الشريط الإخباري

الأدب الياباني في سلسلة منوعة صادرة عن دار التكوين

دمشق-سانا

يحظى الأدب الياباني بمكانة خاصة عند القارئ العربي تفوق نظراءه من الأدب الآسيوي لما فيه من انفتاح وتنوع حيث أخذت دار التكوين للطباعة والنشر والتوزيع في دمشق على عاتقها ترجمة نماذج من الأدب في بلاد الشمس لعدد من الكتاب اليابانيين وفي مختلف الأجناس.

تولى الشاعر والمترجم السوري محمد عضيمة المقيم في اليابان ترجمة هذه الكتب إلى العربية ليصل عددها إلى أحد عشر كتابا.

ومن أبرز هذه الإصدارات كتاب كوجيكي وهو أحد أقدم الكتب المعروفة في اليابان وضع في القرن السابع الميلادي ويعتبر من اهم كتب التراث العالمية وهو عبارة عن نص يعيش في داخله التاريخ والأساطير والشعر والجنس والعنف والحكايات الغريبة وقصص الآلهة وأولادها.

ولا تزال مضامين هذا الكتاب ماثلة في اليابان في مسيرة ثقافتها حتى الآن ولا سيما ان مضامينه تتفاعل مع الحداثة وتواكبها بشكل إيجابي ليصبح من المكونات الأساسية في الثقافة اليابانية المعاصرة.

أما كتاب البابا الطائر لبانيا ناتسو إيشي الذي يعتبر واحدا من صناع الهايكو المعاصرين في اليابان اليوم استخدم فيه وبكثرة أسلوب التلميح فهو من تقاليد كتابة الهايكو المشهورة .

على حين جاء كتاب ايشكاوا حول شاعر من رواد هذا الجنس الأدبي في اليابان ويوصف من بعض القراء في اليابان انه لامع وحاد كنصل السيف قاس جداً في وضوح عباراته ليغدو أسطورة وطنية في بلاده ومكونا من مكونات روح الأمة وجزءا من الضمير الجماعي ولا سيما أن اليابانيين يحفظون أشعاره ويرددونها وكثير ما نقش على ألواح حجرية في مناطق يابانية.

وينقل كتاب ألف قصيدة هايكو وهايكو إلى القارئ العربي نماذج من هذا النوع من الشعر الياباني ذائع الصيت الذي درج شعراء اليابان منذ مئات السنين على كتابة مقطوعاته تبعاً لشكل محدد يلزم الشاعر بتكثيف الفكرة واختزالها بعدد قليل من الكلمات لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة وموزعة على أسطر ثلاثة.

ويتضمن هذا الكتاب قصائد من نحو مئة مرجع تعود من القرن السادس عشر وحتى يومنا الحاضر عبر قصائد من الهايكو هي الأكثر شهرة وجمالاً في نظر شريحة كبيرة من اليابانيين.

وعن دار التكوين صدرت ايضا رواية (لم يعد رجلا) لأوسامو دازاي الذي يصنف كأحد أهم روائيي اليابان وكانت حياته المضطربة التي انتهت بالانتحار وعشقه الكبير للنساء مناخا انطلق منه ليبدع شخصيات تصور ما عاشه من متناقضات.

هذه الإصدارات توثق لتيارات ادبية قديمة ومعاصرة في الأدب الياباني وتعطي فكرة واسعة عن التنوع الحضاري في تلك البلاد وقبل كل ذلك تتيح للقارئ العربي الاطلاع على روافد حضارة عريقة في القارة الآسيوية ذات خصوصية.

ميس العاني ومحمد خالد الخضر