الشريط الإخباري

الجعفري: ما يثير الاستغراب هو طلب الاجتماع حول الوضع الإنساني في سورية من دول منخرطة بدعم الإرهاب فيها

نيويورك-سانا

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن الحكومة السورية حريصة على تقديم كل أنواع المساعدات الإنسانية لجميع السوريين المتضررين من الأزمة أينما وجدوا على كامل الأراضي السورية والتعاون والتنسيق مع الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية ال 17 العاملة في سورية للقيام بذلك.

وقال الجعفري خلال كلمة له في جلسة حول الاستماع إلى تقرير وكيل الأمين العام للأمم المتحدة حول الوضع الإنساني في سورية “من جديد أجد نفسي في اجتماع آخر عن الأزمة في بلادي سورية اجتماعات باتت أسبوعية وفي بعض الأحيان شبه يومية اجتماعات في مجلس الأمن وأخرى في الجمعية العامة أحداث جانبية هنا وجلسات غير رسمية هناك وإحاطات طارئة في مكان آخر اجتماعات بداعم وأخرى دون داعم لمجرد الاستعراض من جانب بعض الدول وتسجيل نقاط إعلامية”.

وتابع الجعفري ” اجتماعات متكررة لا طائل منها في كثير من الأحيان لدرجة تدفعك إلى الاستنتاج بأن الهدف أضحى مجرد عقد الاجتماعات فقط وليس ما يمكن ان ينتج عنها أو كيفية مساعدة الشعب السوري للخروج من الأزمة بطريقة موضوعية تحترم عقول الدبلوماسيين والناس وتنسجم مع أحكام القانون الدولي والقرار 46/182 الخاص بتقديم المساعدات الإنسانية في أوقات الطوارئ”.

وأضاف الجعفري “ربما يعتقد البعض واهما بأننا ضد عقد مثل هذه الاجتماعات في الأمم المتحدة وخارجها والجواب هو  لا  فنحن مع التركيز على الوضع في بلادي سورية لأننا نحن من يعاني وليس أي أحد آخر”.

وأوضح الجعفري “نريد أن يكون الهدف من هذه الاجتماعات هو فعلاً المساعدة على حل الأزمة في سورية بطريقة صادقة وناجعة بعيدا عن أي تسييس أضحى فاضحا وليس مجرد استخدام تلك الاجتماعات من جانب حكومات دول مسؤولة عن سفك دماء السوريين واستباحة البلاد بالإرهاب العابر للقارات والعابر للقوانين والعابر للحدود والعابر لميثاق الأمم المتحدة كوسيلة لشيطنة الحكومة السورية وتحويل الوضع الإنساني المسبق الصنع إلى استعراض دعائي مسرحي من قبل تلك الحكومات لممارسة الضغط السياسي على حكومة بلادي”.

وتساءل الجعفري كيف تعقد هكذا اجتماعات بناء على طلب دول منخرطة كليا بدعم الإرهاب في سورية وبات واضحا لكل ذي بصيرة أنها كانت سببا رئيسيا في الأزمة ومعاناة السوريين مشيرا الى أن السعودية التي دفعت إلى عقد هذا الاجتماع للاستماع إلى إحاطات حول الوضع الإنساني والسياسي ووضع حقوق الإنسان في سورية هي نفسها التي هددت الأمين العام للأمم المتحدة واستخدمت المال لابتزازه بغية سحب اسمها من القائمة المرفقة بتقرير الأمين العام حول الأطفال والنزاعات المسلحة.

وأكد الجعفري أن السعودية التي تستخدم الإرهاب كوسيلة لتحقيق أجنداتها السياسية والتي تمول وتسلح الإرهابيين في سورية والعراق دون مواربة هي نفسها التي بات الجميع يدرك حقيقة بأنها مصدر وجذر الفكر المتطرف الوهابي الإرهابي الذي ينتشر كالسرطان في مختلف أنحاء العالم فحمل لنا ظواهر مقززة مثل “داعش والقاعدة وجبهة النصرة وبوكو حرام والشباب والجماعة الإسلامية” وغيرها لافتا إلى أن السعودية تملك أسوأ سجل في مجال حقوق الإنسان وهي التي تقصف اليمن منذ أكثر من سنة وتقتل المدنيين وتحاصر شعبا كاملا دون أن يحرك ما يسمى المجتمع الدولي ساكنا.

واعتبر الجعفري أن الأمم المتحدة أخذت تعمل ضد نفسها وضد ميثاقها عندما يتم انتخاب السعودية لعضوية مجلس حقوق الإنسان ورئاسة مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وعندما يتم إعطاء منتدى تحالف الحضارات لقطر وعندما تمنح تركيا استضافة القمة الإنسانية الأولى وأيضا يتم انتخاب “إسرائيل” رئيسا للجنة القانونية فيها.

وقال الجعفري” إن حكومة الجمهورية العربية السورية لا تنكر أن هناك أزمة إنسانية في البلاد وأن هناك نازحين ومهجرين ومتضررين ولكنها تستهجن الطريقة الخاطئة للتعامل مع هذه الازمة منذ بدايتها وحتى الآن وتستغرب النظر إليها بطريقة سطحية بمعزل عن خلفيات التدخل السياسي والعسكري والاقتصادي الخارجي في المشهد السوري ودون معالجة أساس الازمة الإنسانية ألا وهو نشاط المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة خارجياً أو دون التعامل بشكل جدي مع الأثر السلبي الذي تخلفه الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي فرضتها دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وغيرها على الشعب السوري.

وأضاف الجعفري “لقد امسى واضحا أن تحسين الوضع الإنساني في سورية بشكل ملموس وحقيقي يستتبع تخلي هذه الحكومات عن هذا النهج الخاطئ الذي ثبت فشله المرة تلو الاخرى وعلى مدى ما يقارب خمس سنوات فالأزمة الإنسانية لا تنتهي بمجرد الإعلان عن جمع بعض المساهمات المالية في مؤتمرات استعراضية أو الإعلان عن تقديم بعض المساعدات المالية الوهمية هنا أو هناك “مشيرا الى أنه لم يتم حتى الآن وبعد مرور ما يزيد على العام تقديم سوى 19 بالمئة فقط من الوعود التي قدمت في مؤتمر لندن.

وأوضح الجعفري أن ” من يريد إنهاء الأزمة الإنسانية في سورية لا يعقد قمة إنسانية في اسطنبول تحت رعاية نظام أردوغان الذي منع وفدنا من المشاركة في أعمال هذه القمة والذي يستخدم المعابر الإنسانية على الحدود لتزويد الإرهابيين في سورية بالسلاح والعتاد ومن يريد إنهاء الأزمة في سورية لا يتغاضى عن دعم “إسرائيل” للمجموعات الإرهابية بما في ذلك جبهة النصرة في منطقة الفصل في الجولان السوري المحتل وقيامها بعلاج مصابيهم في المشافي الإسرائيلية على نفقة النظام القطري”.

وقال الجعفري “إن حكومة بلادي هي الأحرص على تقديم كل أنواع المساعدات الإنسانية لكل السوريين المتضررين من الأزمة أينما وجدوا على كامل الأراضي السورية وهذا واجب علينا وهي ملتزمة به ولذلك فقد حرصت الحكومة السورية على التعاون والتنسيق مع الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية ال 17 العاملة في سورية للقيام بذلك”.

وتابع الجعفري “بعيدا عن البروباغاندا التي يحاول البعض تسويقها بأن الحكومة السورية تعيق وصول المساعدات الإنسانية تثبت الوقائع على الأرض من جديد عكس ذلك تماما حيث وافقت الحكومة مؤخراً على 16 طلبا من أصل 17 طلبا قدمتها الأمم المتحدة لإدخال قوافل مساعدات إنسانية مشتركة إلى المناطق الساخنة في إطار خطة شهر حزيران فقط والحكومة السورية ملتزمة بالاستمرار في هذا النهج المتعاون مع الامم المتحدة طالما أنه يتفق والمبادئ التوجيهية للأمم المتحدة الخاصة بإيصال المساعدات الإنسانية وفقا لقرار الجمعية العامة رقم 46/180 وطالما أنه يضمن سلامة وأمن العاملين الإنسانيين ووصول المساعدات إلى مستحقيها فعلا وليس إلى الإرهابيين والمرتزقة”.

وشدد الجعفري على أن الحكومة السورية إلى جانب التزامها بمكافحة الإرهاب كشرط أساسي لتحسين الوضع الإنساني بشكل مستدام في البلاد فإنها ما زالت ملتزمة بدفع المسار السياسي قدما لافتاً إلى أن وفد الجمهورية العربية السورية شارك بمحادثات جنيف وأبدى جدية والتزما بالمحادثات إلا أن المشكلة كانت بفرض بعض الدول لما يسمى “وفد الرياض” كمحاور وحيد وقدومه إلى جنيف بشروط مسبقة وبهدف وحيد هو إفشال المحادثات وهو ما بدا واضحا في انسحابه من المحادثات أكثر من مرة بتعليمات مباشرة من المشغلين الخارجيين له.

وختم الجعفري كلامه بالقول “إن الحكومة السورية تحارب الإرهاب التكفيري الوهابي نيابة عن كل دول العالم ويقف معنا أصدقاء وحلفاء ممن يدركون هذه الحقيقة وإذا سمحتم للإرهاب ان يفرض صوته في سورية فإن الإرهابيين سيصلون إلى عواصمكم وبلادكم كلها أعطونا اسم حكومة واحدة فقط من حكومات الدول الأعضاء تعتبر محاربة الإرهاب فوق أراضيها مسألة إنسانية بحتة “.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

 

انظر ايضاً

الجعفري يؤكد ضرورة وضع أدوات فعالة لمكافحة الإرهاب

موسكو-سانا أكد السفير السوري في موسكو الدكتور بشار الجعفري اليوم ضرورة وضع أدوات فعالة متعددة …