الشريط الإخباري

بازار ترامب الإيراني- بقلم.. عبد الرحيم أحمد

لم يستطع دونالد ترامب أن يرتقي إلى مرتبة رئيس، فهو المسكون بالصفقات التجارية، يصر على العمل «بمصلحته» السابقة مقاول وتاجر، «يقرّش» مواقفه السياسية قبل النوم ويحصي أمواله عند الصباح، ويهزأ برؤساء العالم في مضارب البيت الأبيض عبر تصرفات لا تليق برأس الإدارة الأمريكية.‏

لايمكننا أن نحصي بدقة الصفقات الرابحة التي كسبها ترامب منذ توليه سدة الرئاسة في البيت الأبيض، لكنا بالتأكيد نستطيع أن نعد الأزمات التي افتعلها وحصد ثمارها صفقات أسلحة بمليارات الدولارات.. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا.. ثمن ماذا قبض ترامب من مملكة بني سعود 460 مليار دولار؟ ولماذا حاولت امارة قطر استمالته بتوسيع قاعدة العيديد العسكرية بنحو 100 مليار دولار؟ وما حاجة السعودية لصفقات اسلحة بهذه القيمة؟ وما حاجة قطر لتوسعة قاعدة عسكرية بهذا الحجم؟‏

قبل مده أعلن ترامب نيته سحب القوات الأمريكية من مناطق وجودها في سورية فهاجت جمال الخليج وارتعدت فرائصها.. ماذا سيبقى لها اذا ما انسحب الراعي الأمريكي؟ .. لكن إعلان الرغبة بالخروج من سورية لم يكن سوى تلويحاً لحكام السعودية بأن ادفعوا.. ليتحول التلويح إلى تصريح واضح «السعودية مهتمة جداً بقرارنا. وقلت، حسنا، كما تعلمون فإذا كنتم تريدوننا أن نبقى فربما يتعين عليكم أن تدفعوا» قالها ترامب.‏

مؤخراً بدأ الرئيس ترامب بازار النووي الإيراني، فبعد أن انسحب من الاتفاق الذي لم يكن اتفاقا ايرانيا- أمريكيا بل كان اتفاقا دولياً، عاد وزير خارجيته مايك بومبيو إلى التهديد ووضع شروط جديدة للعودة للاتفاق وهنا بدأ الابتزاز السياسي… قبض ثمن الانسحاب من الاتفاق شيكات من خزائن السعودية ويريد اليوم قبض ثمن العودة إلى الاتفاق إن لم يكن إيرانيا فسعودياً وأوروبياً.‏

وزير الاقتصاد الفرنسي حذر من أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تبقى الشرطي الاقتصادي في العالم ترسم خطوط العلاقات الاقتصادية للدول الأوروبية.. معظم الدول الأوروبية أبدت تحفظها حيال الانسحاب الأمريكي ليس حباً بالشعب الإيراني ولكن خشية أن تتأثر تجارتها وعلاقاتها الاقتصادية المجزية مع طهران.‏

فهل تنجح المبازرة السياسية اليوم مع إيران؟ يبدو أن الدول الخليجية الغنية هي المستهدفة مرة جديدة بالبازار الذي أطلقه وزير الخارجية بومبيو، فبمجرد حديثه عن العودة إلى المفاوضات مع إيران وإن بشروط جديدة، سوف يجعل حكام السعودية يرتعدون ويدفعون الرشاوى على شكل صفقات جديدة بمليارات الدولارات.‏

جميع الصفقات الصغيرة التي أبرمتها الولايات المتحدة هي جوائز ترضية لواشنطن من أجل تمرير صفقة القرن المشؤومة وتصفية قضية فلسطين وتكريس كيان الاحتلال الإسرائيلي أمراً واقعاً في منطقة الشرق الأوسط، فهل تنجح؟ صحيح أن ترامب ظهر حتى اليوم كـ «رئيس مندوبي مبيعات» ناجح، لكن جميع الصفقات التي نجحت هي بالأصل مع أطراف ضعيفة مرتهنة، فهل تنجح مع ايران القوية؟‏

صحيفة الثورة

انظر ايضاً

سلطنة عمان: الفيتو الأمريكي يتنافى مع الإجماع الدولي بمنح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير

مسقط-سانا أدانت سلطنة عمان اليوم تصويت الولايات المتحدة الامريكية ضد مشروع قرار منح فلسطين العضوية …