.. ويبقى العنوان: إدلب والتنف والجزيرة السورية

إزالةُ الخطر الإرهابي من إدلب، واجتثاث تنظيماته، لا شك أنه العنوان الأول المَطروح حالياً، وفيما لا يَقل أهمية الاشتغال على العنوان الآخر، إنهاءُ الاحتلال بالتنف والجزيرة، فإن مُحاولة الدفع بعناوين، ليس آخرها، لجنة مناقشة الدستور، تَشكيلُها واعتمادُ آليات لعملها، لن تَنجح بالتشويش على مواصلة الحرب على الإرهاب التكفيري كذراع أميركية بالمَقام الأول.

انتهى لقاء رؤساء الدول الضامنة لمسار عملية أستنة بتكرار التزامها بما التزمت به في جميع لقاءاتها السابقة، وباستثناء الحديث عن تشكيل لجنة مناقشة الدستور فلا جديد حَمَلَه البيان الختامي، ولا التصريحات، ما يَعني أنه إذا كان الحرص على سيادة واستقلال ووحدة سورية حقيقياً، فإن المُشكلة مع نظام اللص أردوغان ما زالت قائمة، وستَبقى ما بَقيَ على ازدواجية الخطاب والفعل، وما استمرَ بمحاولات التلاعب، وما بقيَ على وهم أنّ حاجة الأميركي والروسي له ستُتيح له أوقاتاً إضافية ومساحات أوسع للمُراوغة، تحقيقاً لمَكاسب كبرى، وحَجزاً لمَوقع سياسي تَفاوضي مهم.

نظامُ وقف إطلاق النار الأخير، فضلاً عن سابقاته، مرّة واحدة لم يَكن يشمل التنظيمات الإرهابية المُنتمية «للقاعدة» أو «لداعش» أو المُشتقة منهما، ولهذا فمن الوهم اعتقاد أردوغان ومُشغله الأميركي أنهما سيَتمكنان يوماً من توفير الحماية للمُرتزقة، ولحثُالاتهما الإرهابية، بإدلب أو بمنطقة الجزيرة، ذلك يُجيز السؤال عن أيِّ مُستوىً من الوهم إذاً ذلك الذي يَستغرقان فيه، بالتخطيط لإقامة مناطق آمنة، أو برسم سيناريوهات تقسيمية، اعتماداً، ومُراهنة، على هذه المُرتزقة الحُثالة؟!.

العدوانُ على سورية انتهى بسقوط مشاريع الحرب والاستهداف، تلك نتيجة نهائية من لم يَمتلك قُدرة استيعابها والتَّصالح معها، له أن يَتجاهلها، وله أن يَستمر بتعقيد الأمر على نفسه، وله أن يُراكم على هزيمته، لكن إلى حين، حيثُ لن يتمكن بعدَه من البقاء على جبهة بالمنطقة، بل ربما لن يجد له مكاناً فيها.. هل نُعدد الشواهد؟ هل نُقدم البراهين والقرائن؟ أم نَعرض فشل أشكال الاستهداف الجديدة التي بدأت في أيار الماضي بمياه الخليج، وقد لا تنتهي باشتعال النيران بمنشآت أرامكو؟.

إدلب محافظة سورية، الجيش على تخومها وسيَستعيدها نظيفة من الوهابيين والإخوان، الجزيرة السورية منطقة عزيزة على السوريين لا طاقة لها على احتمال مُحتل فيها أميركي أو تركي، ستَلفظه وتَتحرر، في ذلك الوقت سيكون قد فات أوان أن يَفهم الانفصاليون الدرس الوطني إذا ما بقيت الرؤوس الحامية بتشكيلات ميليشياتهم على ارتهانها للأميركي وعلى انخراطها بالمشروع الصهيوني!.

مع حتمية نهاية مشروع الاستهداف باستخدام الإرهاب، ستُحاول مراكز القيادة الصهيوأميركية تَجديد أساليب العدوان، ولكن هيهات أن تَحظى بفرصة تَنأى عن الفشل، فسورية كسرت المشروع الأكبر الذي حُشد له ما حُشد، العراقُ ينهض، لبنانُ يردع كيان الإرهاب المُنظم، اليمنُ ينتصر، إيرانُ تقهر رأس الشيطان، ومن بعد لكم أن تتصوروا خيارات نتنياهو أردوغان ترامب، أعرابُ الخليج لا يَملكون من أمرهم شيئاً، لتَكون لديهم خيارات!.

بقلم: علي نصر الله

 

انظر ايضاً

استحقاقنا.. ورسائله الأولى-بقلم: علي نصر الله

20 أيار 2021 الجاري، لم يَكن يوماً عادياً يَمر تَقليدياً، هو يومٌ سوريٌّ وطنيٌ بامتياز، …