الشريط الإخباري

أوراق معلّقة.. وسيناريوهات منتظرة! -تشرين

في الوقت الذي يصرّ فيه الغرب المتلوّنة سياساته بلون مصالحه وعلى رأسه الولايات المتحدة، على تسمية بعض التنظيمات الإرهابية في سورية بـ «المعارضة المعتدلة»، على نحوٍ يدعو للسخرية،

ويؤكد الدور الغربي الخبيث ولاسيما الأمريكي في السعي إلى إطالة الأزمة في سورية عبر دعم هذه التنظيمات الإرهابية التكفيرية، وتثبيت قواعدها الميدانية على الأرض السورية، كشكل من أشكال «الاعتدال»، وكأن هناك إرهاباً «معتدلاً» وإرهاباً غير معتدل!! تتسارع حدة المنافسة الرئاسية الأمريكية، حيث بات الرئيس أوباما يفكر من الآن أين سيسكن بعد مغادرته البيت الأبيض، وبخاصة بعد أن اشترى منزله الجديد بملايين الدولارات، مجاوراً به منزل السيدة هيلاري كلينتون، وقد خصص فيه مكتباً له، سيكون مقراً لكتابة مذكراته، بعد نشر كتابيه السابقين اللذين حصل منهما على ثروة لا بأس بها، ولعله سيكتب فيه، عن خطوط سياسته في إدارة استراتيجية الإرهاب المدمرة وكم تواءمت مع خطوط السياسة الصهيونية العالمية، من حيث نشر الفوضى في منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة سورية، بأيدي أبناء المنطقة، والمرتزقة الإرهابيين الذين جلبتهم أمريكا ودربتهم، ومازالت تدعمهم، وتحافظ على استمرارية إرهابهم بوضعهم في خانة «المعارضات المعتدلة»، وهي تعرف معرفة جيدة، وبما لا يدعو لأدنى شك، بأنها هي مَنْ أوجد الإرهاب في العالم، وأنها والغرب عموماً، سبب تمدّده وتقويته وانتشاره على نحو لن ينجو من مخاطره أحد بعد أن أشرفت على صناعته، واستثمرته من أجل مشروع التقسيم الذي تعوّل عليه في سورية بخاصة والمنطقة بعامة.

ومع أن الإرهاب بمختلف وجوهه وتسمياته يتلقى ضربات موجعة ومؤلمة وقوية من الجيش العربي السوري وحلفائه، لكنه مازال يزداد شراسةً، ويتلقى الدعم الكبير ممّن صنّعوه، وأرسلوه قنابل عنقوديةً متشظيةً، تحصد أرواح المدنيين الأبرياء، عبر السعي الأمريكي الحثيث إلى الابتعاد عن تصنيف بعض فصائله بالإرهاب الدموي المنظم، كما تم تصنيف تنظيمات إرهابية غيرها من قبل، في محاولة لكسب الوقت، وتبديل أوجه سيناريوهات كانت معدّة للمنطقة، وفي محاولة أخرى يائسة، لكسب أوراق جديدة، كانت قد اختلطت فيما بينها، على نحو لا يظهر سعياً نحو حل سياسي للأزمة أو إنهاء للحرب المعلنة على سورية التي كان الغرب عنواناً رئيساً لها، بسياسته التدخلية الوقحة والخاطئة وبدعمه للإرهاب وتمكينه بالتعاون مع دول الجوار والإقليم، من تركيا، إلى السعودية، وقطر.. الخ عبر الغرف السوداء التي تدار فيها آليات التحرك الإرهابي على الأرض السورية، كما في «إسرائيل» و«الأردن».. وغيرهما.

والسؤال العريض الذي يدور حول «كمّ» الأوراق التي مازال الرئيس أوباما يمتلكها في هذا الملف، وقد شارفت ولايته على الأفول، يجعلنا نتوقف عند القادم من الأشهر ماذا سيحمل؟ وما الحلول المرتقبة في جعبة المغادر إلى كتابة مذكراته الثالثة التي سيتأكد فيها الدور القذر الذي مارسته أمريكا في استغلال الشعوب العربية وقهرها، وضرب سيادتها بزعم «تعزيز الديمقراطية» في بلدانها، وهي في الحقيقة تسعى إلى تحقيق الأهداف المصلحية العليا لها وتقوية «إسرائيل» التي من أجلها سلبت شعوب المنطقة حقوقها، وكرامتها، وشردّتها، وسفكت دماءها، وسعت إلى اقتتال أبنائها، وزعزعت أمنها، ودمرت بلدانها. لاشك في أن الغرب الذي أدار أوباما لجامه مع جوقته من حيث رسم سياسة الأهداف، وبنوك الغايات المرتقبة من تقسيم الوطن العربي ونشر الفوضى والدمار في ربوعه، سيتابع اللعبة وسيستمر في رسم قواعدها للنهاية.. فمن استمرأ لغة الدم والقتل والذبح كرمى المصالح، لا يخطر في باله أبداً أن يفكر في المذبوح والضحية، وبما صنعت يداه، وبماذا تلطخت، فكيف سيكون الحال إذاً وأهدافه العليا لم تتحقق بعد، ووجد جداراً صلباً مقاوماً في وجه تمرير مشاريعه الاحتلالية، اسمه سورية التي انتفضت بلاءات مدوّية شكلت صفعاتٍ على وجهه تنضح عزيمةً وإصراراً، لا يفهمها الغرب إلا بلغة القوة التي استخدمها، فردت إليه الصاع صاعين عندما أعلنت متحديةً أن لا مساومة على السيادة ووحدة التراب وحرية الشعب، وأن لا تقسيم، أو تراجع عن الدور المقاوم، وأن الأرض قائمة على دماء مقاوميها وشعبها الذي لا يهمّه كيف سيكون عنوان القادم.. بمقدار ما يهمه أن هذه الأرض عصيّة على المحتلين والطامعين، مهما تبدّلت سيناريوهات غزاة الشعوب واختلفت تواريخها!!

د. رغداء مارديني

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency