الشريط الإخباري

اضطرابات تزيد بين الأشخاص ذوي الإعاقة المكتسبة

دمشق-سانا

يحتاج الأشخاص ذوو الإعاقة المكتسبة وأسرهم إلى رعاية نفسية تساعدهم في التعامل مع الوضع الجديد وتقبله والعودة إلى نشاطهم وحياتهم الطبيعية ما يتطلب حسب خبراء وجود متخصصين يوفرون هذه الخدمة بمراحل مبكرة تتزامن مع تدبير الإصابة والعلاج والتأهيل.

اختصاصي الأمراض النفسية الدكتور تيسير حسون أوضح لـ سانا الصحية أن الأشخاص الذين يصابون بإعاقة نتيجة الحوادث يتعرضون لمجموعة من الاضطرابات منها اضطراب الشدة بعد الصدمة والقلق من المستقبل والضغوط النفسية الشديدة وفقدان التواصل مع الآخرين والاكتئاب نتيجة التحول من شخص منتج إلى عاجز.

ولفت حسون إلى ضرورة تقديم الاسعاف النفسي الاولي مع الخدمات العلاجية للإصابة الجسدية كتدخل وقائي يمنع من حدوث الاضطرابات النفسية وتطورها مشيرا إلى أن نسبة حدوث هذه الاضطرابات في حالة الاعاقة المكتسبة حسب تقديرات أطباء في مشاف ومراكز صحية محلية تتراوح بين 30 و 50 بالمئة.

ودعا الاستشاري إلى ضرورة وجود وحدة نفسية في المشافي والمؤسسات الطبية للوقاية من الاضطرابات النفسية لذوي الإعاقة المكتسبة وعلاجها في وقت مبكر وتدريب كوادر تكون قادرة على تقديم الاستشارة النفسية مبينا أن نسبة حدوث هذه الاضطرابات تقل لدى الاشخاص الذين لديهم قدرة عالية على التأقلم ودعم أسري ومجتمعي.

وعلى هامش دورة تدريبية نفذتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل مع صندوق الأمم المتحدة للسكان حول التدخلات النفسية الاجتماعية الأساسية التي يحتاجها الأشخاص ذوو الإعاقة المكتسبة بين حسون أن التدريب المقدم للأشخاص المقبلين على العمل في مجال الرعاية النفسية والاجتماعية مهم لتأهيل هؤلاء الأشخاص ومواجهة تحديات نقص الكوادر المتخصصة ولا سيما أن الاحتياجات التي فرضتها الحرب الارهابية على سورية “هائلة”.

المعالجة النفسية شيرين الخليل لفتت إلى ضرورة التواصل الدائم مع مقدمي الاستشارة النفسية الاجتماعية فبعضهم يتعرض لضغط نفسي كبير نتيجة طبيعة عملهم ويمكن أن ينتقل شعور العجز لدى ذوي الاعاقة اليهم مبينة أن التدريب الجيد لمقدم الدعم يساعده على تفادي الوصول لذلك.

وأوضحت الخليل أن الأسر التي لديها أشخاص ذوو اعاقة منذ الولادة قادرة على التأقلم في حين أن حدوث الإعاقة بشكل مفاجئ يخلق رضى نفسيا تختلف شدته من أسرة إلى أخرى فنجد اهتماما مبالغا به من قبل البعض لدرجة تقييد الشخص مقابل عدم تقبل لدى آخرين مؤكدة أهمية الاستشارة الأسرية في هذه الحالة ورعايتهم النفسية.

وتوجهت الدورة التدريبية لعدد من خريجي وطلاب المعهد التقاني للخدمة الاجتماعية وكلية علم الاجتماع وشملت اجندتها على مدى عشرة أيام في قاعة حديقة تكنولوجيا المعلومات بالمزة في دمشق تمارين عملية ومحاضرات نظرية.

إيناس السفان