الشريط الإخباري

تل سيانو.. موقع أثري يعاصر مملكة أوغاريت

اللاذقية-سانا

يعتبر “تل سيانو” من أهم وأقدم التلال الأثرية في اللاذقية ويقع التل على بعد 8كم شرق مدينة جبلة وتبلغ مساحته نحو 10 هكتارات ويرتفع 40م عن السهل المحيط به و149م عن سطح البحر.

وذكر الدكتور مسعود بدوي رئيس دائرة آثار جبلة أن التل عبارة عن هضبة طبيعية تراكمت فوقها الطبقات الأثرية بارتفاعات مختلفة وعلى سطحه بعض القبور الإسلامية.

وبين بدوي لنشرة سانا “سياحة ومجتمع” أن التل كان محط أنظار عدد من الباحثين منهم الباحث السويسري أميل فورير عام 1934 والذي اعتبره مدينة مملكة سيانو كما قام الباحث الدنماركي بول جان ريس عام 1958 بزيارة استكشافية أثناء أعمال البعثة الأثرية الدانمركية في تل سوكاس، لافتاً إلى أن وقوع المملكة بين أوغاريت وآمور وعمورو لعب دوراً كبيرا في السياق الجيوسياسي للساحل السوري.

وأسفرت أعمال التنقيب الأثري التي بدئ العمل بها في التل منذ عام 1990م من بعثة أثرية سورية حسب بدوي في الكشف عن سويات أثرية مختلفة تمتد من القرن التاسع عشر الميلادي وحتى الألف الرابع قبل الميلاد من بينها سويات تعود لعصري البرونز والحديد والعصر الهلينستي والروماني وبعض الفترات الإسلامية التي أعطت فكرة واضحة عن طبيعة الاستيطان في سهل جبلة خلال هذه العصور.

وضمن سويات عصر البرونز كشف على حي سكني في الجهة الشمالية الغربية من التل تتألف من مجموعة من المساكن تتوزع على جانبي شوارع ضيقة بنيت أساساتها من الحجر أما جدرانها فكانت مبنية من اللبن تعود لعصر البرونز الوسيط 2000-1600 ق.م كما كشف عن بعض أساسات جدران تعود لعصر البرونز الحديث 1600-1200ق.م وهي السوية التي ازدهرت فيها مملكة سيانو المعاصرة لمملكة أوغاريت، موضحاً أن هذه السويات قدمت مجموعة مختلفة من القطع الأثرية المهمة منها جرار التخزين الكبيرة الممشطة والتي كانت تخزن فيها الزيوت والتي وجد ما يماثلها في مصر.

وأشار بدوي إلى أنه عثر ضمن سوية عصر البرونز الوسيط على بعض القطع التي أعطتنا فكرة واضحة عن الدور الذي كان يلعبه هذا الموقع في سهل جبلة وخاصة الرقيم المسماري الذي يذكر فيه مواقع مثل قبرص ويمحاض وبعض القطع الفخارية والدمى الإنسانية والحيوانية المصنوعة من الطين المشوي وقطع مختلفة تعود لعصر البرونز الحديث منها بعض الأختام الاسطوانية والمسطحة وكسر فخارية مستوردة بعضها من قبرص وميسنيا “اليونان”.

ويحتوي التل كذلك على سويات أثرية تعود وفقا لرئيس دائرة آثار جبلة لنهاية عصر الحديد الثاني وبداية عصر الحديد الثالث أي القرنين7و6 ق.م حيث عثر ضمنها على مجموعة متنوعة من القطع الأثرية مثل الدمى الإنسانية والحيوانية المصنوعة من الطين المشوي وأختام مسطحة مصنوعة من مواد مختلفة كما كشف عن معبد محفوظ على مستوى الأساسات يعود للعصر الفينيقي المتأخر “الحديد الثالث” يحمل هذا المعبد تقاليد العمارة الفينيقية الشمالية والذي وجد بما يماثله في تل التويني وتل سوكاس.

وأوضح بدوي أنه في سوية العصور الكلاسيكية ظهرت بعض المعالم المعمارية تعود لمعبد يعود للعصر الهلينستي حفظت على مستوى الأساسات وقبر فردي احتوى على أثاث جنائزي بسيط كما كشف عند نهاية المنحدر الغربي للتل على معصرة زيتون تعود للعصر الروماني.

ويعد سهل جبلة من أكبر السهول في الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وأغناها بالآثار وتحيط به جبال الساحل التي تمر بمحاذاة الشاطئ عند اللاذقية وبانياس ويشتهر سهل جبلة بتلاله الأثرية المهمة مثل ” تل التويني وسوكاس وإيريس والمصيطبة ومينة الروس وتل دوير الخطيب”.