الشريط الإخباري

التشكيلي مروان قصاب باشي يرحل تاركا عالما من التعبيرية في بورتريه

دمشق-سانا

رحل الفنان التشكيلي السوري العالمي مروان قصاب باشي قبل أيام بعد أن حفر لنفسه بصمة فنية تاركا أبواب البحث في تفاصيل لوحاته مفتوحة على مجموعة من الإسقاطات الفلسفية والفنية والفكرية.

2قصاب باشي المولود في دمشق عام 1934 امتلك من الخصوصية الفنية مازجا بين بيئته الشرقية الشامية وبين ما اكتسبه من ثقافة بصرية وفنية من البيئة الغربية في المانيا حيث درس وعاش بعد أن انتسب للمدرسة العليا للفنون الجميلة في برلين ما بين عامي 1957 و1963 فأخذ يبني ويفكك ويركب في البورتريه الذي حمله الكثير من العوالم الداخلية للإنسان معبرا عن مكنوناته بانزياحات لا تعترف بالضوابط التقليدية وتدعو للتأمل والتحليل.

يقول الناقد سعد القاسم عن الراحل قصاب باشي..”عرفت في مطلع ثمانينات القرن الماضي باسم مروان قصاب باشي لأول مرة عندما دعاني الفنان المعلم نذير نبعة وعدد من طلابه الخريجين لحضور معرض لفنان سوري هام جدا سيفتتح في صالة جديدة بدمشق”.

ويتابع القاسم.. “لم تكن ردة فعلنا تجاه المعرض تتناسب مع حديث المعلم نبعة عنه الذي وجد أن من واجبه لفت انتباهنا إلى ما لم ندركه عن أهمية تجربة قصاب باشي وبعد فترة اكتشفنا سر تقدير الفنانين الذين تابعوا تحولات مسيرة الفنان الراحل منذ بداياتها الواقعية في سورية وحتى ذروة نضجها التعبيري في ألمانيا” لافتا إلى علاقة الصداقة التي نشأت بين الراحلين نبعة وقصاب باشي وانضمام الروائي عبد الرحمن منيف إليها.

ويبين القاسم أن قصاب باشي لدى انتقاله للإقامة في ألمانيا نجح في أن يصنع لنفسه اسماً مرموقاً في الحياة الثقافية الألمانية وأصبح جزءاً من حراكها التشكيلي لافتا إلى أنه بقي حريصاً على زيارة وطنه باستمرار وعرض نتاجه الإبداعي فيها وتدريس فنانين سوريين شباب في ألمانيا مؤكدا أن الراحل سيبقى اسماً بالغ الأهمية في تاريخ التشكيل السوري.

بدوره يقول التشكيلي الشاب مهند عرابي “الراحل قصاب باشي رائد التعبيرية السورية والعربية واحد أهم المعلمين حيث نرى تفاعل الفنانين وخاصة الشباب مع هذا الفنان وتأثرهم به كشخص لأنه كان كتابا مفتوحا ومعلما للجميع”.

ويتابع عرابي.. “حمل قصاب باشي معه من دمشق ذكرياته وطفولته وهموم مجتمعه ونقلها بريشة عفوية مفعمة باللون وجمع في أعماله بين ذاته والموضوع فكانت مواضيعه بسيطة في ظاهرها إلا أنها تعكس التعبير الأسمى عن المعنى الذي ينطوي عليه وجودنا ومن هنا تكمن قوه وحضور لوحته”.1

وأوضح عرابي أن الوجه في أعمال قصاب باشي كان صورة للعالم أجمع فبرزت وجوهه العامودية بخلفياتها ذات الصلة بالطفل والشام ثم جاءت مرحلة الدمى والطبيعة الصامتة التي تعكس تجريبا وترميزا كبيرين وصولا إلى مرحلة الرؤوس مكرسا المزيد من التفاعل والتأمل.

من جهته يقول التشكيلي والناقد حسين صقور.. “لا ينتمي الفنان مروان قصاب باشي إلى التعبيرية الألمانية إلا بالقدر الذي يسعى من خلاله الكتاب والنقاد إلى نسب كل منتج إلى تابع وأصل مأخوذين بعقدة التبعية لكن الراحل صاحب علاقة خاصة بفرشاته ليذوب معها بتلقائية ما تصنعه يغير عبرها خارطة الوجه في اللوحة”.

ويفضل صقور أن ننسب لوحة قصاب باشي إلى التعبيرية السورية كما نذير اسماعيل وأسماء فيومي واسماء أخرى كثيرة تتقارب تجاربهم وتلحق بهم تجارب شابة اسماء كثيرة لتضيف وتغني عبر لوحات واعمال كثيرة يمكن أن نؤرشفها ضمن اطار التعبيرية السورية.

وختم صقور بالقول ..”قدم الراحل قصاب باشي حياة كاملة عبر وجه يمكن أن تقرأ فيه صورة الإنسان المشبع بالهموم في مواجهة حياة معقدة ولكن معاناته تلك تثمر وتزهر على الأرض وعند التلال”.

محمد سمير طحان

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency