الشريط الإخباري

ترامب في الإعلام الغربي.. متهور يقترب من حافة الانهيار

عواصم-سانا

تصريحات متناقضة وأخرى هجومية أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع جعلت وسائل الإعلام الغربية تركز على تصرفاته الغريبة وردود فعله الخارجة عن السيطرة بعد أن ضاق الخناق عليه أكثر فأكثر مع تسارع إجراءات المساءلة التي قد تمهد لعزله من منصبه.

صحف بريطانية وأمريكية وصفت تصرفات ترامب وتصريحاته منذ أن فتح مجلس النواب الأمريكي تحقيقا رسميا حول طلبه مساعدات من دول أجنبية للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة لصالحه بأنها “جنونية وغريبة” فقد بلغت جرأة ترامب وانفصاله عن الواقع درجة جعلته ينتقل في غضون أسبوع من مرحلة الإنكار والتستر على انتهاكاته الموثقة خلال اتصالات هاتفية أجراها مع زعماء دول أجنبية إلى الاعتراف بما جرى وطرحه أمام الرأي العام على أنه إجراء صحيح وطبيعي ولا ينتهك أي قانون الأمر الذي وصفته صحيفة الأوبزرفر البريطانية بأنه “غريب ومندفع ومدمر”.

الأوبزرفر: كلما تسارعت إجراءات المساءلة ضد ترامب زادت تصريحاته المتناقضة والغريبة

الصحيفة قالت في عددها اليوم إن “تصرفات ترامب كسرت كل الحدود وبلغت من الغرابة حدا جعله يكتب ألفاظا نابية على موقع تويتر ويطلب تماسيح وأفاعي من أجل وضعها في خنادق مائية على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك ومنع المهاجرين من العبور” مشيرة إلى أن هذا الأسبوع سيدخل التاريخ بوصفه “أسبوع الغضب” بالنسبة لترامب فكلما تسارعت إجراءات المساءلة ضده زادت تصريحاته المتناقضة والغريبة.

وأضافت الصحيفة إن “تعليقات ترامب المجنونة وغير المترابطة أثارت مخاوف جديدة إزاء سلامته العقلية في حين عادت المخاوف من انعدام أخلاقه لتطفو على السطح مجددا بعد دعوته الوقحة التي وجهها لدول أجنبية من أجل التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية”.

مدير مركز الدراسات السياسية في جامعة مينيسوتا الأمريكية “لاري جاكوبس” وصف ما يجري بدقة بالغة عندما قال إن “تصرفات ترامب لم يسبق لها مثيل.. إذ لم يسبق لرئيس أن تصرف بهذه الطريقة الغريبة والمندفعة مثلما فعل الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي”.

شبح العزل الذي بدأ يهدد ترامب على نحو جدي بدا بعد أن أعلنت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي في الـ 25 من أيلول الماضي فتح تحقيق ضده على خلفية اتصاله الهاتفي مع نظيره الأوكراني فلاديمير زيلنسكي والذي طلب فيه بشكل واضح “خدمة” مقابل الاستمرار بمنح أوكرانيا مساعدات أمنية وعسكرية لتنفتح بعدها أبواب الجحيم بالنسبة لترامب فقد توالت الفضائح واحدة بعد الأخرى بما فيها طلبه من رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون جمع بيانات للضرب بمصداقية تحقيق روبرت مولر حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016 ليضاف إليها فضيحة اقتصادية جديدة تتعلق بالتلاعب ببياناته الضريبية.

الغارديان: ترامب يتهجم على أحد الإعلاميين خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفنلندي

مثال بارز ساقته الغارديان على توتر ترامب وحيرته في التعامل مع الأسئلة المحرجة حول فضائحه تمثل بهجومه قبل أيام على أحد الإعلاميين خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفنلندي سولي نينيستو حيث حاول المراوغة عند رده على سؤال حول قضية مكالمته الهاتفية مع زيلنسكي ليتوجه إلى الصحفي الذي كرر السؤال بشكل عصبي قائلا: “هل تتحدث معي.. لدينا رئيس فنلندا اطرح عليه سؤالا ولا تكن وقحا” مضيفا بشكل غاضب إنها.. خدعة كاملة.. أتعلم من يقوم بالخدعة.. أشخاص مثلك والكثير من وسائل الإعلام.

نوبات الغضب التي يظهرها ترامب أمام وسائل الإعلام أثارت تساؤلات حول مؤهلاته النفسية بوصفه رئيسا أمريكيا وبحسب المدير السابق لمكتب الشؤون العامة في وزارة العدل الأمريكية فإن “هذا النوع من التصرفات التي بدا فيها ترامب منفصلا عن الواقع وغاضبا ليس غريبا فقد رأينا ذلك مسبقا لكن يبدو أنها تتراكم بشكل كبير” مضيفا إن “إجراءات العزل والمساءلة ما زالت في أولها وستزداد الأمور سوءا فيما يتعلق بتصرفات ترامب وتصريحاته مع مرور الوقت”.

كما أشارت صحيفة الأوبزرفر في مقال آخر أعده محرر الشؤون الدبلوماسية فيها سايمون تيسدال إلى ناحية أخرى من تداعيات الأزمة الداخلية التي يواجهها ترامب وهي محاولاته توريط أكبر عدد من المسؤولين الأمريكيين بفضائحه ما دفع عددا منهم إلى الاستقالة على خلفية فضيحة أوكرانيا.

الصحيفة قالت في مقال بعنوان “إذا غرق ترامب فسيحاول إغراق الجميع معه”.. إن “الرئيس الأمريكي حول موقفه من الدفاع إلى الهجوم بشكل سريع إذ عمت تكتيكاته التصعيدية واشنطن كلها وبدلا من أن يعتذر اعترف بسهولة ودون مقابل بأنه طلب مساعدة الرئيس الأوكراني في استهداف بايدن” كما أنه لم ينف طلبه خدمات سياسية من قادة سياسيين في استراليا وإيطاليا وبريطانيا بل طلب مساعدة علنية من الصين أيضا ما يجعل مسألة تجريمه من قبل الديمقراطيين غاية في السهولة.

ترامب وفي سياق تخبطه لمواجهة مشكلاته المتزايدة شن اليوم هجوما على العضو البارز في حزبه الجمهوري ميت رومني ليفتح بذلك جبهة جديدة في معركة مساءلته أمام الكونغرس وقد استخدم ترامب عبارة “رجل غبي يحاربني منذ البداية” ليصف بها رومني بعد انتقاد الأخير لتصرفات الرئيس الأمريكي وطلبه مساعدة دول أجنبية.

وكالة بلومبرغ: ترامب يصب المزيد من الزيت على النار

وكالة بلومبرغ الأمريكية بدورها رأت أن معركة ترامب ضد التحقيق الجاري حاليا بشأن إمكانية اتهامه بالتقصير والتمهيد لعزله “ناتجة عن أمور تسبب فيها بإيذاء نفسه” مشيرة إلى أن ترامب صب المزيد من الزيت على النار بدعوته العلنية لدول أجنبية إلى التحقيق بشأن بايدن ونجله هانتر لتتفاقم أصداء الاتهامات الموجهة إليه من حيث إساءة استخدام السلطة واستغلال منصبه لاستهداف خصم سياسي.

بلومبرغ رجحت أن يكثف مجلس النواب تحقيقاته خلال الأيام المقبلة مبينة أن ترامب حتى الآن يبدو غير متقبل لفكرة اتهامه بالتقصير وإساءة التصرف في الوقت الذي أصدرت فيه لجنة الرقابة والإصلاح في المجلس مذكرة جماعية تلزم البيت الأبيض بتسليم جميع الوثائق المتعلقة بقضية الاتصال الهاتفي مع زيلنسكي.

ردود فعل ترامب العنيفة وتناقضاته التي بدت بشكل واضح في الآونة الأخيرة تكشف جزءا من شخصيته المتهورة غير المبالية وتفسر سياساته الخارجية التي أدخلت الولايات المتحدة في أزمات دبلوماسية حول العالم حتى من أقرب حلفائها وهنا لا بد أن تقفز للأذهان صورة وضعتها مجلة تايم الأمريكية على غلافها في آب عام 2018 ويظهر فيها ترامب وهو يغرق ويسبح بصعوبة داخل مكتبه الرئاسي في إشارة إلى المشكلات والأزمات العديدة التي رافقته منذ وصوله إلى البيت الأبيض.

باسمة كنون

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

ترامب وبايدن يضمنان ترشيح حزبيهما لخوض الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة

واشنطن-سانا حصل الرئيس الأمريكي جو بايدن وسلفه السابق دونالد ترامب على النصاب اللازم من أصوات …