التشكيلي سهيل بدور: المدرسة التعبيرية السورية الأقوى في المنطقة

دمشق -سانا

ترك المهجر أثره على نتاج المبدعين فحمل سمة الحداثة والتجديد كما نراه في مسيرة الفنان التشكيلي سهيل بدور الذي عاش تجربة غنية في الغربة امتدت نحو 35 عاماً.

سانا الثقافية التقت الفنان بدور الذي اعتبر الفن التشكيلي في المغترب قاعدة انطلاق للوحة تشكيلية خارج إطار الوطن لها سمات قد تختلف قليلاً عن مثيلتها في الوطن الأم لأن الفنان عندما يسافر يطلع على تجارب مغايرة ويكتسب ثقافة ومهارات جديدة تصنع منتجاً إبداعياً مختلفاً.

ويقارن بدور بين الحراك التشكيلي في المغترب الذي يشهد متغيرات بصورة دائمة ومثيله المحلي الذي ما يزال في حالة مراوحة داعياً للاستفادة من التلاقح والمثاقفة المباشرة مع تجارب فنية أخرى ما يشكل رافعة للمنتج الفني ويحرض على التجريب والبحث ويوسع دائرة الرؤية لدى المبدع.

ويؤكد بدور أن المغترب أضاف الكثير لتجربته الفنية منها توسيع مساحة الوعي لمواجهة الحياة ومتغيراتها حتى يخرج بقيمة ما أو خلاصة تمكنه من تطوير تجربته في البحث والتجريب والمنتج الإبداعي.

وعن نشاطه في المغترب بالآونة الأخيرة أوضح أنه أقام معرضاً في باتراس باليونان وتضمن لوحات بالقياس الصغير ولاقى حضوراً مميزاً إضافة إلى القاء المحاضرات في الفن التشكيلي في جامعات إيطالية ويونانية والمشاركة في ورشات عمل بدول عربية وأجنبية ومشاركته كعضو تحكيم في عدد من المسابقات الفنية.

وخلال أسفاره الدائمة توقف بدور عند ظاهرة عالمية تمثلت بتراجع النتاج الإبداعي والتي يعيدها إلى الأزمة العالمية في الفن وتراجع اقتناء اللوحات جراء تفشي الحروب والأزمات الاقتصادية الناجمة عنها.

وما يميز اللوحة الفنية عند الفنان المغترب برأي بدور هيمنة الحالة الجمالية على أي موقف آخر مشيراً إلى أن اللوحة السورية حاضرة في المغترب.

ويجد بدور أن اللوحة حصيلة حس بصري ومسرح وشعر وأدب ورواية لكنها تكثف هذه الفنون ضمن إطار محدود كما أنها نص إبداعي فيه المخرج والمؤلف والسيناريو والإضاءة والسينوغرافيا والقصة والمسرح والموسيقا والرواية والشعر لافتاً إلى أن النقاد ذكروا أنهم وجدوا بدور الشاعر في لوحاته.

وعن مشروعه حول إنجاز جدارية تحاكي قصيدة الشاعر الراحل محمود درويش التي حملت الاسم نفسه ويتحدث فيها عن الموت ذكر بدور أنه اتفق مع الشاعر درويش على إنجاز هذا المشروع قبيل رحيله حيث أنجز جزءاً منه ولكن وفاة درويش أخرت المشروع مشيراً إلى أنه يسعى لإزالة العثرات وإكمال هذه الجدارية.

وبين بدور أنه ابن قرية يؤمن بالألوان النضرة البكر الحاضرة أمام بصرنا فالألوان هي ثقافة غير عادية ومن المهم أن يفهم الفنان ثقافة وفلسفة اللون ومعناه ودلالاته ومع التجريب الطويل ليصل إلى حلول جريئة فيما يتعلق باللون.

وحول المشهد الفني السوري الحالي أوضح بدور أنه يشد على يد كل الفنانين السوريين الذين استمروا رغم الحرب الإرهابية على بلدنا ومجرد وجودهم على الساحة الفنية يستحق الاحترام والتقدير ولا سيما ممن نزلوا إلى الشارع ليزينوه برسومات مستوحاة من تاريخنا العريق لافتاً إلى أن المدرسة السورية التعبيرية هي الأقوى في المنطقة.

بلال أحمد