النزعة الإنسانية والوجدانية والقضايا الاجتماعية حاضرة في النصوص الأدبية التي ألقيت بثقافي الميدان

دمشق-سانا

أقام المركز الثقافي العربي في الميدان أمسية أدبية شارك فيها الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق والشاعر زياد مصري الجزائري والقاصة إيمان ليلا.
وتنوعت المواضيع التي طرحت في الأمسية بين الآلام التي يعيشها السوريون والنزعات الإنسانية وبين بعض القضايا الاجتماعية.
وعبر الشاعر العتيق في قصائده التي ألقاها عن أحلامه وأمنياته خلال قصيدة بعنوان “شذا الروح” التي ظهرت في تعابيرها مناقبه وصفاته الاجتماعية بشكل عفوي من خلال العاطفة والنزعة الذاتية التي تجلت في ألفاظ النصوص يقول:
وهل يملك السامي سوى الحلم عابق
فما خنت أحلامي ولا خانني دهر
تمردت من فكر سقيم وراقني
ندى نعمة التجديد ماتلق ونهر
وروحي وعشقي للحياة منارة
وطبعي وفعلي يرتقي حوله الشعر

2كما عبر في قصيدته “رفاق الزمن” عن قيمة الصداقة وسموها ومدى أهمية الارتقاء الاجتماعي والنقاء والإخلاص والمحبة في العلاقات الاجتماعية التي من شأنها أن تدفع المجتمع إلى النهوض الأخلاقي والثقافي والوصول إلى أسمى المعاني المنشودة فيقول:
يخادعنا الزمان بموت ليل وشمس الفجر تنتظر التلاقي
كان الفجر يخجل أن يرانا كماء النهر يرحل في السواقي
ووجهك بدر قافيتي وشعري ونجمك ضوء باصرة الماقي
تساورني هموم البعد حينا فيطفأها اللقاء مع العناق
وألقى الشاعر الجزائري مجموعة من قصائده التي حاول أن يدافع في معانيها عن اللغة العربية معتبرا أن الدفاع عنها يشكل أهمية كبيرة وخاصة أنها يمكن أن تحافظ على الفرح والوجود للأمة العربية لأنها بداية انتمائها ومنبع حضارتها فقال في قصيدة “دفاع عن العربية”:
رويت قلبي من شهي طلاك وسريت في روحي وكنت شذاك
ولثمت منك مدامعا ومواجعا حتى غدت شكواي من شكواك
ولهتني حبا وصرتك عاشقا ورأيتني أهوى الذي يهواك
وملئت عيني من بهاك فلم أجد في هذه الدنيا كسحر بهاك40
وتظهر في نص “دفاع عن العربية” العاطفة جلية واضحة ومفردات الغيرة والحمية والرغبة بحماية هذه اللغة والدفاع عن وجودها وكينونتها إلا أن الكاتب لم تسعفه الموهبة فاضطر للارتكاز على زحافات وعلل وحذف ما لا يجوز حذفه كقوله بهاك بدلا من بهائك وسناك بدلا من سنائك.
وفي قصيدة الجزائري “وقفة عند البحيرة” استطاع أن يتجاوز قصائده الأخرى ويصل إلى مستوى الشعر الحقيقي من حيث البناء التركيبي وترابط الألفاظ والحروف واعتماد العاطفة كأساس لوجود القصيدة فقال:
طرقت عند ضفاف بلوران
وأطلت وفقة تائه حيران
وأنا على شط البحيرة حالم
ونسائم رعشت كنبض جناني

3في حين ألقت الكاتبة إيمان ليلا قصة بعنوان “فرصة عمل” عالجت خلالها قضايا المجتمع المتعلقة بلهفة المحتاجين إلى عمل ومدى أملهم في الوصول إلى تلك الفرصة التي قد تغير مجرى حياتهم مستخدمة عناصر القصة التي ارتكزت عبرها على الحبكة والإثارة والتشويق ومسرحة النص القصصي خلال الإلقاء دون أن تهتم باللغة العربية كوسيلة تعبيرية في تقديم المعاني المطلوبة.
وعن رأيها في الأمسية بينت الشاعرة أسيل الأزعط “يمكن القول إن قصائد الدكتور العتيق تصب في الأدب الوجداني العاطفي حيث لاحظنا التوظيف الناجح للطبيعة في مفرداته مع التركيز على الألفاظ الوجدانية التي كانت غزيرة في قصائده مثل شوق وعشق وهيام وبقيت هذه المسحة العاطفية الرقيقة حتى في تصويره للواقع
المرير الذي يعيشه المواطن السوري في المحنة التي يمر بها الوطن فجاءت قصائده منسابة فيها التوهج والصدق وعمق الدلالة”.

وأضافت إن الشاعر الجزائري كان ممتلكا للوزن والقافية في قصائده التي تنوعت مواضيعها واتسمت بالنفس الشعري الطويل فتحدث عن ضياع اللغة العربية في أذهان الناشئة بأسلوب نقدي ساخر ومحبب إضافة الى تغزله بدمشق والطبيعة والأشياء الجميلة في الوطن.
وتابعت إن القاصة ليلا عرضت لوحات وصورا من الحياة الاجتماعية فكانت قصصها في إطار الأدب الواقعي ولا سيما قصتها “فرصة عمل” التي عرضت من خلالها أحلام فلاح بسيط في العيش في المدينة والبحث عن العمل والحب ثم عانى صراعا بين العقل والعاطفة والوهم إلى أن اصطدم بالواقع المؤلم وذلك باستخدامها
حبكة قوية والسيطرة على عناصر التشويق والتصوير إلا أنها استخدمت بعض العبارات في اللغة المحكية دون أن تتخلى عن الاهتمام بملامسة وجدان المتلقي.
محمد الخضر-ميس العاني

انظر ايضاً

الهيئة الشعبية لتحرير الجولان: من صنع الجلاء قادر على دحر الإرهاب واسترجاع الحقوق

دمشق-سانا أكدت الهيئة الشعبية لتحرير الجولان أن يوم السابع عشر من نيسان يوم أغر