الشريط الإخباري

بخبرة متقنة في بازار وسط دمشق… جرحى من الجيش يقدمون أصنافا جديدة من المنتجات المنزلية

دمشق-سانا

أنواع من المشغولات التقليدية الجذابة تحدث فرقا في الصناعة اليدوية إلى جانب منتجات غذائية شهية من الفواكه المجففة ومنتجات الألبان والخل ودبس الرمان وأصناف الزهورات من النبات البرية تعكس حالة من الديناميكية وتعيد اكتشاف ما يملكه جرحى الجيش العربي السوري الأبطال من مقدرات لصنع حياة جميلة.

الجريح البطل وائل صالح الذي قدم من بلدة عين الكروم بمنطقة الغاب بريف حماة الشمالي الغربي للمشاركة في بازار لمنتجات جرحى الجيش يقيمه مركز سوا بالتعاون مع حزب الشباب الوطني السوري للبناء والتغيير وهي المشاركة الثالثة له والتي كان آخرها في معرض دمشق الدولي يقول لمراسلة سانا: “نصنع منتجات من مشتقات الحليب إضافة إلى التين المجفف وزيت الزيتون والمربيات”.

وائل الذي كان موظفا لدى إحدى مؤسسات وزارة الزراعة قبل أن يلتحق في صفوف الجيش للدفاع عن الوطن مدفوعا بحبه للأرض التي أنجبته أصيب عام 2015 في بلدة كفرنبودة لكن الإصابة التي أدت إلى شلل بالجزء السفلي من الجسم لم تثنه عن العمل لإعالة بناته الثلاث بمساعدة زوجته.

ويقول وائل المفعم حديثه بالتفاؤل والاعتزاز متجاهلا إصابته: “حياتي للأحسن.. صار لدي تصميم وإرادة أكثر.. من خبرتنا القديمة بإعداد مؤونة البيت ومساعدة مركز سوا من دورات تدريب متتالية تمكنا من أن نجد عملا يعود علينا بمردود مادي يكفينا” مشيرا إلى أن المعارض تساعد بالتعريف بمنتجات الجرحى لشريحة واسعة من المجتمع.

زوجة وائل سناء حميشة تقول إن الفترة الأولى من الإصابة كانت صعبة لأنها كانت معتمدة على زوجها بكل شيء وفجأة أخذت دور المراة والرجل بكثير من القضايا واستمدت منه القوة وهما يعملان معا يشاركها بأفكاره وإرشاداته حتى أصبحت تشارك في معارض المرأة الريفية.. وأصبحا يعيلان أنفسهم من إنتاجهم.

وتشارك في البازار بالمربيات والمكدوس والشطة حيث وضبطت في مطربانات زجاجية وغلفت أغطيتها بقطع من القماش ثبتت بشرائط للهدايا.

الجريح البطل علي سمرا من قرية بقراقة في مصياف أصيب بطلق ناري على جبهة القصير بريف حمص انتهت به إلى شلل رباعي وبعد أن استعاد صوته وتمكن من تحريك يديه وتحسنت حالته.. كون أسرة وباشر العمل بمساندة زوجته بتصنيع التين المجفف “الهبول” وابتكر مع زوجته أصنافا أخرى غير النوع التقليدي حيث يصف التجربة “بأنها أضفت طعما حلوا على حياته”.

أما زوجته منى العلي فترى أن عملهما معا مدها بمزيد من الطاقة وقالت: وجوده إلى جانبي يعطيني القوة.. هو نعمة أشكر الله عليها.. اندفع للعمل بحب.

فإلى جانب المحافظة على الهبول التقليدي أنتج الزوجان أنواعا جديدة منه وهو التين بالسمسم وجوز الهند والفستق والجوز وضعت في علب بلاستكية مرفقة بورقة صغيرة تعرف بالمنتج ومحتوياته حيث وصفت العلي تجربة المشاركة بالبازار “بأنها مدعاة للفخر بأن تباع منتجاتنا ويعرف الناس من صنعها”.

في حديقة مبنى حزب الشباب الوطني السوري للبناء والتغيير بحي المزرعة وسط دمشق توزعت طاولات رتبت عليها أصناف من المنتجات المنزلية الريفية والحرف اليدوية التقليدية حيث غص المكان بالحضور.

الزائرة رفيف سليمان قالت: كونها منتجات جرحى الجيش فهذا سبب كاف للمجيء حيث نجد أعمالا حرفية يدوية نحتاجها بالفعل وعلينا تشجيعهم بالترويج لها وشرائها لدعمهم.

ريم حسن من مدينة جرمانا بريف دمشق رأت أن الأشغال اليدوية متنوعة وتلبي احتياجات الزبائن حيث اشترت كأسا مزخرفا لشرب المتة وبعض المنتجات الأخرى.

ويقدم مركز سوا إلى جانب الرعاية الصحية والمعالجة الفيزيائية للجرحى دورات تثقيفية وخبرات لمهن تقليدية تشتهر فيها مناطقهم بما يمكنهم من العمل في منازلهم بحيث تتحول الأسرة إلى ورشة عمل كما يقوم المركز بتسويق منتجات الجرحى والمشاركة بالمعارض كأحد أبواب تسليط الضوء على ما يملكون من مقدرات.

رولى شاهين من مركز سوا تنهمك بتلبية طلبات الزبائن من المنتجات مشيرة إلى نجاح تجربة البازار بتعريف شرائح مختلفة على منتجات الجرحى وأنه فرصة لتسليط الضوء على منتجات الجرحى والمتأتية من مناطقهم.

وبينت شاهين أن المركز يقيم دورات تدريبية للجرحى وزوجاتهم باختيار مهنة مناسبة للأسرة وهو نشاط بدأ يأخذ منحى تصاعديا مع تتالي المعارض والمشاركات والتي انتقلت من الأرياف إلى المدن.

الخبير التنموي لدى مركز سوا أكرم عفيف رأى في البازار حافزا قويا وإيمانا بقدرة الجريح على تقديم منتج بنوعية وجودة عالية.

أمينة حزب الشباب الوطني السوري للبناء والتغير بروين ابراهيم رأت من جهتها أن البازار دعم لجرحى الجيش الذين قدموا أسمى ما لديهم وأن الواجب يحتم دعمهم مشيرة إلى إقامة معارض مماثلة في كل مراكز الحزب بالمحافظات.

شهيدي عجيب

انظر ايضاً

رحيل الفنان المصري صلاح السعدني عن عمر 81 عاماً

القاهرة-سانا غيب الموت الفنان المصري القدير صلاح السعدني صباح اليوم عن عمر 81 عاماً بعد …