الشريط الإخباري

المنجم ايرولت! بقلم.. أحمد ضوا

أدلى وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت بدلوه حول نتائج الجولة القادمة من الحوار السوري السوري في جنيف متوقعاً أن تسفر هذه الجولة عن نتائج مخيبة للآمال واضعاً نفسه في قائمة المنجمين الذين يجتاحون القنوات التلفزيونية مطلع كلّ عام.

لا شك أن موقف أيرولت ينسجم مع موقف حكومته الدّاعمة للتنظيمات الإرهابية في سورية سياسياً ولوجستياً وعسكرياً «بالعتاد والأفراد»، وهي تتخوف من أن تنسحب النتائج الإيجابية لاجتماع أستانا إلى جنيف وتخسر حكومة فرانسوا هولاند آخر رهاناتها على الإرهاب في سورية.‏

الأمر الغريب أن أيرولت يتحدث عن النتائج المخيبة لجولة الحوار السوري السوري المقبلة في جنيف بحضور ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الذي بقي صامتاً وكأنه غير معنيّ ببث أجواء التفاؤل لإنجاح هذه الجولة، الأمر الذي يفتح الباب للسؤال عن مدى توافق أيرولت ودي ميستورا حول مستقبل جولة جنيف القادمة.‏

من الواضح أن هناك محاولة غربية لتأليف رواية تهدف إلى تحقيق أحد أمرين، الأول إفشال جولة جنيف الجديدة والثاني تأجيل انعقاد هذه الجولة بافتعال ذرائع نلمس طلائعها في التصعيد الإرهابي على كل الجبهات حتى تلك الموقعة على بيان اجتماع أستانا واتهام الدولة السورية التي من حقّها الردّ على أيّ خرق لنظام وقف الأعمال القتالية من أيّ جهة كان هذا الخرق.‏

إن ما قاله الوزير الفرنسي أيرولت يتوافق من حيث المضمون مع ما صرّح به دي ميستورا أمس عما سمّاه الوضع في الغوطة الشرقية الذي اعتبره مهدداً للمحادثات السورية المقرر إجراؤها أواخر الشهر الجاري، الأمر الذي يرجح محاولة الدّول الدّاعمة للتنظيمات الإرهابية إفشال أو تأجيل لقاء جنيف القادم وهذا ينسجم مع الشروط المسبقة التي يضعها وفد الرياض لحضور المحادثات سعياً منه لإطالة أمد الحرب الإرهابية على سورية واستمرار نزيف دماء السوريين.‏

إن تأكيد الحكومة السورية حضورها لجولة جنيف القادمة وضع ممثلي التنظيمات الإرهابية القابعين في الرياض وأنقرة وباريس ولندن في موقف محرج لم يترك لهم مجالاً للرفض فبحثوا عن بدائل سياسية وإرهابية، وعليه تولت التنظيمات الإرهابية المرتبطة بهم تصعيد الوضع، وفي السياسة قاد وزير خارجية فرنسا الحملة وسنسمع غداً صدى ما قاله أيرولت في الرياض وأنقرة ولندن وقطر//.‏

إن من جملة ما يبتغيه الغرب هو إحباط ما أنجز في أستانا لجهة وقف الأعمال القتالية الذي وصفه أيرو ب»الهش» وهو غير ذلك تماماً وفقاً لرأي الدّول الضامنة لهذا الاتفاق، الأمر الذي يفسر مماطلة تجمعات المعارضة الخارجية وخاصة جماعة الرياض في إعلان الموافقة على المشاركة بجولة جنيف الجديدة في العشرين من الشهر الجاري.‏

لا شكّ أن كلّ ألاعيب تجمعات المعارضة والدّول الدّاعمة لها باتت مكشوفة وخاصة للشعب السوري، ومن حيث المبدأ سواء حضرت هذه المعارضة الخارجية التي تضع كل سلتها في أيدي الدّول الدّاعمة للإرهاب والمعادية للشعب السوري أو لم تحضر، فقطار هزيمة الإرهاب في سورية على يد الجيش العربي السوري يواصل سيره بعزم وتصميم والأوضاع تسير وفقاً لما تريده الدولة السورية وحلفاؤها، وعلى تجمعات المعارضة أن تحسب جيداً فربما في أوقات قريبة لن يكون هناك جنيف أو غيرها.‏

صحيفة الثورة