موسكو: الوجود العسكري الأميركي في سورية يشكل تحديا خطيرا للعملية السياسية ولوحدة الأراضي السورية

موسكو-سانا

أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الوجود العسكري الاميركي في سورية يشكل تحديا خطيرا للعملية السياسية ولوحدة الأراضي السورية.

وقالت زاخاروفا خلال مؤتمرها الصحفي الاسبوعي في موسكو اليوم: “إن الوجود المسلح غير الشرعي للولايات المتحدة على الأراضي السورية ما زال يشكل تحديا خطيرا أمام تحقيق الأمن والاستقرار في سورية والحفاظ على وحدتها ووحدة أراضيها”.

ولفتت زاخاروفا إلى أن الولايات المتحدة الامريكية تستخدم ذريعة استخدام السلاح الكيميائي في سورية لتقويض التوصل إلى تسوية سياسية للازمة التي تمر بها البلاد مضيفة “إن الولايات المتحدة تبدو وكأنها اعتمدت في الآونة الأخيرة بطريقة أو بأخرى على ضخ تسريبات لمعلومات غير مؤكدة من أي جانب وكذلك أيضا مواضيع أخرى دون أي حقائق تؤكدها”.

وبينت زاخاروفا أن الولايات المتحدة تقوم بزعزعة الاوضاع في سورية وكل المنطقة من خلال دعم المجموعات الإرهابية وتسعى الى إفشال مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري في سوتشي و”التقليل من أهمية نتائجه” وإنشاء الظروف الملائمة للحفاظ على بقايا الارهابيين لإعادة شن الهجمات ضد الجيش العربي السوري والمواطنين السوريين.

وجددت المتحدثة باسم الخارجية الروسية التأكيد على أن بلادها ستواصل جهودها لدعم عملية التسوية السياسية لحل الازمة في سورية مبينة أن بعض اللاعبين الخارجيين لا يستغلون الفرص المتاحة لديهم لتعزيز التسوية السياسية للازمة والقضاء النهائي على الإرهابيين في الأراضي السورية.

وأوضحت زاخاروفا أن الامريكيين يوفرون الحماية لبقايا ارهابيي “داعش” الفارين من ضربات الجيش العربي السورى في منطقة التنف حيث “يتم تجميعهم هناك وتسليحهم وإعدادهم لهجمات جديدة”.

ولفتت زاخاروفا إلى أن أنظمة الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات التي أسقطت الطائرة المقاتلة الروسية في سورية لا يمكن أن تقع في أيدي الإرهابيين دون مساعدة ودعم من الخارج.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت السبت الماضي عن سقوط طائرة مقاتلة روسية سو 25 خلال تحليقها في منطقة يسيطر عليها إرهابيو جبهة النصرة بريف محافظة إدلب.

نيبينزيا: مهاجمة التحالف الدولي لقوات شعبية تحارب الإرهاب في سورية جريمة ونطالب واشنطن بتقديم توضيحات

في سياق متصل أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن عدوان ما يسمى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على قوات شعبية سورية تحارب الإرهابيين في دير الزور جريمة وأمر مؤسف مطالبا واشنطن بتقديم توضيحات.

وقال نيبينزيا في تصريح للصحفيين قبيل جلسة مغلقة لمجلس الأمن لمناقشة الوضع في سورية بناء على طلب السويد والكويت “إن القصف الأمريكي يثير الأسف الشديد ونحن سنرفع هذه القضية للمناقشة وسنسأل عما حصل خلال مشاورات مجلس الأمن”.

وكان ما يسمى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ارتكب فجر اليوم مجزرة وحشية بحق قوات شعبية سورية كانت تتصدى لتنظيم “داعش” الإرهابي الذى لا يزال يحتفظ بوجوده تحت حماية ما يسمى قوات التحالف والميليشيات العميلة لها بين قريتي خشام والطابية في ريف دير الزور الشمالي الشرقي.

وأعرب نيبينزيا عن أسفه لرفض مجلس الأمن مجددا إدانة قصف الإرهابيين للأحياء السكنية ومقر الملحقية التجارية الروسية فى دمشق وقال “اقترحنا على أعضاء مجلس الأمن نصا لكنهم رفضوا وقالوا لنا أنهم ليسوا مستعدين لقبوله وهذا يبعث على الأسف وهو يحدث دائما”.

واعتبر نيبينزيا أن دعوة البعض إلى “وقف إطلاق النار بشكل مؤقت” في سورية لأسباب إنسانية أمر غير واقعى بسبب أعمال الإرهابيين وقال “إننا نود أن نرى وقفا لإطلاق النار ونهاية الحرب في سورية ولكنني لست متأكدا من أن الإرهابيين سيوافقون على ما يتم اقتراحه”.

وتواصل المجموعات المسلحة المنتشرة في الغوطة الشرقية خرق اتفاق منطقة تخفيف التوتر عبر استهدافها بالقذائف ومنذ أيام الأحياء السكنية في دمشق وجرمانا وضاحية الأسد بريف دمشق ما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات المدنيين بينهم أطفال ونساء وأضرار مادية كبيرة.

وفي تصريحات صحفية أدلى بها بعد الجلسة قال نيبينزيا إن “الوجود العسكري للولايات المتحدة في سورية غير قانوني” مشيرا إلى أن مهاجمة القوات التي تحارب الإرهابيين هناك جريمة.

وأضاف “نيبينزيا” “طلبت منهم خلال الاجتماع أن يتذكروا أن وجودهم في سورية غير قانوني عمليا ولم يدعهم أحد إلى هناك ويصرون دائما على أنهم يحاربون هناك الإرهاب الدولي لكننا نرى أنهم يخرجون عن هذا النطاق”.

وحذر نيبينزيا قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من أن التصدي لهؤلاء الذين يحاربون حقا الإرهاب الدولي من الجانب السوري يمثل جريمة.

وعمل ما يسمى “التحالف الأمريكي” خلال الأشهر الماضية على تقديم جميع أنواع الدعم لتنظيم “داعش” الإرهابي في البادية السورية حيث قام بتزويده بالمعلومات الاستخباراتية لشن هجمات على مواقع الجيش العربي السوري إضافة إلى إخلاء المتزعمين الأجانب عبر عشرات الإنزالات الجوية لإنقاذهم من الموت المحتم ونقلهم إلى معسكرات شمال شرق سورية قبل أن يعلن في وقت سابق من الشهر الجاري عن تشكيل ميليشيا مسلحة تحت مسمى “قوة حدودية” أغلب أفرادها من إرهابيي “داعش”.

شامانوف: نبحث موضوع طرح العدوان الأميركي الأخير في ريف دير الزور على مجلس الأمن الدولي

بدوره أكد فلاديمير شامانوف رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي أن العدوان الأميركي الأخير على قوات شعبية بريف دير الزور تصرف غير مسؤول من دول لم يدعها أحد للحضور إلى سورية.

واعتدت قوات “التحالف الأمريكي” بعد منتصف الليلة الماضية على قوات شعبية تقاتل تنظيم “داعش” الإرهابي ومجموعات “قسد” بين قريتي خشام والطابية بريف دير الزور الشمالى الشرقى ما تسبب بارتقاء عشرات الشهداء ووقوع عدد من الجرحى.

وأوضح شامانوف فى تصريح لوكالة سبوتنيك الروسية انه يجرى حاليا بحث طرح موضوع العدوان الاميركى الاخير فى ريف دير الزور على مجلس الأمن الدولي.

وقال” إنه لم يتم بعد اتخاذ قرار نهائي لكن لا شك فى أن هذا العمل غير مقبول” مضيفا “نقيم هذا العمل على أنه تصرف غير مسؤول من دول لم يدعها أحد لسورية”.

وتقود واشنطن تحالفا من خارج مجلس الامن الدولى بذريعة محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي منذ آب عام 2014 وقامت خلال هذه الفترة بالعدوان أكثر من مرة على مواقع للجيش العربى السورى وحلفائه في وقت تؤكد فيه التقارير دعم التحالف للارهاب حيث يزود تنظيم “داعش” بالمعلومات الاستخباراتية لتنفيذ هجماته الإرهابية على مواقع الجيش وحلفائه والتجمعات السكنية فى البادية السورية.

بدوره أعرب نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف عن أسف موسكو للازدواجية التي تتعامل بها واشنطن فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب مضيفا “أن التعاون بين روسيا والولايات المتحدة بهذا الشأن مر بمراحل مختلفة وأن الإدارة الأميركية تغض الطرف عن أمثلة محددة في الحرب ضد الإرهاب”.

وقال سيرومولوتوف” إن موسكو مستعدة لإجراء محادثات مع واشنطن حول المسائل الأكثر إلحاحا في مجال مكافحة الإرهاب لكنها لن تصر على ذلك كثيرا”.

انظر ايضاً

زاخاروفا: عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا وسرقة الغرب لأصولها المالية مثيران للسخرية

موسكو-سانا اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي …