الشريط الإخباري

سليمان العيسى شاعر الحلم والطفولة.. في الندوة الثقافية الثامنة بدار الأسد

دمشق-سانا

تناولت الندوة الثقافية الشهرية التي تقيمها وزارة الثقافة في نسختها الثامنة مساء اليوم محاور أساسية في مسيرة حياة الشاعر الكبير الراحل سليمان العيسى وذلك على مسرح الدراما بدار الأسد للثقافة والفنون.

الندوة التي حملت عنوان سليمان العيسى شاعر الحلم والطفولة شارك فيها عدد من أصدقاء الراحل وزوجته الأديبة الدكتورة ملكة أبيض وأقيمت تزامنا مع ذكرى رحيله الرابعة في 9 آب من عام 2013.

واستهل مدير الندوة الأديب الدكتور إسماعيل مروة الحديث بسرد ذكرياته مع الشاعر الراحل وتعارفه عليه مؤءكدا أن العيسى عاش أجيال من أطفال العرب على قصائده ما يجعله يستحق التكريم دائما لأنه الشاعر الذي لم يضاهه أحد في نتاجه الأدبي للأطفال فكان يخاطبهم بأسلوب يبتعد فيه عن الوعظ وكانت السعادة تغمره عندما يسمعهم يرددون اشعاره وظل دائما مؤمنا بالقومية وبالعروبة حتى نهاية حياته.

وفي محور الطفل والطفولة تحدث الدكتور دياب الراشد عن الشاعر العيسى الذي كان يبذر الخير في كل ما حوله ويعطي الآخرين دروسا كثيرة وجليلة مستذكرا معرفته الأولى به سنة 1982 حيث لمس حينها حبه الشديد للأطفال وتعامله معهم بمنتهى الرقة لتكون حياته تصديقا لشعره الذي كان يسعى عبره لأن ينقل الإيمان بالعرب كأمة واحدة إلى الأجيال الجديدة.

وأسهبت الدكتورة أبيض في محورها بعنوان الأسرة والمراة عن شرح تلك العلاقة التي ربطت الشاعر الراحل مع الأنثى فكان شعره بنتاجه الغزير نموذجا للصورة الجميلة عنها ولنظرته لها بكثير من الاحترام والتقدير مخصصا لها مجموعات شعرية ثم أصدر كتابا بعنوان “المراة في شعري “وتغنى بنص حمل عنوان “صغيرات قريتي” بتلك النساء الفلاحات اللواتي يكدحن طوال النهار لتربية أبنائهن ومساعدة أزواجهن في تأمين لقمة العيش مصورا خلالها المرأة في القرية بما تحتويه من حنان وكد وحب واستقلال لتظل تلك الصورة في ذهنه رغم تركه للقرية وسكنه المتواصل في المدينة.

ونظر العيسى إلى المراة حسب أبيض كملهمة ورفيقة كفاح وبأنها قادرة دوما على الحب والعطاء رغم ما تعرضت له من ظلم عبر التاريخ فكان شديد الالتصاق بالمراة وقضاياها كما كتب عن مبدعات عربيات عرفهن عن كثب ليعبر عما تشغله المراة في باله ومشاعره مبينة أن والدة الشاعر الراحل ظهرت في العديد من نصوصه كما في مسرحية أحكي لكم طفولتي يا صغار وزوجته التي قال عنها انها تشده عندما يضعف لتكون المرأة عنده مثلما وصفها بنصف كتاب الحياة مع تمثل علاقته بالمراة إلى الأسرة.

وأكدت أبيض أن حياة العيسى كانت انعكاسا حقيقيا لكل ما كتب عنه وآمن فيه فكان مزيجا نادرا من الأنفة والزهد الشديد مع الطمع بتحقيق كل طموحات الأمة العربية.

وفي محور العيسى والشعر القومي عرج الشاعر الدكتور نزار بني المرجة إلى قدرة الراحل الفائقة في الإمساك بجمرة الضاد بكل ما تعنيه لأنها باتت
الشيفرة الوحيدة التي تقف في وجه محاولات إبادة العرب كهوية مستعرضا رحلة العيسى المبكرة مع اللغة منذ تعلمه القرآن الكريم على يد والده الشيخ أحمد العيسى ثم حفظه لمعلقات الشعر العربي ما أعطى شعره طابعا عربيا ثم تأثره بمأساة سلخ لواء اسكندرونه وما لاقاه من اضطهاد وتنكيل على يد السلطات التركية هو وعدد من رفاقه لرفضهم تسليم سلطات الاحتلال الفرنسي اللواء للحكومة التركية ثم انضمامه لمجموعة المفكر زكي الأرسوزي التي أخذت على عاتقها الدفاع عن عروبة اللواء.

وخلال إيفاد العيسى إلى العراق للدراسة لفت بني المرجة إلى أنه تعرف إلى عدد من الشعراء العراقيين أمثال بدر شاكر السياب وعبدالوهاب البياتي ونازك الملائكة وساهم معهم في حركة الحداثة بالشعر العربي والتزامه بقضايا الأمة ولاسيما بعد نكبة 1948 ليغدو التزامه بهذه القضايا سمة أساسية في كل ما كتب مخصصا دواوينه لها ولتعزز مكانته كشاعر قومي.

وأشار بني المرجة إلى أن الشاعر الراحل كان موجها للغة العربية عندما وقعت نكسة حزيران عام 1967 فصمت عاما كاملا ثم اتخذ قراره بأن يكرس شعره للأطفال كنافذة جديدة يعبر خلالها عن ذاته وأحلامه وظل الهاجس القومي يستحوذ على عقله وتفكيره لأبعد الحدود فكانت تسبقه قصائده إلى أقطار العرب ليحمل راية الشعر القومي باقتدار.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

أوركسترا وكورال الموسيقا العربية لمعهد صلحي الوادي في أمسية موسيقية غنائية على مسرح الأوبرا

دمشق-سانا تألقت أوركسترا وكورال الموسيقا العربية لمعهد صلحي الوادي بقيادة الموسيقي مهدي المهدي في أمسية …