الشريط الإخباري

حرائق الغابات بحماة… أضرار بيئية واقتصادية

حماة-سانا

باتت حرائق الغابات والأراضي الزراعية بمحافظة حماة حدثا متكررا يؤرق الاهالي مع اندلاع عدد من الحرائق في ريف المحافظة منذ مطلع الشهر الجاري ازدادت وتيرتها بشكل متسارع خلال الأيام القليلة الماضية.

وتتكرر حرائق الغابات والمناطق الحراجية سنويا وتدور معها التساؤلات حول عملية حرق أشجار معمرة وغابات طبيعية تعود إلى مئات السنين وخاصة أن الحرائق تطال مناطق محددة أغلبها في مصياف وتكون معظمها ليلا حيث الرياح شديدة ما يؤدي إلى امتداد الحرائق لمساحات واسعة ويجعل من إطفائها في وقت قصير أمرا غاية في الصعوبة.

رئيس قسم الحراج بمديرية زراعة حماة المهندس عبد المعين صطيف أوضح لمراسل سانا أن غابات المحافظة شهدت خلال الأعوام الماضية عددا من الحرائق طالت آلاف الدونمات من الحراج الطبيعية والاصطناعية قدرت أضرارها بمبالغ كبيرة دون حساب الخسائر الاقتصادية والبيئية والسياحية للغابات مبينا أن كثيرا من الحرائق تمتد لمساحات واسعة ما يلحق الضرر بالممتلكات العامة والبنية التحتية.

ووصل عدد الحرائق التي طالت الغابات والمواقع الحراجية في المناطق الواقعة تحت إشراف عمل مديرية زراعة حماة إلى 324 حريقا في الفترة الواقعة بين 2010-2017 التهمت 863ر18 ألف دونم فيما شهد العام الماضي 45 حريقا أتى على أكثر من 3 آلاف دونم من الغابات والأراضي الزراعية.

وعزا صطيف حدوث أغلب الحرائق إلى “فعل فاعل وبشكل مقصود بغرض التحطيب والتفحيم” لأن الحريق غير المقصود يكون في بداية الطريق لكن معظم الحرائق كانت في جوف الأراضي الحراجية حيث يقوم الفاعلون باستغلال أيام العطل ويختارون المناطق صعبة الوصول مستعرضا أسبابا أخرى كإهمال المزارعين ومرتادي الغابات ورمي أعقاب السجائر وحرق بقايا المحاصيل الزراعية وامتدادها الى المواقع الحراجية وحدوث تماس في الأسلاك الكهربائية.‏‏

كما بين أن المديرية استعدت لموسم الحرائق هذا العام وعينت 375 عاملا بعقود موسمية كإطفائيين قسمتهم الى فرق وزمر مساندة ودعم ووزعتهم على مناطق “سلمية وحماة ومصياف” للتدخل السريع كما فرزت العدد الأكبر من العمال لمصياف ووزعتهم على مراكز “المشرفة وعاشق عمر ودير شميل والسنديانة ووادي العيون” اضافة الى مركز إطفاء كفر عقيد.
وأشار صطيف إلى أنه تم تجهيز صهاريج المياه والإطفائيات البالغ عددها 10 وتوزيعها على مصياف وسلمية وحماة وتأمين الأجهزة والمعدات اللازمة مبينا وجود نقص ببعض المعدات والتجهيزات خاصة الجرارات الزراعية وآلات الحراثة.

ولفت إلى تناقص أعداد حرائق الغابات خلال الموسم الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي بسبب نشر العمال والخفراء الحراجيين في مختلف المناطق وحملات التوعية حول اهمية الحفاظ على الغابات مقدما جملة من المقترحات للحد من الحرائق منها إشراك المجتمع المحلي في إطفاء الحرائق وفرض عقوبة بحق من يحرقون بقايا المحاصيل الزراعية وتسوير ونقل مكبات القمامة القريبة من المواقع الحراجية الى مناطق أخرى وتشديد العقوبات القضائية بحق مفتعلي الحرائق وتسريع عمليات التقاضي في المحاكم بالنسبة للحرائق الحراجية.

رئيس مركز إطفاء كفر عقيد بمنطقة مصياف المهندس مدين علي أوضح أن لدى المركز 7 صهاريج جاهزة كما تم تعيين عمال موسميين وتجهيزهم بالمعدات اللازمة لمواجهة الحرائق داعيا المواطنين الى التبليغ عن حالات الحرائق منذ بدايتها ليتم تلافيها قبل امتدادها لمساحات اوسع والاتصال على الرقم المجاني 188.

كما لفت علي إلى أن المركز يستعين بأفواج الإطفاء من المحافظات المجاورة كحمص وطرطوس واللاذقية وإطفائيات هيئة تطوير الغاب عند وقوع حرائق كبيرة تمتد لمساحات واسعة بفعل الظروف الجوية فيما يساعد هو في إطفاء الحرائق التي تنشب خارج المحافظة وبعض الحرائق التي تنشب في الأملاك العامة أو الخاصة.

ونبه رئيس دائرة زراعة مصياف المهندس تمام معلا إلى الأضرار التي تلحقها عملية إحراق الغابات وبقايا المحاصيل الزراعية ومنها حرق المادة العضوية الموجودة بالطبقة السطحية للتربة ما يؤثر على الكائنات الحية الدقيقة والحشرات النافعة فتزداد خسائر الفلاح نتيجة انخفاض خصوبة التربة وعدم قدرتها على إنتاج مردودات عالية من المحاصيل إلى جانب انتشار غاز ثاني أوكسيد الكربون ورفع درجات الحرارة.

وتحتل الغابات في محافظة حماة مساحة 4 بالمئة من إجمالي أراضي المحافظة وتسهم في تلطيف الجو الحار صيفا واعتدال درجة الحرارة شتاء ما يجعلها محط أنظار السكان المحليين والزوار.

سالم الحسين
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

اليونان تسجل أسخن شتاء على الإطلاق وسط مخاوف بشأن حرائق الغابات

أثينا-سانا شهدت اليونان الشتاء الأكثر سخونة على الإطلاق، ما يهدد المحاصيل الزراعية ويثير المخاوف من …