الحالكة إنهاء الإغلاق وإعادة الحياة إلى طبيعتها بغض النظر عن المخاوف الطبية مخالفاً بروتوكول الصحة العالمية الذي يوصي بالإقفال والحجر المنزلي لقطع مسار الفيروس ومنعه من التفشي أكثر.

قرار ترامب بإعادة فتح أجزاء من البلاد بحلول منتصف الشهر الحالي أثار غضب الأميركيين بشكل واسع، وانتشرت عبارة (لن نموت من أجل وول ستريت) وتصدرت شعار الغاضبين.

الاستياء كبير من أولويات ترامب التي تضع سوق الأسهم فوق حياة المواطن الأميركي وسلامته، كذلك يتطلع الأميركيون بحنق كبير إلى قرارات الرئيس التي أعطت الدعم الأكبر للشركات والمؤسسات المالية الكبرى على حساب المواطنين والمرضى.

ومع ذلك بقي خيار ترامب الاقتصاد فهو لا يزال يخطط لكيفية الانتقال إلى ولاية جديدة والبقاء في البيت الأبيض, على اعتبار أن الاقتصاد القوي هو مفتاحه إلى الفوز بولاية رئاسية جديدة, لكن الوقائع تؤكد أن لا أحد ينتظر في الولايات الأميركية ولا حول العالم الآن نتائج انتخابات ترامب الرئاسية، بل يتطلعون إلى انخراط طبي وإنساني من واشنطن في الحرب العالمية ضد الفيروس القاتل، والذي هو بالفعل نقطة الاختبار لترامب والذي يبدو أنه لا يزال مخفقاً حتى الآن.

لكن كيف سيكمل ترامب الانتخابات والأميركيون مرضى والوباء ينتشر؟ هل سينقل صناديق الاقتراع إلى المستشفيات وغرف العناية الفائقة لتتم عملية الاقتراع “قانونياً”؟ لأن إنهاء الإغلاق (وفقاً لآراء الأطباء والباحثين حول العالم وتقارير منظمة الصحة العالمية وحتى فريق ترامب الطبي المختار لمتابعة الإجراءات المتعلقة بالفيروس) سيؤدي لتحول المستشفيات إلى أماكن مكتظة بالمصابين الذين سيسقطون وهم ينتظرون دورهم للحصول على الرعاية الطبية, وبالتالي سيناريو عودة الحياة الطبيعية وإعادة تشغيل الاقتصاد مع توسع انتشار الفيروس يعني دعوة الناس إلى الموت وبأعداد كبيرة.

ووسط هذا القلق الكبير لم يتخل ترامب عن عاداته الاستعراضية وتباهى على (تويتر) بنسب المشاهدة العالية لمؤتمراته الصحفية اليومية في البيت الأبيض حول مواجهة إدارته لفيروس كورونا المستجد.

وكانت معظم قنوات التلفزيون الكبرى تنقل المؤتمر مباشرة بشكل كامل لكن بدأ بعضها بالتخلي عن ذلك بسبب التضليل وفقاً للإعلام الأميركي.

 رشا عيسى

 

 

انظر ايضاً

الإرهاب والأكاذيب الأمريكية!-بقلم: محي الدين المحمد

يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنهم يستطيعون السيطرة على العالم والتحكم بقرارات الدول والتلاعب بالرأي العام