الشريط الإخباري

مخاطر استثمارات النظام الأردني- صحيفة الثورة

يثبت العمل الإرهابي الذي استهدف جنوداً أردنيين قبل أيام صحة التحذيرات السورية من عواقب دعم التنظيمات الإرهابية وارتدادها على داعميها.

لا يحتاج دعم النظام الأردني لهذه التنظيمات بشتى أسمائها وخاصة في سورية إلى أدلة وبراهين، وهذا النظام المقاد من مملكة آل سعود متورط حتى العظم في دعم الإرهاب ويستثمر في أرواح ومقدرات الشعب السوري منذ اليوم الأول للحرب الإرهابية على سورية، خلافاً لإرادة الشعب الأردني الذي عبّرت العديد من شرائحه عن وقوفها إلى جانب الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب والتكفير.‏

بالعودة إلى تصريحات الملك الأردني قبل أكثر من عشر سنوات، نجد أنه كان أول نافخ في بوق الطائفية إبان العدوان الأميركي على العراق، عندما تحدث عن «الهلال الشيعي» ورغم التحذيرات من عواقب النفخ في البوق الطائفي مضى النظام الأردني في هذا المسار وكانت لهجته تزداد عقب كل زيارة له إلى «إسرائيل» والسعودية، وقدم خدمة لكيان العدو الصهيوني عندما اشتغل على تغيير وجهة العدو من «إسرائيل» التي تحتل الأراضي العربية ومنها أراضٍ أردنية إلى إيران الدولة التي تقف إلى جانب العرب وفلسطين.‏

النظام الأردني لديه تجارب خبيثة في استثمار الحالة الجيوسياسية للمنطقة، وما يفعله في سورية بدأه قبل ذلك في العراق وسبق أن فعله في حالات مماثلة في الكويت واليمن ولبنان ويجب ألا ننسى دوره في التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني خدمةً لـ«إسرائيل». دائماً يسعى النظام الأردني في الأزمات التي تعصف في المنطقة إلى تحقيق هدفين الأول الحصول على المال، والثاني محاولة التقاط دور حتى لو كان على حساب أمن واستقرار الأردن.‏

في الحرب الإرهابية على سورية، من المؤكد أن النظام الأردني استطاع الحصول على المال من خلال متاجرته ببيع السلاح والمؤن للتنظيمات الإرهابية ومن الدول التي تدعمها وفي مقدمتها السعودية وقبلها قطر ولا يخفى على أحد متاجرة هذا النظام بأزمة النازحين السوريين مادياً وإنسانياً وأخلاقياً.‏

أما في موضوع الدور، فلا يزال هذا النظام يلهث وراء سراب ومن المرجح أنه في السنوات القادمة سيجد نفسه مضطراً لاستجداء الآخرين وفي مقدمتهم «إسرائيل» لحماية عرشه وملكه من التنظيمات الإرهابية التي دعمها بالمال والسلاح لتفتك بالشعب السوري، الذي كان دائماً سخياً في تعامله مع الأردن دولةً وشعباً.‏

بالتأكيد لا ينفصل العمل الإرهابي الذي استهدف جنوداً أردنيين في منطقة الركبان قرب الحدود الأردنية السورية والذي تم بسيارة سبق أن قدمها النظام الأردني للتنظيمات الإرهابية جنوب سورية عن الهجوم على مقر المخابرات الأردنية في مخيّم البقعة الفلسطيني قبل نحو ثلاثة أسابيع، وكلا الاعتداءين لا ينفصلان عن تورط النظام الأردني في دعم الإرهاب في سورية والعراق.‏

الأشهر القادمة ربما تحمل الكثير مما كانت تحذِّر منه سورية وتفادي ذلك لا يكون بالمكابرة ومحاولة التهرب من المسؤولية أو إلقاء التهم جزافاً، بل بالاستماع إلى صوت العقل وإدراك مخاطر المشروع الأميركي الصهيوني التركي الإرهابي في المنطقة.‏

ومن المفترض أن يقرأ النظام الأردني التطورات في المنطقة من باب مصلحة الشعب الأردني وأمنه واستقراره، والتوقف عن الاستمرار بلعب دور المستثمر في المشاريع المعادية للشعب الأردني والمنطقة عموماً.‏

بقلم أحمد ضوا

انظر ايضاً

طاجيكستان: القبض على 9 مشتبه بتورطهم في الهجوم الإرهابي قرب موسكو

دوشانبي-سانا أعلن مصدر أمني طاجيكي أنه في إطار التعاون مع الأمن الفيدرالي الروسي