الشريط الإخباري

بعد انتهاء دوره.. واشنطن تتخلص من صنيعتها الإرهابي البغدادي متزعم تنظيم (داعش)

دمشق-سانا

بعد استخدامه لسنوات طويلة كأداة إرهابية في سورية والعراق أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم تصفية متزعم تنظيم “داعش” الإرهابي أبو بكر البغدادي صنيع الاستخبارات الأمريكية في مؤشر إلى أن دوره انتهى لتدفن معه واشنطن أسرار علاقتها الوثيقة التي تربطها مع التنظيم المتطرف.

إعلان ترامب في كلمة له اليوم عن تصفية الإرهابي البغدادي الذي قتل مع عدد كبير من أنصاره في عملية عسكرية أميركية في محافظة إدلب السورية بعد الحصول على معلومات مسبقة بوجوده في المكان المستهدف يتلاءم مع عمليات سابقة نفذتها الولايات المتحدة في انحاء مختلفة من العالم للتخلص من متزعمين إرهابيين يأتمرون بأوامرها ويرتكبون الجرائم والفظائع وفقا لإملاءاتها وإن ما تحاول واشنطن حصده من مكاسب عبر الإعلان عن قتل الإرهابي البغدادي لا يعني أنها تكافح الارهاب بل يعني أن دور البغدادي انتهى بالنسبة لها.

تصفية البغدادي تعيد إلى الذاكرة عملية مماثلة تخلصت فيها واشنطن من متزعم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن عام 2011 الذي أوجدته في أفغانستان وقتلته لاحقا بعد انتهاء دوره لتدفن ما جمعها معه من أسرار العلاقة المترابطة بين القاعدة وواشنطن وهذا ما حدث مع أحد متزعمي التنظيم الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي.

وسائل إعلام أمريكية متعددة أشارت أكثر من مرة إلى أن تنظيم “داعش” الإرهابي هو صنيعة أمريكية غربية بامتياز كما أن هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة أقرت وفق ما ذكرت وسائل إعلام أمريكية في مذكراتها قبل سنوات بأن عددا من الدول الغربية بينها الولايات المتحدة هي المسؤولة عن إنشاء تنظيم “داعش” الإرهابي وتمويله وتزويده بالأسلحة ودعمه بمختلف الوسائل.

عملية اختراع متزعمين إرهابيين مثل بن لادن والزرقاوي والبغدادي وغيرهم أو ما يوازيهم من تنظيمات إرهابية ظهرت في سورية على مدار السنوات الثماني الماضية وحملت أسماء مختلفة بما فيها “جبهة النصرة” و”حراس الدين” و”أحرار الشام” وغيرها الكثير من التسميات تعد من تخصص وكالات الاستخبارات الأمريكية والغربية التي تبتكر وتمول وتدعم مثل هذه التنظيمات لتبرير ما تقوم به واشنطن من حروب وتدخلات عسكرية ضد الدول التي لا تسير في فلكها وإن تصفية البغدادي في إدلب تؤكد ارتباط التنظيمات الإرهابية مع بعضها رغم اختلاف أسمائها إذ كيف له أن يختبأ في مكان وجود خصمه المفترض الإرهابي أبو محمد الجولاني متزعم تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي ما لم يكن هناك تنسيق وارتباط مباشر بين هذه الأدوات الإرهابية والجهات الداعمة لها وعلى رأسها الولايات المتحدة والنظام التركي الذي أوجد المجموعات الإرهابية في إدلب ويحميها منذ سنوات.

تصفية أداة إرهابية مثل البغدادي لا تعني تبرئة واشنطن من صناعة التنظيمات الإرهابية في سورية والمنطقة بهدف زعزعة استقرارها وتحقيق مكاسب جيوسياسية واقتصادية إذ إن دور الولايات المتحدة ووكالاتها الاستخباراتية في دعم وتمويل وتدريب الإرهابيين في سورية موثق ومعروف منذ بدء الحرب الإرهابية عليها.

وبالتوازي مع إنشائها معسكرات تدريب للإرهابيين الذين أطلقت على مدى سنوات اسم “معارضة معتدلة” عليهم وتزويدهم بشتى أنواع السلاح ارتكبت الإدارة الامريكية جرائم بحق الشعب السوري والبنى التحتية في إطار ما يسمى “التحالف الدولي” غير الشرعي الذي أعلنته عام 2014 بزعم محاربة تنظيم “داعش” ليتضح أنه الداعم الأول والمدافع الرئيسي عن هذا التنظيم المتطرف.

دلائل وأفعال شتى أظهرت تنسيقا كبيرا بين “تحالف واشنطن” وتنظيم “داعش” الإرهابي بلغ حد التدخل الأمريكي المباشر لإنقاذ ارهابيي التنظيم المتطرف وتمكينهم من السيطرة على مناطق جديدة بما في ذلك حادثة اعتداء طيران “التحالف” غير الشرعي على إحدى نقاط الجيش العربي السوري في جبل الثردة بديرالزور في أيلول عام 2016 ونقل الطائرات الامريكية متزعمي التنظيم الإرهابي من المعارك لإنقاذهم من الموت أو تزويدهم بالمعلومات الاستخباراتية.

واشنطن تحاول استكمال دورها الاستعماري في سورية والمنطقة سواء على الصعيد السياسي أو العسكري عبر قواتها التي تقوم بأعمال نهب وسطو للنفط السوري وذلك ما أكدته وزارة الدفاع الروسية أمس حيث نشرت صورا تظهر قوافل الصهاريج وهي تنقل النفط إلى خارج سورية تحت حراسة العسكريين الأمريكيين وعناصر الشركات العسكرية الأمريكية الخاصة ولن تكون عملية تصفية البغدادي مؤشرا إلى انتهاء التدخل الأمريكي في المنطقة بل مرحلة جديدة لتحقيق أطماع أخرى ولو تطلب الامر اختراع إرهاب جديد باسم مختلف.

 باسمة كنون

انظر ايضاً

الأمم المتحدة تحذر من تمدد إرهابيي (داعش) في أفريقيا

نيويورك-سانا حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف