موسكو: واشنطن تزود “داعش” بإحداثيات دقيقة

موسكو-سانا

جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف موقف بلاده الداعي إلى حل الأزمة في سورية عبر الحوار وعلى أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 مؤكدا أن مستقبل سورية يجب أن يحدده الشعب السوري وحده.

وقال لافروف في حديث صحفي نشر اليوم إن “روسيا أصرت منذ بدايات الأزمة في سورية على الحل بالوسائل السلمية من خلال الحوار الموسع بين مختلف الأطراف كما دعت المجتمع الدولي إلى مد يد المساعدة إلى الشعب السوري لإنهاء الأزمة والحيلولة دون دعم الإرهابيين في الداخل السوري”، مضيفا أن موسكو شددت في مختلف المحافل الدولية وبشكل دائم على ضرورة الحفاظ على استقلال سورية ووحدة وسلامة أراضيها وعلى أن مستقبل البلاد يجب أن يرجع إلى الشعب السوري بنفسه وبطريقة قانونية تماماً ومن خلال الحوار الوطني.

ولفت لافروف إلى أن الإرهاب والتطرف في سورية بلغا مستويات هائلة وقد اهتز العالم بأسره للفظائع اللاإنسانية التي يرتكبها تنظيم “داعش” الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية الأخرى مشيرا إلى أن التهديدات الإرهابية الناجمة عن الإرهابيين الموجودين في سورية امتدت إلى خارج البلاد وطالت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأسرها.

وبين لافروف أن روسيا اتخذت قرارها بمساعدة الحكومة السورية بناء على طلبها بهدف تخليص البلاد من الإرهابيين لافتا إلى أهمية الدور الإيراني لحل الأزمة في سورية، موضحا أن الاجتماعات الدولية حول سورية في آستانا خطوة مهمة نحو تسوية الأزمة داعيا في الوقت ذاته جميع الجهات الفاعلة إلى التخلي عن أطماعها الجيوسياسية الخاصة والمساهمة الكاملة في إعادة الاستقرار والأمن إلى سورية ومنطقة الشرق الأوسط.

وكانت العاصمة الكازاخية استانا استضافت ستة اجتماعات حول سورية هذا العام كان آخرها في الرابع عشر والخامس عشر من أيلول الماضي وأكدت في مجملها على الالتزام بسيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية وتثبيت وقف الأعمال القتالية وإنشاء أربع مناطق تخفيف توتر.

وأكد لافروف أنه لا يمكن استئصال الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باستخدام القوة فقط مشيرا إلى أن ما تتميز به السياسة الروسية هو أنها لا تهدف إلى تحقيق مكاسب ضيقة وليست لها أغراض خفية مطالبا في هذا الصدد الولايات المتحدة بإقامة تنسيق حقيقي في مجال محاربة الإرهاب والتحديات الخطيرة الأخرى، مشددا على عدم شرعية التحالف الدولي المزعوم بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية من ناحية القانون الدولي وموضحا أنه من وجهة نظر السوريين والقانون الدولي فإن هذا التحالف غير مرغوب فيه في سورية.

وقال لافروف “عندما تستخدم المعايير المزدوجة ويتم تقسيم الإرهابيين إلى سيئين وغير سيئين وجر الدول في تحالف انطلاقا من اعتبارات سياسية بدون مواقفة الأمم المتحدة على هذا النشاط فمن الصعب الحديث عن فاعلية محاربة الإرهاب حيث بدأ تنظيم “داعش” بالتدهور بعد ضربات القوات الجوية الفضائية الروسية وتقدم الجيش السوري”.

وأشار لافروف إلى أن أعمال الولايات المتحدة في سورية تثير العديد من التساؤلات مبينا أنهم مرة يضربون القوات السورية عن طريق الخطأ كما يدعون ومرة أخرى يقومون بتحريض إرهابيين آخرين على مهاجمة المواقع الاستراتيجية التي تم بسط سلطة الدولة السورية عليها وفي بعض الأحيان يقومون باستفزازات خطيرة ضد العسكريين الروس تهدد حياتهم كما أن الكثير من حالات إصابة المواقع المدنية بشكل غير متعمد كما يقال تؤدي إلى مقتل المئات من المدنيين.

وكانت وزارة الدفاع الروسية نشرت مؤخرا صورا جوية لمناطق انتشار إرهابيي تنظيم “داعش” إلى الشمال من مدينة دير الزور تظهر بوضوح وجود معدات القوات الخاصة الأمريكية في مناطق انتشارهم ما يؤكد التنسيق والارتباط بين واشنطن وإرهابيي “داعش”.

وحول العلاقات الروسية الأمريكية حمل لافروف إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما مسؤولية تدهور العلاقات بين البلدين التي اعتبرها لا تزال أسيرة لمشاكسات المؤسسة الأمريكية مشيرا إلى أن تلك الإدارة دمرت أسس التعاون بين موسكو وواشنطن إلا أنه لا تزال هناك إمكانات كبيرة غير مستغلة أمام التعاون الروسي الأمريكي على صعيد الشؤون الدولية في كثير من الجوانب مبديا في ذات الوقت استعداد بلاده للبحث عن سبل جديدة لتحسين العلاقات الثنائية على أساس مبادئ الثقة المتبادلة واحترام كل طرف مصالح الآخر.

وقال لافروف: من الواضح أن الحملة المصطنعة المعادية لروسيا داخل الولايات المتحدة التي تتضمن تكهنات بتدخل روسي مزعوم في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها الولايات المتحدة العام الماضي تعوق بشكل خطير أي محاولة لتطبيع الحوار بين الجانبين وثمة انطباع لا يمكن للمرء تجاهله حول أن البعض داخل واشنطن غير مرحب بالصورة التي عبر بها الشعب الأمريكي عن إرادته ويحاول إلقاء اللوم على عاتقنا عن إخفاقاته”.

وكانت العلاقات الروسية الأمريكية تدهورت خلال السنوات الأخيرة على خلفية الأزمتين في سورية وأوكرانيا إضافة إلى المزاعم الأمريكية حول تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت في تشرين الثاني الماضي وهو ما نفته موسكو بشدة واصفة تلك المزاعم بـ”السخيفة”.

 ضرورة التعاون الفعال بين أجهزة الاستخبارات لمكافحة الإرهاب والكشف عن مواقع الإرهابيين

وفي لقاء صحفي على هامش منتدى أجهزة الاستخبارات والأمن الروسية في مدينة كراسنودار أكد لافروف ضرورة التعاون الفعال بين أجهزة الاستخبارات لمكافحة الإرهاب والكشف عن مواقع الإرهابيين ووقف الأعمال الإرهابية والابتعاد عن المعايير المزدوجة واستخدام الإرهابيين والمتطرفين لتحقيق أهداف سياسية.

وقال لافروف “إن اجتماع أجهزة الاستخبارات والأمن الروسي مفيد جدا لأنه يساعد على طرح المواقف السياسية المعروفة” موضحا أن كل الدول لديها امكانية لتبادل الخبرات بشكل مهني مع الدول الأخرى من أجل مكافحة الارهاب ومنع تمويله ووقف الايديولوجية الإرهابية”، مشيرا إلى أن المجموعات المسلحة في إدلب أخذت تواجه بنشاط أكبر تنظيم جبهة النصرة الارهابي بعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخيرة الى تركيا.

وقال لافروف إن “المحادثات الأخيرة التي جرت في أنقرة بين رئيسي كل من روسيا وتركيا أسفرت عن نتائج إيجابية إذ ان هناك معلومات تفيد بأن المجموعات المسلحة التي أصبحت جزءا من اتفاق منطقة تخفيف التوتر في إدلب بدأت العمل بنشاط أكبر ضد “جبهة النصرة” وسنساعدهم في ذلك وبطبيعة الحال فإننا سنساعد الجيش العربي السوري أيضا”.

وحول فعالية ضربات ما يسمى “التحالف الدولي” للقضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية قال لافروف “لقد لفتنا الانتباه أكثر من مرة إلى أن التحالف الدولي قبل أن تبدأ القوات الفضائية الروسية تعمل في سورية كان يعمل بشكل غير فعال ولم يقم بمحاربة جبهة النصرة وبعد طلب الحكومة السورية تدخل القوات الجوية الروسية في مكافحة الإرهاب فإن فعالية ضربات التحالف الدولي للقضاء على داعش قد ارتفعت قليلا”.

الدفاع الروسية: واشنطن تزود تنظيم “داعش” بإحداثيات دقيقة وتمثل عقبة أساسية لهزيمته في سورية

من جهتها أكدت وزارة الدفاع الروسية أن دعم الولايات المتحدة للإرهابيين يمثل عقبة رئيسية أمام القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في سورية.

وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف في تصريحات للصحفيين إن “العائق الرئيسي الذي يعرقل القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في سورية ليس قدراته القتالية بل دعم الأمريكيين له وتلاعبهم معه”.

وأضاف كوناشينكوف إن كل الهجمات الأخيرة لإرهابيي “داعش” في عمق البادية السورية “انطلقت من منطقة التنف على الحدود السورية الأردنية حيث يوجد جنود أمريكيون” مشيرا إلى أن “نحو 300 إرهابي من “داعش” وصلوا من الركبان في 28 أيلول إلى منطقة القريتين وحاولوا فرض سيطرتهم على مرتفعات استراتيجية حول البلدة”.

ولفت المسؤول العسكري الروسي إلى أن “إرهابيي “داعش” شنوا في اليوم نفسه سلسلة هجمات منسقة على الطريق بين تدمر وديرالزور حيث التفوا على مواقع للقوات السورية بعد أن حصلوا على إحداثيات دقيقة يمكن الحصول عليها عبر الاستطلاع الجوي فقط”، معتبرا أنه “إذا كان الجانب الأمريكي يعتبر هذه العمليات “حوادث غير متوقعة” فإن القوات الجوية الفضائية الروسية في سورية مستعدة لبدء تدمير جميع مثل هذه المفاجآت في منطقة انتشار الجنود الأمريكيين”.

وختم المسؤول العسكري الروسي تصريحه بالقول إن “نجاحات الجيش السوري بدعم من الطيران الروسي في التحرير السريع لوادي الفرات يبدو أنها تتناقض مع خطط الأمريكيين”.

مقتل أكثر من 60 إرهابيا من تنظيم جبهة النصرة وإصابة متزعمه أبو محمد الجولاني

من جهة أخرى أعلنت الوزارة مقتل أكثر من 60 إرهابيا من تنظيم جبهة النصرة بينهم قياديون ميدانيون نتيجة ضربة جوية للطيران الروسي على أحد أوكارهم في إدلب.

وأفاد المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع اللواء إيغور كوناشينكوف في بيان له اليوم بأن “المخابرات العسكرية الروسية كشفت أمس عن مكان ووقت انعقاد اجتماع لقادة تنظيم جبهة النصرة الارهابي قبل أن تقوم مقاتلتان بقصف المكان ما أسفر عن القضاء على 12 قياديا في تنظيم جبهة النصرة بينهم مساعد زعيم التنظيم و50 إرهابيا آخرين”.

وأشار كوناشينكوف إلى أن “زعيم تنظيم جبهة النصرة الإرهابي أبو محمد الجولاني أصيب بجروح خطيرة وحالته حرجة وفقد يده إضافة إلى إصابة 9 إرهابيين آخرين بجروح بليغة ومتوسطة الخطورة وفق مصادر مستقلة”.

ولفت كوناشينكوف إلى أن وزارة الدفاع الروسية “ستستمر في إجراء عمليات خاصة بغية تصفية الإرهابيين المتورطين في هجمات على العسكريين الروس في سورية”.

بورتنيكوف: التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق تفقد السيطرة على مواقعها

من جهته أكد مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ألكسندر بورتنيكوف أن التنظيمات الإرهابية الدولية وفي مقدمتها “داعش” تتعرض لخسائر كبيرة في كل من سورية والعراق وتعد لإقامة شبكة إرهابية عالمية جديدة.

وقال بورتنيكوف خلال افتتاح اجتماع دولي لرؤساء الأجهزة الأمنية والخاصة ووكالات تنفيذ القانون الشركاء لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي اليوم في مدينة كراسنودار الروسية “بفضل الإجراءات الفعالة والتنسيق بين الجيش العربي السوري ووحدة القوات الجوية الروسية وكذلك نتيجة عمليات قوات التحالف في العراق تتعرض التنظيمات الإرهابية الدولية وفي مقدمتها داعش لخسائر حساسة كبيرة في القوى البشرية والمعدات وقد فقد قادة هذه التنظيمات السيطرة على أراض شاسعة وعلى العديد من نقاط الإسناد والدعم وعدد من المناطق النفطية”.

وأشار بورتنيكوف خلال الاجتماع الذي يحضره 116 وفدا من 74 دولة و4 منظمات دولية إلى انخفاض حاد في القدرات الاقتصادية للتنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط والتي كانت تسمح بتمويل ليس فقط المجموعات المسلحة الكبيرة في هذه المنطقة ولكن أيضا أنصارها في الخارج.

ولفت مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إلى أن قادة التنظيمات المحظورة في روسيا مثل “داعش” والجماعات الإرهابية الأخرى يعدون لمهمة إقامة شبكة إرهابية عالمية جديدة وقال “إن قادة داعش وغيرها من التنظيمات المنضوية تحت لوائه وبشعورهم وإحساسهم بالفشل تقريبا في بناء دولة الخلافة في سورية والعراق قرروا كمهمة استراتيجية عالمية لهم إنشاء شبكة إرهابية دولية جديدة”.

وأكد بورتنيكوف أن قادة التنظيمات الإرهابية الدولية يعيدون حاليا توزيع القوات والوسائل المتاحة لهم وينشرون المسلحين عمدا خارج منطقة الشرق الأوسط ويركزون على مناطق غير مستقرة بهدف خلق بؤر جديدة للتوتر والنزاعات المسلحة فيها، مشيرا إلى أن المسلحين ينتقلون بشكل مكثف إلى منطقة أفغانستان حيث توجد بالفعل مواقع لـ”داعش” ما يسمح لهم بالحصول على فرص التسلل إلى بلدان آسيا الصغرى وإيران والصين والهند لافتا إلى أن الإرهابيين يحاولون استخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات ضد روسيا.

ولفت بورتنيكوف إلى أن بعص العناصر الإرهابية الذين قاتلوا في سورية والعراق “اكتسبوا خبرة في صنع أسلحة كيميائية بدائية واستخدامها” موضحا أن ذلك تبين خلال إجراء تحقيقات في القضايا الجنائية ذات الصلة في روسيا.

وأشار المسؤول الروسي إلى أن قياد ات الإرهابيين أقامت علاقات وثيقة مع مجموعات كبرى للإجرام المنظم في أوروبا وروسيا تزود الإرهابيين بالسلاح والمستندات الشخصية المزيفة.

وحذر بورتنيكوف من أن “الوحدات السيبرانية” التي يشكلها الإرهابيون قد تحاول شن هجمات إلكترونية لإحداث كوارث تكنولوجية وبيئية مؤكدا أن المستوى التقني للهجمات السيبرانية الإرهابية ومدى خطورتها في ارتفاع مستمر ومبينا أن عدد المواقع الإلكترونية التي أطلقتها التنظيمات الإرهابية الدولية عبر العالم تجاوز 10 آلاف موقع.

وطالب بورتنيكوف بإنشاء قاعدة معلومات عالمية موحدة لمكافحة الإرهاب ووضع مجمع معلومات خاصة عن الإرهابيين الأجانب الذين رصدتهم الأجهزة المختصة في مختلف الدول مشيرا إلى أن هيئة الأمن الروسية تواصل العمل على تطوير “بنك المعلومات الدولي لمحاربة الإرهاب” باعتباره آلية فعالة لتنفيذ الاستراتيجية العالمية للأمم المتحدة في مكافحة الإرهاب.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

الدفاع الروسية: القضاء على 1225 جندياً أوكرانياً وإسقاط 41 مسيرة أوكرانية

موسكو-سانا أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن قواتها قضت على 1225 جندياً أوكرانياً