الآبار المخالفة والتعدي الجائر على حرم الينابيع المغذية يتسببان بجفاف بحيرتي المزيريب وزيزون

درعا-سانا

للعام الثامن على التوالي تجف مياه بحيرتي المزيريب وزيزون في ريف درعا الغربي خلال فصل الصيف بسبب التعدي الجائر على حرم الينابيع المغذية للبحيرتين وحفر الآبار المخالفة الذي ازداد بشكل كبير في السنوات التي شهدت انتشار الإرهاب في تلك المناطق وفق ما أكدت الجهات المعنية في المحافظة.

مدير الموارد المائية في المحافظة المهندس منير العودة أوضح في تصريح لمراسلة سانا أن أكثر من 3000 بئر مخالف حفرت على مجرى الينابيع سواء المغذية للبحيرتين أو المغذية لمسطحات مائية أخرى إضافة إلى عمليات الحفر العشوائي للآبار في تلك المنطقة واستهلاك مياه البحيرتين عبر مضخات تستخدم لأغراض ري المحاصيل الزراعية.

ولفت العودة إلى أن موسم الأمطار الذي شهدته المحافظة أسهم في امتلاء عدد من سدود المحافظة بالمياه بشكل كامل وهو الأمر الذي كان من المفترض أن يحد من الاعتماد على الآبار الجوفية ومصادر مياه الشرب في ري المحاصيل إلا أن كثيراً من المزارعين لا يزالون يعتمدون على سحب المياه من الآبار والبحيرات وبالتالي التعدي على مصادر مياه الشرب إضافة إلى زراعة مساحات كبيرة بالمحاصيل وتجاوز الخطة الزراعية بأضعاف وهو ما يتطلب استجراراً أكبر للمياه لاستخدامها في الري.

ودعا العودة المجتمع المحلي إلى المساهمة في الحفاظ على المياه الجوفية والحد من ظاهرة الآبار المخالفة والتعديات على مياه الينابيع مبيناً أن الاستخدام العشوائي والمخالف لهذه الآبار يزيد من خطر جفاف المسطحات المائية الأخرى في المنطقة الغربية.

وأكد مدير الموارد المائية أن الاعتماد على شبكات الري الحديث يقلل من نسب هدر المياه بين 30 إلى 35 بالمئة و يحد من الاعتماد على الآبار وهو ما كان معمولاً به قبل الأزمة إلا أن انتشار الإرهاب أدى إلى تدمير القسم الأكبر من شبكات الري.

من جانبه أوضح مدير الزراعة المهندس عبد الفتاح الرحال أن المديرية لا تضع خطة زراعية في المناطق التي تعتمد على الآبار المخالفة وإنما فقط على الآبار المرخصة أصولاً مشيراً إلى أن المساحة المسموح بها لكل بئر مرخص هي 40 دونما في حين أن معظم الآبار في الريف الغربي مخالفة وبالتالي فإن أي مساحات مزروعة على هذه الآبار لا تندرج ضمن إحصائيات المديرية ولا تتحمل مسؤوليتها مديرية الزراعة.

وبين الرحال أن عدد الآبار المرخصة في المحافظة يبلغ 3100 بئر مطالباً الجهات ذات العلاقة بقمع ظاهرة الآبار المخالفة والتي تسببت حتى الآن في جفاف بحيرتي المزيريب وزيزون مشيراً إلى أن الإرهابيين دمروا شبكات الري الحكومية على السدود والتي لا تتجاوز نسبة الاستفادة منها حالياً 10 بالمئة.

وحذر المهندس محمد المسالمة مدير مؤسسة مياه الشرب في المحافظة من عواقب جفاف بحيرة المزيريب وهو ما يعرض نحو 150 ألف نسمة لفقدان مصدر رئيسي لمياه الشرب موضحاً أن المؤسسة كانت تضخ نحو 500 متر مكعب من المياه في الساعة لصالح عدد من التجمعات السكنية لكنها حرمت منها اليوم بسبب التعديات الجائرة و الآبار المخالفة التي حفرت في الريف الغربي.

وذكر المسالمة أن المؤسسة تبحث حالياً عن مصادر بديلة لمياه الشرب لتعويض السكان عبر الآبار الجوفية أو مشاريع مائية أخرى من جهته اعتبر مدير السياحة في درعا ياسر السعدي أن الجفاف الذي تعرضت له بحيرة المزيريب حرم الآلاف من الزائرين من الاستمتاع بأجوائها ومياهها داعياً إلى الحفاظ على المتنزهات الطبيعية لدورها في تنمية القطاع السياحي.

يشار إلى أن بحيرة المزيريب ذات التكوين الطبيعي تعد أهم المصادر المائية في محافظة درعا و تمتد على مساحة 105000 متر مربع و كانت أهم المقاصد السياحية نظراً لاعتدال المناخ في محيطها و جمال الطبيعة حولها.

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency 

انظر ايضاً

في عياداتها بدرعا… جمعية اليسر الخيرية تبدأ تقديم خدمات صحية

درعا-سانا بدأت جمعية اليسر الخيرية في درعا اليوم تقديم خدماتها الصحية والعلاجية للمواطنين بأسعار رمزية