الشريط الإخباري

إنجازات خجولة وإخفاقات بالجملة للرياضة السورية في دورة التضامن الإسلامي بأذربيجان

مشاركة لاعبي منتخبات سورية الوطنية في دورة ألعاب التضامن الإسلامي الرابعة التي اختتمت الثلاثاء الماضي في العاصمة الأذرية باكو أثبتت أن رياضتنا لا تزال تراوح مكانها في البطولات القارية والدولية.

فمن بين 28 لاعباً ولاعبة مثلوا سورية في منافسات الدورة لم يحصل سوى سبعة منهم على ميداليات جاءت في الملاكمة وألعاب القوى والسباحة بينما خرجت ألعاب الكاراتيه والمصارعة والجودو ورفع الأثقال وكرة السلة والجمباز والرياضات الخاصة خالية الوفاض بخروج معظم لاعبيها من الأدوار الأولى ما يشير إلى أن رياضتنا لا تزال تراوح مكانها في البطولات القارية والدولية التي تعد مقياسا لتطور الرياضة ونجاحها في أي بلد.

ذهبيتان وفضيتان وست برونزيات حققها لاعبونا تجاوزت من حيث العدد ما حققته  الرياضة السورية في النسخة الماضية من الدورة التي أقيمت في اندونيسيا عام 2013 بحصولها على ذهبيتين وفضية وثلاث برونزيات لكنها لم تصل من حيث النوع إلى ما تم تحقيقه في النسخة الأولى من الدورة التي استضافتها السعودية عام 2005 عندما نالت ثلاث ذهبيات وفضيتين وخمس برونزيات.

وأحرز الميداليتين الذهبيتين حسين المصري في الملاكمة ومجد الدين غزال في الوثب العالي والفضيتين الملاكم مناف أسعد والسبّاحة بيان جمعة بينما جاءت البرونزيات الست عبر السباح آزاد البرازي “3 برونزيات” وبيان جمعة والملاكمين أحمد غصون وعلاء الدين غصون.

الملاكمة تتألق

البداية من الملاكمة التي عوضت إخفاق الألعاب الأخرى حيث تمكن لاعبو منتخبنا الأربعة من التأهل إلى الدور نصف النهائي وبالتالي ضمان الحصول على ميدالية برونزية على الأقل لكن ملاكمينا لم يكتفوا بالبرونز ليحقق حسين المصري أول ميدالية ذهبية لسورية في الدورة بعد فوزه في نهائي وزن 49 كغ على العراقي حسن ناصر بنتيجة 5-صفر كما حقق زميله مناف أسعد فضية وزن فوق 91 كغ بخسارته المباراة النهائية أمام لاعب أذري بنتيجة 1-4 بينما اكتفى أحمد غصون ببرونزية وزن 69 كغ بعد خسارته مباراة الدور نصف النهائي أمام لاعب أوزبكي بنتيجة صفر-5 وعلاء الدين غصون ببرونزية وزن 91 كغ بخسارته في نصف النهائي أمام لاعب أذري بنتيجة 1-4 بعد مباراة متكافئة.

مدرب المنتخب ياسر شيخان وصف ملاكمينا بالأبطال الحقيقيين الذين أعادوا ملاكمتنا إلى العصر الذهبي حيث تجاوزوا ظروف التحضير غير المثالية وقدموا فوق طاقتهم وتميزوا بالشجاعة والاندفاع وجاءت نتائجهم نتيجة جهد وتعب كبير أثناء فترة التحضير ومحصلة طبيعية لأدائهم الرجولي طوال فترة المنافسات مبينا أنه لو كان التحكيم نزيهاً لكانت الحصيلة أفضل.

غزال القوى المتوج دوماً

وفي ألعاب القوى توج مجد الدين غزال بذهبية مسابقة الوثب العالي بعد أن وثب لارتفاع 228 سم وهو رقم جديد لدورات التضامن الإسلامي بفارق 4 سم عن الرقم السابق كما شاركت رهف السلامة بمسابقة الوثب العالي وجاءت في المركز العاشر مسجلة 165سم فيما سجلت صاحبة المركز الأول وهي أوزبكية 180سم.

وخاض مصعب عيشة منافسات رمي الكرة الحديدية وحل بالمركز الثامن بين تسعة لاعبين مسجلا رقما قدره 64ر15 مترا كما شاركت هبة العمر في مسابقة رمي القرص وحلت بالمركز الخامس مسجلة 27ر48 مترا في حين جاءت بالمركز السابع لمسابقة رمي الكرة الحديدية برقم قدره 78ر12 مترا.

السباحة تحصد خمس ميداليات

وفي السباحة شاركت بيان جمعة في سباقين حيث توجت بفضية سباق 100 متر حرة بزمن قدره 04ر57 ثانية وهو رقم سوري جديد كما نالت برونزية سباق 50 مترا حرة بتسجيلها زمنا قدره 45ر26 ثانية بينما حقق السباح آزاد البرازي ثلاث ميداليات برونزية في سباق 50 مترا “صدر” بزمن 23ر28 ثانية وفي سباق 100 متر “صدر” بزمن 32ر02ر1 دقيقة وفي سباق 200 متر “صدر” بزمن 83ر17ر2 دقيقة.

وشارك السباح أيمن كلزية في أربعة سباقات وجاء بالمركز الخامس لسباق 200 متر “متنوع” وبالمركز السادس لسباقي 100 متر و200 متر فراشة وبالمركز السابع لسباق 400 متر “متنوع”.

مدرب منتخب السباحة محمد ماردنلي أشار إلى أن اللاعبة بيان جمعة كانت متميزة وحصدت ثمار تميزها بتحقيقها ميداليتين كما قدم آزاد البرازي أداء رجوليا ولم يكن بعيداً عن نيل الميداليات الفضية لكن التوفيق لم يحالفه أما بالنسبة لأيمن كلزية فكنا نأمل أن يحقق ميدالية لكن قوة المنافسة في الدورة حالت دون ذلك.

الكاراتيه تتذرع بالظلم التحكيمي!

وبالانتقال إلى الرياضات التي خرجت خالية الوفاض فإن مشاركة منتخب الكاراتيه كانت مخيبة رغم تصريح رئيس اتحاد اللعبة جهاد ميا قبل البطولة أن لاعبيه سينافسون على الذهب حيث استهل اللاعب رأفت الشيخ علي مشاركته في منافسات وزن 81 كغ بالفوز على لاعب من تركمانستان بنتيجة 8-صفر وخسر مباراته الثانية أمام لاعب أوزبكي 1-3 ليودع البطولة من دورها الأول كحال زميله يامن الراضي الذي خسر مباراته الوحيدة في وزن 60 كغ أمام لاعب سعودي ولحق به زميله محمد درويش بخسارتيه أمام لاعبين أردني وسعودي صفر-4 و 1-2 على التوالي في منافسات وزن 68 كغ.

مدرب منتخب الكاراتيه سهيل سلمان أرجع النتائج السلبية إلى افتقاد لاعبينا لعامل الخبرة وعدم وجود مباريات احتكاكية خلال معسكرهم التحضيري إضافة إلى الظلم التحكيمي في البطولة بشكل علني حيث تم حرمان اللاعب رأفت الشيخ علي من ست نقاط مستحقة وكذلك الأمر بالنسبة للاعب محمد درويش أما اللاعب يامن الراضي فلم يكن مقنعاً وإمكاناته أفضل مما قدم.

المصارعة لم تخدمها القرعة!

ولم تكن نتائج المصارعة بأحسن من الكاراتيه فقد شارك عبد الكريم الحسن بمنافسات وزن 66 كغ للمصارعة الرومانية وخسر مباراته الأولى أمام لاعب مغربي 6-10 وخرج من المنافسات كما شارك رجا الكراد رغم أنه لاعب مصارعة حرة بمنافسات وزن 130 كغ وخسر مباراته الأولى أمام لاعب أوزبكي صفر-8 ثم لعب مباراة تحديد المركزين الثالث والخامس وخسرها بمواجهة لاعب أذري صفر-9.

وفي المصارعة الحرة لعب عبد الله كريم بوزن 97 كغ وفاز في المباراة الأولى على لاعب كاميروني 13-2 وخسر مباراته الثانية أمام لاعب أذري صفر-9 وفي مباراة تحديد المركزين الثالث والخامس خسر أمام لاعب من تركمانستان صفر-10.

وفي وزن 86 كغ خسر عبد المالك هلال مباراته الأولى أمام لاعب تركي 1-12 والثانية أمام لاعب كازاخي صفر-10 وحل سادسا بين 14 لاعبا أما في وزن 125 كغ فقد خسر رجا الكراد مباراته الأولى أمام لاعب أذري صفر-10 كما خسر بنتيجة صفر-8 أمام لاعب إيراني في مباراة تحديد المركزين الثالث والخامس.

مدرب منتخب المصارعة مازن قضماني قال إن لاعبينا ينقصهم الاحتكاك والمشاركات الخارجية ولم تخدمنا القرعة كما لم يحالف التوفيق لاعبينا في الدورة التي كانت منافساتها قوية جداً وشارك فيها نخبة من أبطال ثلاث قارات.

رفع الأثقال لم يحالفها التوفيق!

وفي رفع الأثقال حلت لاعبة منتخبنا ناهيل دياب بالمركز السادس في الترتيب العام لوزن 69 كغ حيث جاءت في المركز الرابع برفعة النتر والسادس برفعة الخطف وسجلت رقما سورياً جديداً برفعة النتر قدره 108كغ بزيادة 1 كغ عن الرقم السابق المسجل باسمها بينما اكتفت في رفعة الخطف ب 75 كغ لتجمع 183 كغ علما أن صاحبة الميدالية الذهبية وهي لاعبة أذرية رفعت في المجموع 219 كغ.

قيس أسعد مدرب اللاعبة دياب بين أن المشاركة في منافسات رفع الأثقال كانت كبيرة على غير العادة ولاعبتنا حققت المتوقع لها مقارنة بأرقامها الشخصية ولم تكن موفقة كثيرا برفعة الخطف بينما سجلت رقما جديدا في رفعة النتر.

الجودو.. افتقاد الجانب المهاري

أما في الجودو ففاز محمد قاسم في المباراة الأولى لوزن 81 كغ على لاعب أردني بحركة “ايبون” ونال العلامة الكاملة وخسر مباراته الثانية أمام لاعب أوزبكي بصعوبة وفي المباراة الثالثة فاز على لاعب من الغابون بعدها انتقل للمنافسة على الميدالية البرونزية وخسر اللقاء أمام لاعب من قرغيزستان ليستقر ترتيبه في نهاية المنافسات بالمركز الخامس بين 15 لاعبا شاركوا في منافسات هذا الوزن بينما خرج سليمان الرفاعي من الدور الأول لمنافسات وزن 60 كغ بخسارته أمام لاعب من قرغيزستان.

مدرب المنتخب محمد بشير عاشور أكد أن لاعبنا قاسم خسر الميدالية البرونزية باندفاعه الشديد وحماسه بعد أن قدم مستوى جيدا لكنه افتقد وزميله الرفاعي الجانب المهاري نتيجة قلة الاحتكاك والمنافسات.

الرياضات الخاصة والجمباز وكرة السلة.. خالية الوفاض

وفي ألعاب القوى للرياضات الخاصة حل لاعب منتخبنا عبد الحكيم البكر بالمركز الرابع لمسابقة رمي القرص وسجل رقم شخصيا جديدا قدره 40ر29 مترا بينما احتل المركز الخامس في مسابقة رمي الكرة الحديدية برقم قدره 1ر8 أمتار.

وفي الجمباز الإيقاعي خاضت دينا الشيخ علي نهائي المسابقة وحلت بالمركز الخامس في منافسات الكرة والسادس في مسابقة الشريطة علما أن جميع اللاعبات اللواتي تقدمن عليها هن لاعبات أولمبيات ويحملن ألقابا وإنجازات عالمية.

منتخبنا للسيدات بكرة السلة 3 ضرب 3 المؤلف من اليسيا مكاريان وسيدرا سليمان ولين الزعبي وفرح أسد فاز في الدور الأول ضمن المجموعة الثانية على منتخب فلسطين 21-7 وعلى اندونيسيا 14-12 وعلى باكستان 21-5 وخسر أمام المنتخب التركي بصعوبة بعد التمديد 9-11 وتأهل إلى ربع النهائي وخسر فيه أمام منتخب تركمانستان 14-16 بعد التمديد عقب انتهاء المباراة في وقتها الأصلي بالتعادل 14-14.

رئيس الاتحاد الرياضي: الدورة محطة لتقييم ألعابنا

رئيس الاتحاد الرياضي العام اللواء موفق جمعة وفي تقييمه للمشاركة في الدورة قال إنها كانت عموما جيدة من حيث المستوى الفني للاعبين والنتائج المحققة في بعض الألعاب وستكون هذه الدورة مفصلية لتقييم عمل اتحادات الألعاب المشاركة من حيث تحقيق ميدالية أو تحقيق رقم سوري جديد أو رقم شخصي جديد للاعب أما بالنسبة لألعاب النزالات فالأمر متعلق بمشاهدة قيادة البعثة لمدى قدرة اللاعب على المنافسة والروح العالية والتحدي لسبب مهم أنه يمكن أن تأتي القرعة ببطل عالمي مع أحد لاعبينا لذلك سيتم أخذ كل هذه الأمور بعين الاعتبار وفي ضوء ذلك سيتم اتخاذ إجراءات بحق الاتحادات غير الفاعلة وستوضع معايير جديدة للمشاركات القادمة.

المحاسبة لا بد منها لتصحيح الخلل

حصول البعثة الرياضية السورية على عشر ميداليات وحلولها في المركز الثامن عشر بين 54 دولة رغم أن مستوى اللاعبين المشاركين في الدورة من المستويات العادية جداً حيث تعتبرها الدول المشاركة محطة استعداد وتدريب لفرقها الرديفة  يتطلب إعادة النظر في آلية عمل اتحادات الألعاب لأن الدورة كشفت الكثير من عيوب عمل هذه الاتحادات وإذا كانت بطولة عادية كالتضامن الإسلامي هي المقياس لرياضتنا  فمن المفترض أن تكون المحاسبة غير عادية لأن الكثير من ألعابنا لم تحقق المطلوب والكثير من لاعبينا عادوا من البطولة بخفي حنين وبعضهم لم يقدّم الحد الأدنى من مستواهم وفشلوا بتحقيق أرقامهم والقلة القليلة هي التي حققت بعض الميداليات ما يعني أن عملية غض الطرف عن هذا التراجع والخلل باتت صعبة ويجب أن تكون المحاسبة شاملة لكل من قصّر وليس كما يحدث في كل مرة وتبقى التصريحات لمجرد التسويق الإعلامي.

جمعة الجاسم