الشريط الإخباري
عــاجــل المقاومة الفلسطينية توقع قوة راجلة للعدو الصهيوني بكمين محكم غرب خان يونس جنوب قطاع غزة وتقضي على عدد من أفرادها

ملح.. بلدة بريف السويداء الجنوبي تروي قصة حضارات مختلفة

السويداء-سانا

تتميز بلدة “ملح” الواقعة في أقصى جنوب جبل العرب بمناخها الجبلي المعتدل صيفا وغناها بالمواقع الأثرية التي تعود إلى مختلف العصور وتروي قصة حضارات تعاقبت على المنطقة.

ويشير الباحث في آثار المنطقة حسن حاطوم لـ سانا “سياحة ومجتمع” إلى أن “ملح” كانت من البلدات المهمة في جبل العرب وتتبع لها القرى المنتشرة حولها ومعظمها عبارة عن خرب مهجورة حاليا لافتا إلى أن العرب القدامى تركوا حولها بعض المواقع والمباني والكتابات والنقوش والتماثيل.

ويذكر الباحث أنه خلال العصر الروماني والبيزنطي-الغساني تم بناء عدة كنائس واديرة ونقشت الصلبان والزخارف والكتابات على سواكف الأبواب والنوافذ وبنيت فيها الأبراج والمنازل الكبيرة وبرك المياه والاقنية مشيرا إلى أنه اطلق سابقا على البلدة “ملح الصرار” حيث فسرت بعض المصادر هذه التسمية بأنها إما لقيام السكان بتعبئة الملح والتجارة به من المناطق المجاورة أو لكثرة أبواب الحجر البازلتي “الحلس” في منازلها والتي كانت تصدر أصواتا عند فتحها وغلقها كل يوم وتعطي صريرا يسمع عن بعد.

ويلفت حاطوم إلى أن من أهم آثار البلدة “صافية ملح” أو “الصافي” حيث ورد ذكره في حوليات الملك الآشوري “سلماناصر” تحت اسم “عين ملح” ولا تزال اطلالها قائمة حتى الآن وفي العصر البيزنطي يظهر اسم كاهن لمعبد مخصص للإله “ذو الشراة” ضمن كتابة يونانية مؤلفة من أربعة أسطر ومؤرخة من عام 164 ميلادي.

ويبين حاطوم أنه في العصر الروماني اتجهت الطرق من مدينة بصرى عاصمة الولاية العربية عام 106 ميلادي إلى منطقة صلخد ومنها باتجاه بلدتي امتان وملح ومنها إلى منطقة البادية بينما بني فيها خلال العصر البيزنطي كنيسة تعود إلى بداية القرن الرابع الميلادي تم اكتشافها في نهاية تسعينيات القرن الماضي ودير يعود تاريخه إلى عام 539 ميلادي.

وتم اكتشاف العديد من الكتابات اليونانية التي تعود للعصر البيزنطي في ملح وتضمنت رموزا مسيحية كثيرة من بينها رمز السمكة وصلبان ذات أشكال مختلفة وأسماء قديسين وواهبين ومتبرعين وأدعية دينية كما يقول حاطوم مشيرا إلى برج ملح الأثري الذي بني عام 372 ميلادي والذي يعد من أكبر الأبراج والأكثر اكتمالاً وحفظاً بين الأبراج في منطقة جنوب سورية وكان يستخدم كغيره من الأبراج في المنطقة مثل “عرمان” و “براق” و”خازمة” و”صما البردان” لأعمال الحراسة والمراقبة والدفاع ضد الغزاة مشيرا إلى أنه أعيد استخدام هذه التحصينات زمن العرب الغساسنة والعهود العربية الإسلامية اللاحقة.

وإلى الشرق من ملح بحوالي 9 كم وعلى حدود البادية يذكر حاطوم أن هناك ديرا استخدم خلال العصر البيزنطي كمنشاة دفاعية وكان برجا شبيها ببرج شقا ولم يتبق منه اليوم سوى بعض الأطلال.

يشار إلى أن بلدة ملح تقع إلى الشرق من مدينة صلخد وإلى الشمال الشرقي من امتان وترتفع عن سطح البحر حوالي 1375 مترا.

سهيل حاطوم

انظر ايضاً

المقاومة الفلسطينية توقع قوة راجلة للعدو الصهيوني بكمين محكم غرب خان يونس جنوب قطاع غزة وتقضي على عدد من أفرادها