الشريط الإخباري

نمر هلال.. موهبة فنية أبدعت في النحت على أقلام الرصاص وتجسيد معاناة السوريين

السويداء-سانا

إبداع وموهبة فنية تنم عن صبر وإتقان جسدها الشاب نمر هلال في أعمال نحتية فنية بالغة الصغر والدقة على قلم الرصاص مع محاولته نقل معاناة السوريين على سطح لوحات بأسلوب واقعي ينطق بآلامهم وأوجاعهم خلال الحرب الإرهابية على بلدهم.

هلال الذي ظهرت موهبته في السادسة عشرة من عمره وفق ما أوضح لسانا الثقافية بدأ بتشكيل أحلامه الصغيرة بالرسم ومن ثم النحت مجسدا همومه وهواجسه بتفاصيل وخطوط لوحاته حيث لم تساعده الظروف فحاول النحت على أشياء بسيطة كالصابون والجبصين لينتقل بعدها إلى النحت على مبراة قلم الرصاص مراعيا الدقة والاتقان إضافة إلى النحت على مادة الفلين التي جسد منها تمثالا للملكة زنوبيا بالحجم الطبيعي.

ساعات طويلة يقضيها هلال لنحت شكل حيث يعتني ويدقق في اختياراته ويعيده أكثر من مرة حتى يظهر كما يريده لافتا إلى أن فكرة النحت على قلم الرصاص جاءت بلحظة ملل ولم يجد أمامه سواه لينحت عليه أشكالا ووجوها بدقة عالية معتمدا على حدة بصره وصبره وهدوئه مجسدا منها منحوتات لشيخ بعمامته وبندقية وغيرها.

الشاب العشريني ابن قرية خلخلة بريف السويداء وثق كذلك بقلم الفحم على سطح لوحاته التي اتسمت بالواقعية أوجاع الناس في ظل ظروف الحرب ومنعكساتها عليهم فنقل وجسد معاناة مهجرين يحملون ممتلكاتهم وأطفالهم فوق أكتافهم وصور الموت والضياع والدمار التي خلفها الإرهاب ولوعة أم سورية تنتظر ولدها المختطف.

ووضع هلال كل ما أنجزه عن هذه المأساة في معرض فردي لافتا إلى أن لوحاته رسمها بقياس واحد لتكون عبارة عن كتاب يحكي معاناة السوريين خلال الحرب.

هلال الذي أحب المدرسة الواقعية والتفاصيل الصغيرة وعشق النحت كان حلمه أن يختص به بعد أن التحق بكلية الفنون الجميلة بالسويداء لكن لظروف خارجة عن إرادته اضطر لترك الدراسة حيث استفاد في تطوير موهبته من تجربة النحاتين عادل خضر وشفيق نوفل اللذين يعتبرهما قدوته ويستمد منهما الطاقة والدافع للاستمرار والتقدم لتطوير تجربته.

وعن تجربة هلال الفنية رأى الفنان التشكيلي مازن حمشو أنه اتقن الرسم والظلال الخفيفة والبسيطة وبرع في مجال النحت مجربا عدة خامات واتسمت أعماله بالدقة بينما اعتبر الفنان التشكيلي طلعت كيوان أن هلال صاحب موهبة فنية نمت وتطورت بالفطرة.

خزامى القنطار