الشريط الإخباري

جمالية متحف اللاذقية تنعكس على أعمال المشاركين بملتقى أغافي للتصوير الزيتي

اللاذقية-سانا

يجمع الفنانون المشاركون في ملتقى “أغافي” للتصوير الزيتي الذي يواصل فعالياته في حديقة المتحف الوطني بمدينة اللاذقية على أن جمالية الموقع المختار لاستضافة الحدث وما يزخر به من أشجار عتيقة وأجواء هادئة حفزت الفنانين لنقل معالم المكان بشكل جزئي أو كلي الى لوحاتهم وهو ما لجأ إليه الدكتور عبد الحكيم الحسيني الذي أكد أن المتحف له قيمة تاريخية كبيرة بما يحتويه من غنى بالمنحوتات والآثار القديمة العائدة للعقود الرومانية ناهيك عن بنائه ذي الطابع المعماري الخاص الذي يجذب أي فنان لرسمه.

وأضاف الحسيني: هناك توليفة رائعة بين الاعمدة والتيجان الرومانية وتوزيع الظل والضوء في الموقع الزاخر بقيمة جمالية للعنصر الطبيعي وكل ذلك دفعني لانجاز عمل انطباعي مرتبط بالمكان ليكون عملي الثاني تجريديا تبسيطيا له مدلولات مرتبطة بالمتحف.

ولم يبتعد الفنان عبد الله ابو عسلي عن الحسيني في الاعتماد على المكان لبناء مضمون لوحته التي استوحاها ايضا من حديقة المتحف الزاخرة بالعنصر

الأخضر من أعشاب وأشجار عتيقة حاول تعديل بعض مواقعها لتتناسب مع توازن العمل الفني ليختار منطقة الربوة بدمشق عنوانا لعمله الثاني الزاخر بلون أخضر طاغ.

كذلك تأثر الفنان سامي الكور بمكان العمل معتبرا أن المتحف فرض نفسه على مضمون أعماله التي يحب أن يتناولها بأسلوب تجريدي وتعبيري مختلف فقدم الحديقة بخطوط خشنة ونافرة كما يتناول في عمله الثاني مشهدا داخليا لحالة من الفوضى التي دلت عليها مخلفات متنوعة أثر عليها توزيع الضوء واللون بشكل متناغم رغم ما فيه من تضاد لوني.

أما الفنان اسماعيل نصرة فجسد سحر المكان بطريقة رمزية برزت في تركيزه على جذوع الأشجار لتكون أساسا لجسد امرأة اعتمد في تكوينها على تقنية الكولاج مبرزا العروق والأغصان بطريقة متناغمة مع الخلفية الفاتحة حيث قال “حرصت في عملي الثاني على طرح الازمة في سورية من خلال الأطفال السوريين الذين عانوا ما عانوه فيها فصورتهم ببراءة وحزن كرسته الخلفية الزرقاء الفاتحة”.

سعادة الفنانة سوسن جلال التي تشارك لأول مرة في ملتقى تصوير جماعي برزت في ألوان الفرح الظاهرة في لوحتها الأولى بأزهارها وورودها التي ترسمها بأسلوب خاص يعتمد على مزج الألوان وتوزيعها على الزهور التي تختلف بأنواعها وأشكالها ليكون عملها الثاني بمثابة ابتهال لامرأة تشكر الله على نعمه الكثيرة التي لا تحصى.

التصوف كحالة عشق والانصهار التام بين الرجل والمرأة المتصوفين كانا العنصرين الأساسيين في لوحة الفنان بشار برازي الذي غرد خارج سرب زملائه ليستعرض تجربته في الخوض بحالات التصوف المختلفة معتمدا جمالية الرمز والتقشف اللوني بحيث يكون عمله نصا بصريا مفتوحا للقراءة على حد قوله.

ويستمر الملتقى الثاني للتصوير الزيتي “اغافي” الذي تقيمه وزارة الثقافة مديرية الفنون الجميلة بالتعاون مع وزارة السياحة حتى السبت القادم ليختتم بمعرض للفنانين المشاركين وهم الدكتور عبد الكريم الحسيني وبولص سركو وعبد الله ابوعسلي واسماء الحناوي وسوسن جلال وسامي الكور وبسام ناصر وبشار برازي ورانيا كرباج واسماعيل نصرة ومحمد زيدان بالإضافة للفنان سموقان الذي انضم للفنانين كضيف شرف.

ياسمين كروم

انظر ايضاً

مدير آثار اللاذقية: توثيق (2300) قطعة أثرية كمرحلة أولى

اللاذقية-سانا تتابع دائرة آثار اللاذقية مشروع التوثيق الالكتروني في متحف اللاذقية الذي بدأ العام الماضي …