S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
دمشق-سانا
انطلقت في دار الأسد للثقافة والفنون اليوم أيام الفن التشكيلي السوري لعام 2019 التي تقيمها وزارة الثقافة تحت عنوان “ذاكرة الإبداع”.
وتضمن حفل افتتاح الفعالية الذي استضافته قاعة الدراما بالدار عرض فيلم وثائقي بعنوان “معرض المعارض” من إعداد الناقد سعد القاسم قدم على مدى عشرين دقيقة سرداً تاريخياً موثقاً بالصور حول المعارض الفنية في سورية من مطلع القرن العشرين وصولاً إلى يومنا الحالي مع أهم أسماء الفنانين التشكيليين من جيل الرواد ومن أتى بعدهم من الفنانين الذين أسسوا وأثروا في الحركة التشكيلية السورية.
كما تم تكريم ستة من الفنانين التشكيليين ممن اتسموا بعطائهم المبدع وهم عبد الله السيد وغسان جديد وغسان نعنع بالإضافة للفنانين الراحلين عبد القادر أرناؤوط وإقبال قارصلي وغسان السباعي وتلا التكريم افتتاح معرض استعادي لأعمال الفنانين المكرمين في قاعة المعارض بالدار.
وقال وزير الثقافة محمد الأحمد في تصريح للصحفيين “نجتمع اليوم في الدورة الثانية من أيام الفن التشكيلي السوري الذي يتضمن فعاليات كثيرة لنؤسس لبينالي دمشق وخاصة أن سورية تتعافى وبدأت الحياة الطبيعة تعود في مختلف المجالات” مؤكداً أن الاستهداف الحقيقي الذي تعرضت له بلدنا كان موجهاً لتاريخها وإرثها وحضارتها وإبداع أبنائها في الماضي والحاضر ومنها أكثر من سبعة عشر ألف عمل فني تشكيلي تحتفظ بها وزارة الثقافة في مخازنها.
وزير الإعلام عماد سارة لفت إلى أن هذه الفعالية هي تحد في الوقت الذي يحاول فيه الإرهاب وداعموه نشر ثقافة الموت للنيل من سورية بكل مكوناتها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية ونحن نقول من خلال هذه الفعالية وغيرها بأن مشروعنا هو الحياة والألوان التي يستخدمها الفنانون التشكيليون.. الألوان التي تعبر عن الحياة التي نريدها مليئة بالأمل.
وأكد الوزير سارة أننا نفخر بتراثنا وحاضرنا الذي أراد الإرهاب تشويهه ونتفاءل بمستقبلنا لأننا نملك كل مقوماته فنحن نبني جيلنا الحالي لنتمكن من بناء المستقبل من أجل سورية التي يحاول الإرهاب تدميرها ولن يتمكن من ذلك.
الفنان المكرم النحات السيد الذي أنجز الكثير من الأعمال النحتية منها تمثال صلاح الدين الأيوبي وسفينة نوح الدمشقي قال “التكريم يعني أن أعمالنا التي قدمناها خلال سنوات حياتنا الفنية هي محط تقدير ورغم أن عملي كان شاقاً ومتعباً كنحات فاني قدمت الكثير من الأعمال النحتية لبلدي ومنها تمثال أبو تمام الذي دمره الإرهاب ضمن محاولاته لتدمير الجمال والتاريخ”.
الفنان المكرم نعنع قال “تكريم الفنان في حياته هو اعتراف بقيمة ما قدمه لبلده عبر مسيرته الفنية الطويلة واليوم تكرم معي أسماء مهمة من الفنانين ممن يستحقون التكريم لما قدموه من تجارب فنية غنية خلال سنوات حياتهم”.
أما الفنان المكرم جديد فقال “الأعمال التي رسمتها خلال مسيرتي تحمل رسالة مدينتي طرطوس وكلها أحببتها وعشت معها وارتبطت بها من خلال الذكريات وهي عبارة عن عناصر ثابتة أعيد صياغتها من جديد لأنقل إحساسي للمشاهد”.
النحات عادل خضر الذي نفذ ثلاث ميداليات معدنية للفنانين المكرمين الراحلين والتي استلمها ذووهم خلال التكريم أوضح أن هؤلاء المكرمين هم من الرعيل القديم من الفنانين التشكيليين السوريين وبذلوا جهودا كبيرة في تأسيس الحركة الفنية السورية وأثروا في أجيال من الفنانين السوريين.
ويقام ضمن أيام الفن التشكيلي السوري معرض الخريف السنوي ومعرض الخط العربي والخزف والتصوير الضوئي ومعرض ما بعد الرواد في الفن التشكيلي السوري وعدة معارض فنية بمختلف المحافظات وورشات عمل وندوات في صالات العرض الفنية العامة والخاصة وكليات الفنون الجميلة والمعاهد والمراكز الفنية.
محمد سمير طحان
