الشريط الإخباري

حوار بين اللون والكلمة في معرض “إيقاعات نازفة” وديوان “حين تحترق الحروف” للتشكيلي حسين صقور-فيديو

دمشق-سانا

حل التشكيلي الفينيق حسين صقور مع لوحاته ضيفا في صالة لؤي كيالي في الرواق العربي التابعة لاتحاد التشكيليين السوريين مقدما معرضه “إيقاعات نازفة” لجمهور الفن التشكيلي في دمشق مختزلا أكثر من خمس سنوات من عمر الحرب على سورية وقادما من اللاذقية حيث يرسم ويكتب القصص والشعر ويمارس النقد الفني والأدبي .

المعرض الذي ضم نحو ثلاثين لوحة بأحجام تنوعت بين الكبير والمتوسط والصغير يأتي بعد عدة تأجيلات لأسباب منعت التشكيلي صقور من الحضور في عدة نشاطات فنية وأدبية ومنها مهرجان همسة الفني والأدبي في مصر مؤخرا و الذي كان واحداً من المكرمين فيه.

وعن لوحاته التجريدية الصاخبة والمفعمة باللون والدهشة و الفوضى النزقة والباحثة عن السلام قال الفينيق صقور في تصريح لسانا الثقافية.. أترك العنان لنفسي وفرشاتي لتخط صوراً يوشحها1 الغموض من ذاكرتي وأبقى مراقباً حسياً يقظاً لما تصنعه الفرشاة من لمسات متجاورة ومتراكبة وتوشيحات وتبقى للعمل قيمته في كل مرحلة من مراحله ومع اللمسات الأخيرة تتضح

الصورة وأنا في هذا أسعى إلى ملامسة ذاتي والفن المحض باعتباري مؤمنا بأن المصداقية لا تكمن في الإقرار المسبق للموضوع إنما عبر استكشاف صورته في نفسي وعبر لمسات عفوية تعيش عند المنطقة الفاصلة بين الوعي واللاوعي كما حلم لحظة الاستيقاظ الأولى وأنا لا أكشف هنا عن أسلوبية إذ لا يمكن لشخص أن يتقمص آخر وإن فعل فسوف يسقط عمله .

أما عن المواضيع المتوالدة والتي يقدمها في لوحته فأوضح الفينيق انه يلخصها في عدة عناوين مثل رغبات انعتاق .. إيقاعات نازفة وغيرها لافتا إلى أن الجسد الأنثوي الساعي للتحرر والانعتاق والنابض بالرغبة هو وسيلته للتعبير بحس تلقائي لا يقيده منطق عبر رسم ما يستشعره ويحتاج إليه ويحور ويبالغ ويتحول الخصر إلى آنية ورد أو ينفجر والصدر دوائر تتموضع ضمن إيقاع خطي وحركي.

لا تخلو لوحة الفينيق من حس درامي يرتبط بما يجري من أحداث أما مساحات الحيادي والمساحات اللونية في الخلفية فتسهم في تأكيد التكوينات الغرائبية التي تشبهه وتشبه حسه الانفلاتي والمنظم في آن.

وفي مجموعته الشعرية حين تحترق الحروف الت1ي وقعها اليوم على هامش معرضه جاءت القصيدة كمونولوج داخلي يعكس شكل الحب في زمن الحرب متمردة ومشككة بكثير من القيم المتوارثة والتي أفقدت الإنسان إنسانيته مشكلة مجموعة من القصائد الحسية يسرح معها القارئ في خياله ليؤلف منها صوراً وقصصاً وأفلاماً وفي احدها يقول.. كنت مدججاً بالشوق إليك أضاجع صوتك الموشى بالفصول .. بالحقول .. تهزمني الرغبة وأرتمي في حضن دمعة .. تمطر السماء دماء وتصير طقوس القتل عبادة ويصير الحب شريطاً من ذكريات .

وقال صقور.. إن كتابي الشعري ومعرضي هما نتاج سنوات صعبة يمر بها وطننا الغالي والتي كان لها أثرها على كل مواطن سوري وحين تشتعل الحروب يشتعل الحب وتشتعل الحروف وهذا نتيجة طبيعية لتلك المواقف الإنسانية التي تولدها قسوة الحياة من تعاطف وتكاتف في لحظات الألم والموت والفراق ففي تلك الفترة كتبت مجموعة من القصص المؤثرة كما كتبت مجموعتي الشعرية فجاءت مونولوجا يرصد ردات فعلي تجاه ما يجري و تكشف بحس أدبي وفني ذلك الإيقاع الجميل للمشاعر الإنسانية من دوامة لا تنتهي إلى إيقاع الرحيل وبساط من الياسمين.

وكتب صقور في تقديم  كتابه الشعري… إلى من نثروا أرواحهم ورود محبة في ذاكرتنا حين عطروا بدمائهم التراب و تركوا لنا الكلمات نازفة خجولة و إلى من أشعلت في داخلي الحروف وإلى من اكتوت بنيران أشجاني وأحزاني .. حين عدت ملطخاً بالحرمان.. فكانت حيناً أمي وحيناً زوجتي وحيناً عشيقتي وحيناً صديقتي.

وقال صقور.. إن علينا أن نتجرع الأمل لنشبع به ذاتنا عله يغير مسار الأقدار مبينا أن لا وجود للأمل إن لم نكن مشبعين بالحب فالحب غذاء الروح يغني الحياة كما الفنون بكل جوانبها ويخلق الإنسان من جديد ويجعله شجاعاً حراً قادراً على الاقتحام ويكشف عن عوالم لم نكن مدركين لوجودها ويستدعي كلمات لم نكن نعتقد بأن قاموس لغتنا يحتويها.

من جانبه أوضح مدير مديرية الفنون الجميلة الفنان عماد كسحوت أن ما يميز معرض الفنان حسين صقور هو الشخوص التي تتضمنها لوحات المعرض حيث تحتوي على تكوينات جريئة منسجمة مع بعضها البعض مبينا أن وزارة الثقافة حريصة على تشجيع الفنانين بشكل عام والشباب بشكل خاص لأنهم هم من يصنعون الجمال .

ورأى الفنان أنور الرحبي أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين أن معرض صقور يمتاز بالتكوين الذي هو من الفنانين الشباب الذين اشتغلوا على مسألة التكوين الفني إضافة إلى مجموعة اللون الواحد وتدرجاته التي تحوي حسا دراميا عاليا وتكوينا مهما جدا وهو مؤلف استطاع أن يجيد عناصر التأليف بالعمل الفني و فنان متمكن من أدائه اللوني في اللوحة ولا سيما انه يعمل على أسلوب التجريد وهي مسالة صعبة جدا .

أما الفنان التشكيلي وسام قطرميز فبين أن معرض الفنان صقور يحمل بصمة فنية واحدة إضافة إلى أن اللغة البصرية الموجودة في اللوحات هي لغة واضحة وصريحة و طائر الفينيق كان واضحا في مجمل لوحاته إضافة إلى تشكيلات اللوحات الصغيرة التي اعتمدت على المنمنمات الفنية مع مدارك لونية جميلة وألوان جاذبة فيها الألوان الدافئة والحارة التي تدل على أسلوب مكاني لانتماء الفنان إلى بيئة شرقية .

التشكيلي الفينيق حسين صقور من مواليد اللاذقية عام 1971 عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين له عدد من المعارض الفردية كمعرض أنشودة حب- و-أغاني التراب- ودموع آدم- و-احتواء و-أيام الفن التشكيلي بقايا إنسان و-عودة الفينيق بالإضافة إلى مشاركته في معارض جماعية وملتقيات منها الشجرة- وملتقى إهدن- وملتقى المحبة  للتصوير الزيتي

ومهرجان المحبة- ومهرجان البحر- ومهرجان المونودراما بالإضافة إلى مشاركاته في معارض الربيع ومعارض الخريف والمعارض السنوية لفناني سورية وكافة معارض الاتحاد.

وأعمال صقور مقتناة من وزارة الثقافة و الإدارة السياسية ومتحف الفن السوري الحديث ومحافظة اللاذقية و موزعة في عدة بلدان وضمن مجموعات خاصة أقام وشارك في عدة أمسيات أدبية كما كتب في مجال النقد في عدة مواقع الكترونية وصحف له عدة مجموعات شعرية وقصصية وقد صدر حديثا كتاب شعري… بعنوان “حين تشتعل الحروف”.

محمد سمير طحان

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

خطوات تنشيط قطاع الاقتصاد وسبل تذليل الصعوبات التي تواجهه… محور اجتماع الفعاليات الاقتصادية بدرعا

درعا-سانا بحثت فعاليات اقتصادية في اجتماع موسع لها بمحافظة درعا اليوم أهم الصعوبات التي تواجه …