الشريط الإخباري

قدك المياس…نصوص أدبية لنضال الصالح تنهل من الجمال والمعرفة

دمشق-سانا

قدك المياس كتاب للدكتور نضال الصالح ينضوي على نصوص أدبية تعبر بتشكيلها الجمالي ذي البناء الحكائي عن جملة من الأجناس الأدبية ضمن لغة عالية تنم عن معرفة نقدية وحس جمالي يشكلان معا كتلة أدبية ذات بعد فكري وثقافي.

وسعى الصالح عبر نصوص كتابه لتعرية الفكر الظلامي التكفيري وممارساته التخريبية الإجرامية في سورية ضمن مخطط صهيوني واستعماري للنيل من الحضارة والعلم والانفتاح الفكري.

تأتي النصوص التي تذهب لأكثر من جنس أدبي في جمالية تنغمس ريشتها ضمن تشكيل من الموسيقا والصورة والدلالة حيث يعمل الصالح إلى توظيف أقصوصي ذي مشهد تصويري بكثافة تختزل فيض الأفكار وغزارتها فنص “قدك المياس” يذخر بالرمز والإيحاء في عوالم مدينة حلب الغائرة بالعمق التاريخ الحضاري من فن وموسيقا وأدب وفكر تتكالب عليها مخالب الغدر التخريبية لتعيث فيها فسادا ثم تندحر بفضل تماسك أبنائها الذين لم تقل منهم عزيمة الصمود والوقوف والثبات.

وفي نصه حاء الحنين بدا في النص وجع الاغتراب عن مهد طفولة المؤلف في حلب الذي تفور منه رائحة الشوارع والبيوت والأوابد وظلت تضج بالحياة رغم ما نفثته فيها مخالب الموت الأسود من سموم ليغدو النص في صورته الشعرية مشهد الحياة العصية على أسباب الموت الذي سعى لنشره الإرهاب الظلامي فيها لتنهض بروح الحياة ومشهد الحنين وهيام الروح.

وفي الكتاب نصوص جاءت ضمن سياق الأجناس الأدبية المتنوعة مثل “غصين البان” حيث ارتفعت حدة الحدث بسبب الدافع العاطفي الانتمائي لدى المؤلف إضافة لتأثره بأعلام الإبداع السوري فظهروا في نسيج النص كالفنان صبري مدلل وقيمة الروائي عبد السلام العجيلي وروايته أرض السياد ثم يرجع الصالح عبر التاريخ إلى الغزاة الأجانب الذين مروا بحلب وخربوا فيها من مرسليس الأول في القرن السادس عشر قبل الميلاد وما فعل الساسانيون فيها من خراب ثم حصار البيزنطيين لها في عهد سيف الدولة الحمداني.

كما ظهرت في نصوص المؤءلف المثاقفة مع الحضارات الأخرى فاستشهد بالكاتب البريطاني دوغلاس آدمز ثم مزج هذه المثاقفة مع التراث العربي كاستشهاده بالهروي صاحب منازل السائرين ليربط كل هذه المكونات مع منظومته الفكرية المقاومة للإرهاب.

وتمكن الصالح من إنشاء أسس جديدة في الجنس الأدبي يتفرد به خلال وجود ثقافات متنوعة تمزج بين الأدب العربي وتاريخه وبين ما رآه إيجابيا في الثقافات الأخرى وبين ما هو حاضر في العصر الراهن وربط هذه المكونات بالعاطفة التي ظهرت في تمسك المؤلف بالوطن وكانت الحاضر الأكبر في كل النصوص.

وعن رأيه في كتاب قدك المياس قال الروائي الدكتور حسن حميد في تصريح لـ سانا الثقافية: “نضال الصالح منذ بكوره الإبداعي علامة أدبية وهاجة وشخصية ثقافية لها مكانتها وحضورها الذي تجلى في نصه القصصي المتفرد وكان له نصيب في وافر من الجوائز محليا وعربيا مثلما تجلى في الثقافة الوازنة التي عبر عنها الصالح في كتاباته النقدية حيث تمحورت حول علم النص ومكوناته”.

أما الناقد رضوان هلال فلاحة فرأى أن النص الأدبي للصالح عبارة عن تكوين أدبي جمالي تتكاثف فيه الدلالة جراء اطلاع المؤلف الواسع في علوم النقد ليأتي النص بجدلية على حد تعبيره بين تياري الشكل والمضمون وليحقق ما يسمى بالمعرفة الجمالية.

يشار إلى أن كتاب قدك المياس صادر عن دار بانوراما للطباعة والنشر والتوزيع ويقع في 252 من القطع الكبير.

محمد خالد الخضر

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency