الشريط الإخباري

امرأة تحدت ظروف الحياة لتسجل قصة نجاح

السويداء -سانا

قبل سنوات عديدة اضطرت ردينة عطا الله البربور لترك مدرستها قي قريتها الهويا بالسويداء لظروف خارجة عن إرادتها وكانت في الصف الثامن.

الأيام كفيلة بتحريك شيء ما داخل الإنسان للعمل على إعادة النظر بمسائل عديدة لتطوير ذاته” هكذا اختصرت ردينة التحول الذي حدث في حياتها الذي عملت عليه وترجمته بقوة تصميمها عبر التحاقها بدورات دائرة تعليم الكبار وتأهيلها لتحصل على شهادة التعليم الأساسي عام 2010 برفقة ابنها غالب الذي نال الشهادة في العام ذاته حيث شجعته وقدمت له الدعم في ظل ظروف أسرية صعبة.

طموحها لم يتوقف هنا حيث تقدمت للشهادة الثانوية العامة الفرع الأدبي وحصلت عليها لتتابع اليوم دراسة الفلسفة في الجامعة مع وجود رغبة لديها خلال الفترة القادمة بدراسة الحقوق.

ما قامت به ردينة باختصار هو تحويل الظرف الصعب إلى ميزة حيث أن إنجازها كان بعد وفاة زوجها عام 2007 فقررت أن تدرس مع أبنائها الأربعة وكانت النتيجة كما ترغب وتشتهي.

خطوات واثقة للنجاح تسير عليها اليوم ردينة البالغة 42 عاما برفقة أسرتها حيث يدرس ابنها غالب الأدب الفرنسي بالجامعة بينما يواصل بقية أبنائها الدراسة في مراحل التعليم الأساسي.

مواصلة التعليم والاهتمام بشؤون المنزل تترافق لدى ردينة مع مثابرتها بعملها الذي حصلت عليه في مجلس مدينة السويداء بعد وفاة زوجها عام 2007 ما رتب عليها أعباء إضافية تصدت لها بكل جدارة وثقة بالنفس.

تقول “إنه لا يأس مع الحياة ويجب على الإنسان السعي الدائم للنجاح وتحقيق الذات وتخطي أي فشل يواجهه بعد تكرار المحاولة أكثر من مرة”.

وتشير رئيسة دائرة تعليم الكبار بالسويداء صالحة الحجلي إلى أن ردينة كانت نموذجا لامرأة صاحبة إرادة قوية جدا استطاعت التوفيق بين وضعها الاجتماعي وعملها وإصرارها على التعلم لتسجل قصة نجاح جميلة وقدوة مهمة في المجتمع.

وحول عملها وكفاءتها يبين رئيس مجلس مدينة السويداء المهندس وائل جربوع أن ردينة امرأة مكافحة واجهت ظروف وفاة زوجها وتحملها لتربية أطفالها بمسؤولية كبيرة وهي تتصف بالنزاهة في عملها ضمن النافذة الواحدة بالمجلس ويتم الاعتماد عليها بشكل كبير وتستحق كل التقدير.

عمر الطويل