الشريط الإخباري

سلطان الكلمة… بحث غني لمكانة وسلطة الكلمة العربية وسحرها

دمشق-سانا

جملة من الاسئلة الملحة تقض مضجع المواطن والكاتب والمثقف طرحها مؤلف كتاب سلطان الكلمة الأديب مالك صقور تناول فيه قضايا ثقافية تؤكد دور الكلمة الصادقة وفعلها والتي يتسلح بها الكاتب بهدف صنع ثقافة وطنية جديدة تخلق منظومة وعي معرفية تواجه قوى الظلام وتعلي من شأن الإنسان.

واستعرض صقور في أول محاور الكتاب سلطان الكلمة أم كلمة السلطان مكانة الكلمة وسلطتها وسلطانها وقوتها إضافة لدورها وسحرها وسطوتها عبر العديد من القصص والأساطير التي تؤكد أهميتها وفعلها المؤثر.

وفي محور اللغة العربية والتحديات الراهنة اللغة والإعلام أكد صقور أن اللغة العربية هي الحامل القوي والمتين للثقافة والركن الأساسي في الهوية الوطنية والإنسان في جوهره لغة وهوية فاللغة فكره ولسانه وفي الوقت نفسه انتماؤه مبينا أن أعداء الأمة العربية يدركون أن القضاء على الثقافة العربية يبدأ بتقويض اللغة حامل هذه الثقافة.

وحذر المؤلف من مخاطر مخطط ما يسمى حركات الإصلاح والسعي نحو تطبيق الحرية والديمقراطية” التي تستهدف إلغاء المناهج القائمة حاليا وحدد خطوات هذا المخطط منها التخلص من قواعد اللغة العربية وفصل اللغة العربية عن ماضيها وتراثها.

وبين صقور أن لغة الإعلام والصحافة في الماضي كانت رصينة ورزينة وسليمة من اللحن والخطأ ولم يسمح إلا للمتمكنين الذين يتقنون اللغة العربية بالكتابة فيها إلى أن دخل إلى عالم الصحافة من دخل وسمح بتطعيم اللغة الفصيحة بالعامية وبعد انتشار الفضائيات وتكاثرها وانتشار الحاسوب والشابكة ووسائل الاتصال الاجتماعي واستخدام الهواتف المحمولة بشكل عشوائي.

وبات المتابع بحسب صقور يلحظ ما يسمى ب (افتقاد الأمان اللغوي) في ظل اتساع الفجوة اللغوية بين العربية ولغة التطور الرقمي المتفجر في العالم لينحدر مستوى المعرفة العربية الى هاوية سحيقة تجعلنا نتساءل بأي لغة صرنا نتكلم ونكتب لافتا إلى أن هناك ملاحظات على الأداء اللغوي في الإعلام السوري إلا أنه بقي ثابتا وطور نفسه وما زال صامدا على الرغم من عشرات المئات من الفضائيات في الوطن العربي والعالم الكاذبة والمضللة.

وفي نظرة عامة إلى النص المسرحي الحديث أشار الباحث إلى أنه من سورية انطلقت أولى المسرحيات والتي يؤكد عليها مسرح عمريت الأثري مبينا أن الحركة المسرحية شهدت نجاحا كبيرا وتطورا لافتا ومهما سواء على صعيد كتابة النص المسرحي أو على صعيد العرض على الخشبة وكان مهرجان دمشق المسرحي من اهم المهرجانات الناجحة في الوطن العربي إذ أتاح إقامة الندوات الحوارية الواسعة التي شهدت نقاشات حادة وحوارات مهمة ومفيدة وسجالات اختلط فيها الشأن السياسي والاجتماعي والفكري والمسرحي.

واستعرض المؤلف العديد من المسرحيات لرواد المسرح السوري أمثال فرحان بلبل وسعد الله ونوس وممدوح عدوان ومحمد الماغوط وعلي عقلة عرسان ووليد اخلاصي والكثير من النصوص وأسماء مهمة قدمت نصوصا عميقة أغنت المشهد المسرحي وتناولت موضوعات مختلفة تاريخية وفلسفية ووطنية واجتماعية مؤكدا أن الابداع عمل فردي والثقافة عمل جماعي والمسرح أحد أهم وجوه الثقافة ولذلك يتطلب جهودا مكثفة من كل المهتمين والمخلصين للمسرح لإعادة المشهد المسرحي إلى تألقه.

وتناول صقور قراءة في مسرحية بوشكين موزارت وساليري من خلال العبقرية والشر لا يجتمعان مسقطا هذا المشهد بأشكاله المختلفة على المشهد الثقافي العام حين يحاول فنان مشهور أو كاتب كبير أو شاعر معروف أن يلغي الآخر بحجة المحافظة على الفن تارة والمحافظة على اللغة والشعر والوزن ليتكرر هذا المشهد ويعارض أهل المنابر من يرون أنهم أدنى من مستواهم الفني من باب الغرور مؤكدا أن العبقري هو من يضع عبقريته في خدمة الإنسانية وتحريرها من الاستبداد والظلم والفقر وكل أشكال اضطهاد الإنسان.

وتحدث صقور في محور كراتشكوفسكي والمخطوطات العربية عن ذلك المستشرق الروسي الذي عشق الثقافة العربية والإسلامية وأخلص لها عكس كثير من المستشرقين الأوروبيين الذين شوهوا التراث العربي وأعادوه لنا مشوها ومشكوكا فيه حيث يرجع له الفضل في الكشف عن تراثنا المطمور فهو أول من اكتشف مخطوط المنازل والديار الذي كتبه الأمير السوري أسامة بن منقذ بخط يده إبان الحملات الصليبية إضافة لنشره رسالة الملائكة لأبي العلاء المعري وكتاب البديع لابن معتز ولوحتين برونزيتين من لوحات الاستغفار من مملكة سبأ.

وفي محور الذاكرة الوطنية والوجدان السوري استعرض فيه المؤلف كتاب الأديبة السورية ناديا خوست “أوراق من سنوات الحرب على سورية” حيث أشار إلى أن الكتاب يوصف ويشخص أسباب الحرب على سورية ويجسد معاناة الشعب السوري مؤكدة أن الحرب التي تتعرض لها سورية قد امتحنت البنية الفكرية والروحية والصلابة الاخلاقية واصالة الولاء للجميع.

وفي محور “يا أمة ضحكت من جهلها الأمم” أكد صقور أن حال العرب الموزعة على قارتين مسيجتين بالمحيطات وفيهما دجلة والفرات والنيل والثروات التي لو استغلت واستثمرت لصالح شعوبها لكانت كافية لأن تقضي على الجهل والتخلف والمرض والفقر.

واستعرض المؤلف رواية “الحرب والسلم” لتولستوي في مقاربة للواقع الحالي مبينا أن الصحوة الثقافية تتطلب الحديث عن خلق وعي ثقافي منتقدا شراء الذمم لبعض المثقفين العرب.

وأوضح في محور “الإنسان موقف والكتابة مسؤولية” أن قضية الوطن المصيرية تتجلى بموقف المثقف والكاتب الملتزم بقضايا شعبه وأرضه وأمته ليختتم المؤلف كتابه “سلطان الكلمة” بقبسات من ميخائيل نعيمة.
يذكر أن كتاب “سلطان الكلمة” صادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب وجاء في 256 صفحة.

يشار إلى أن الباحث مالك صقور حاصل على ماجستير في الأدب المقارن من جامعة موسكو الحكومية عام 1976 وهو عضو بالمكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب ورئيس تحرير مجلة الموقف الأدبي وصدر له كتاب “الممارسة النقدية.. مختارات بيلينسكي” ترجمه بالاشتراك مع الدكتور فؤاد مرعي و”الجقل” مجموعة قصصية وترجمة كتاب “كيف تعلمت الكتابة لمكسيم غوركي” و”غيمة في سروال لماياكوفسكي” و”بوشكين والقران” بحث في الأدب المقارن و”الابعاد الثقافية للحرب على سورية” و”قصائد من الشعر الأفريقي” و”مختارات من القصة الأفريقية” وغيرها.

رشا محفوض

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency