الشريط الإخباري

دول الناتو تبحث مواجهة خطر إرهابيي “داعش” بعد مساهمتها بتمدده

نيوبورت-بريطانيا-سانا

اختتمت مباحثات قمة حلف شمال الأطلسي ناتو اليوم التي استمرت يومين في نيوبورت ببريطانيا دون الإعلان عن خطة واضحة لمواجهة تهديد ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي في سورية والعراق.

وكانت مباحثات القمة والمؤتمرات الصحفية لقادة الحلف تركزت على مواجهة التنظيم الإرهابي بعد أن ذاقت دول هذا الحلف ثمرة دعمها بالمال والسلاح لمثل هذه التنظيمات الإرهابية وإنكارها لوجودها وخطورتها.

وتوعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مؤتمر صحفي في ختام القمة بإلحاق الهزيمة بهذا التنظيم الإرهابي قائلا: سنهزم “داعش” مثلما هزمنا تنظيم القاعدة مكررا دعوة بلاده إلى تشكيل “ائتلاف دولي واسع” لمواجهته.

وأضاف أوباما إن الأمر لن يحصل بين عشية وضحاها إلا أننا نتقدم في الاتجاه الصحيح فسنضعف التنظيم وفي النهاية سنهزمه موضحا أن هناك إجماعا على أن التنظيم الإرهابي خطر داهم وتهديد على المدى الطويل.

وقال أوباما إنني واثق من أن الحلفاء في الناتو وشركاءهم على استعداد للانضمام إلى الائتلاف الدولي الواسع معلنا عن زيارة سيقوم بها وزير خارجيته جون كيري إلى الشرق الأوسط لإشراك دول في المنطقة بالائتلاف.

وأضاف أوباما سنطارد تنظيم “دولة العراق والشام” كما نفعل تماما مع فلول القاعدة ويمكننا تفكيك هذه القوة التي سيطرت على أراض واسعة حتى لا تستطيع الوصول إلينا في موقف يفضح الموقف الغربي المرتعد من ارتداد الإرهاب إلى دوله بعدما أسهمت بتمدده في سورية والعراق.

وأشار أوباما إلى أن بلاده لن ترسل الجنود الأمريكيين إلى الأرض معربا عن اعتقاده بأن ذلك الأمر ليس ضروريا لتحقيق الهدف دون أن يوضح ماهية خططه لافتا إلى وجوب إيجاد شركاء فاعلين على الأرض لمحاربة التنظيم موضحا أن هناك شركاء عملنا معهم ولنا خبرة في العمل معهم ووافقوا على ذلك ولذلك من المهم جدا العمل مع شركائنا وحلفائنا لدعمهم بشكل أفضل دون أن يوضح ماهية هذه الاستراتيجية.

ويشير المراقبون إلى أن التهديد الذي يمثله تمدد تنظيم “داعش” الإرهابي جاء نتيجة دعم واشنطن والدول الغربية حيث تلقت الإدارة الأمريكية العديد من التحذيرات من خطورة تزويد من تسميهم واشنطن “بمسلحي المعارضة” في سورية والذين ينضوي أغلبهم بالتنظيمات الإرهابية بالأسلحة لخطورة وقوعها لاحقا في يد إرهابيي تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي.

من جهته أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في وقت سابق اليوم أن قادة الدول الأعضاء في الحلف الاطلسي ينددون بالأعمال الهمجية والمقيتة التي يرتكبها تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي.

وكدليل على إزدواجية المعايير التي تنتهجها الحكومة الفرنسية الحالية والتي أسهمت بدعم الإرهاب وليس محاربته كما تزعم أقر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مجددا بتقديم بلاده الدعم لميليشيا ما يسمى “الجيش الحر” في سورية رغم ارتكاب هذه الميليشيا العديد من الجرائم الإرهابية المشابهة للتنظيمات الإرهابية الأخرى كما يوثق ذلك العديد من المراقبين.

وأعلن هولاند استعداد بلاده للعمل ضد ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي في العراق ضمن قواعد القانون الدولي مكررا في الوقت ذاته التدخل بالشؤون الداخلية للعراق مشترطا وجود ما أسماه “إطار سياسي” يتمثل في تشكيل حكومة عراقية جديدة.

من جهة أخرى أعلن وزيرا خارجية ودفاع الولايات المتحدة جون كيري وتشاك هيغل في بيان مشترك أن لا مجال لاضاعة الوقت لتشكيل تحالف دولي واسع لإضعاف التهديد الذي يمثله تنظيم “دولة العراق والشام” والقضاء عليه في نهاية المطاف.

وأضاف كيري وهيغل في بيانهما أن المشاركين أكدوا أنهم مستعدون للمشاركة الكاملة في هذه المقاربة المنسقة وفي الأيام القادمة سنواصل المباحثات مع شركائنا في المنطقة الذين لديهم دورا مهما يقومون به.

وتريد الولايات المتحدة أن ينخرط شركاؤها في محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي الذي اغتال صحفيين أميركيين وهدد باغتيال رهينة بريطاني لديه.

وبدأت أمس أعمال قمة حلف ناتو في نيوبورت بمشاركة 60 من قادة دول العالم بين آلاف المندوبين حيث تشكل الأزمة في أوكرانيا وعلاقات الحلف مع روسيا وانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان وتعزيز الدفاع الجماعي للتحالف وممارسات ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي المرتبط بالقاعدة في سورية والعراق أهم المواضيع على جدول أعمال القمة.