الشريط الإخباري

وزارة البيئة: التصحر والاستثمار الخاطئ للأراضي الهشة أبرز أسباب العواصف الغبارية

دمشق-سانا

تعرضت سورية وعدة أجزاء من المنطقة العربية خلال الأسبوع الثاني من أيلول الجاري لعاصفة غبارية وصفت بالنادرة من حيث التوقيت والشدة مخلفة وراءها وفيات ومئات حالات الاختناق فضلا عن الأضرار الزراعية والبيئية.

وفي وقت استنفرت فيه المشافي لاستقبال الحالات الناجمة عن هذه العاصفة وانشغل البعض بالبحث عن وسائل للوقاية اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بنقل الحدث وتداعياته بأسلوب جمع بين الطرافة والجدية بالمقابل سعت وزارة البيئة إلى معرفة أسباب الظاهرة وتعزيز سبل الحد منها مستقبلا.

وعن أسباب العاصفة توضح وزيرة الدولة لشؤون البيئة الدكتورة نظيرة سركيس أن دورات الجفاف المتكررة والزيادة بعدد الأيام الجافة والحارة في السنة وخاصة في المناطق الهشة التي لا تتلقى أساساً كميات كافية من الأمطار يجعلها أكثر تأثراً بالعواصف الغبارية وهذا واضح بشكل كبير في البادية والمناطق الشرقية والشمالية الشرقية في سورية.

وتضيف.. إنه نتيجة الاستثمار الخاطئ وغير المرشد للأراضي الهشة فلاحة-احتطاب-رعي جائر تتفكك حبيبات التربة ما يؤدي إلى إثارة الطبقة السطحية التي أصبحت أكثر قابلية وحساسية للانجراف بواسطة الرياح مشيرة إلى أن التصحر يعد أيضا أهم أسباب العواصف الرملية التي تنتج عن عاملي المناخ والنشاط البشري وتختلف حدتها من خفيفة إلى شديدة بناء على درجة تدهور التربة الفيزيائي وشدة سرعة الريح.

وتشير سركيس إلى الآثار الأخرى الاجتماعية والنفسية الهائلة وبعيدة المدى لظاهرة التصحر على الأفراد والمجتمعات والتي تتفاوت بين الفقر والمجاعات والهجرة وما ينتج عنها من مشاكل واضطرابات سكانية واجتماعية.

وفيما يخص آثارها القريبة والبعيدة المدى بينت سركيس أن العواصف الغبارية تهدد المنشآت الحيوية والاقتصادية وتؤثر على الملاحة الجوية والحركة المرورية على الطرق العامة والسكك الحديدية،بالإضافة الى تكاليف إنفاق أكثر على تنظيف البيوت والسيارات والطرق وزيادة معدل استهلاك المياه.

وعن الإجراءات التي اتبعتها وزارة الدولة لشؤون البيئة لمكافحة التصحر وبالتالي نتائجها لفتت سركيس إلى أن انجاز الخطة الوطنية لمكافحة التصحر المتضمنة العديد من المشاريع التي تعمل على الحد من الانجرافات الريحية عبر التوسع في برنامج التنمية المتكاملة في البادية والذي تضمن 6 برامج فرعية كالتنمية المتكاملة للمراعي والماشية والتنمية التشاركية في المجتمعات المحلية في البادية وتطوير شبكة الطرقات وإدارة المياه التقليدية واستخدام الطاقة المتجددة.

وتقوم وزارة البيئة حاليا بتنفيذ مشروع لدراسة الانجراف الريحي في محافظة دير الزور بالتعاون مع جامعة الفرات وسيتم تنفيذ مشروع للحد من العواصف الغبارية في الخطط المستقبلية.

وكانت العاصفة الغبارية التي شهدتها المحافظات السورية بدءا من 6 ايلول الجاري أسفرت عن ثلاث حالات وفاة ونحو 3500 حالة اختناق وضيق تنفس وتحسس ولا سيما أنها ترافقت مع موجة حر شديدة كما خلفت أضرارا على المحاصيل الزراعية ولا سيما التي ما زالت في طور الإزهار.

صبا غرة

انظر ايضاً

أنشطة توعوية ضمن برنامج نماء لتعميق مشاركة الشباب واليافعين في حماية البيئة

دمشق-سانا لتفعيل المشاركة المجتمعية وتنمية أساليب ومهارات المشاركة في نشر الوعي البيئي من قبل شرائح …