الشريط الإخباري

ورشة عمل حول الرقص وتطبيقاته في المسرح القومي بطرطوس

طرطوس-سانا
يصر الشباب السوري بالرغم مما يمر به الوطن على الحفاظ على موروثه الشعبي والثقافي من خلال تأسيس العديد من الفرق الشعبية التي حملت على عاتقها إحياء الأغاني والرقصات الشعبية التي اشتهرت بها كافة المحافظات السورية.
وتأتي ورشة العمل بعنوان إعداد الراقص التي يشارك بها أكثر من 70 شابا وشابة ويقيمها المسرح القومي بطرطوس في مجال الرقص المسرحي والتعبيري والباليه وسيف وترس والفنون الشعبية لتعريف المشاركين بأنواع الرقصات وأسلوب وأدوات كل رقصة وبالرقص المعاصر والحديث.
وأكد عيسى أرام صالح أستاذ رقص مسرحي وخريج المعهد العالي للفنون المسرحية وراقص في فرقة انانا السورية إلى أن الرقص المسرحي يعتبر من الفنون الراقية العريقة منذ أيام الفينيقيين والرومان واليوم تطور فأصبح هناك الكلاسيكي والمعاصر والباليه والمسرحي المعاصر الذي لا ينتمي إلى مدارس محددة وقواعد ثابتة بل هو يتطور مع اللحظة وكل يوم يوجد شيء جديد في هذا النوع من الرقص.
ولفت إلى أهمية إقامة هذه الورشات التي تعرف المتدربين بأنواع الرقصات المختلفة والأساسيات التي يحتاجها كل راقص للقيام بأي نوع منها مشيرا إلى إن كل راقص يحتاج إلى بنية جسدية تختلف عن أي إنسان عادي حيث لا يمكن للجسد الضعيف البنية إن يقوم بأداء الحركات بالشكل المناسب كما أن الراقص يجب إن يكون ذا عقل منفتح وفكر فني بعيدا عن القيود والعادات التي يفرضها المجتمع لكي تنجح العلاقة بين الراقص والراقصة والراقص والجمهور والراقص والمسرح.
وأشار صالح إلى أنه يدرب المشاركين الرقص المسرحي كما أنه يشارك في جميع الورشات كالفنون الشعبية واللياقة البدنية والسيف والترس لأن الناجح يجب أن يكون ملم بجميع أنواع الرقص ويتعلمها بإتقان مشيرا إلى أن الأزمة الراهنة أثرت على الحركة الثقافية بشكل عام ونحن اليوم كفنانين نحاول جاهدين أن نلملم كافة الأدوات التي كنا نملكها قبيل الأزمة التي حاول الإرهاب تدميرها لكي نحافظ على الثقافة السورية من الضياع.
بدوره بين ثابت عمران مؤسس فرقة أرادوس ومدرب رقص شعبي وتعبيري وسيف وترس إلى إن أنواع الرقص كانت تستخدم في الحروب والعبادة منذ القدم واليوم أصبحت من اللوحات الشعبية التراثية التي نحاول الحفاظ عليها ومنها سيف وترس التي تشتهر بها دمشق وما زالت هناك العديد من الفرق الخاصة بالسيف والترس التي تضم قاعدة شعبية كبيرة ومطلوبة في العديد من الحفلات والسهرات وهذا دليل على إن السوريين بالرغم من الإرهاب الذي يحاول إيقاف مسيرة الثقافة السورية مصرين على تخليد تراثهم وطقوسهم من خلال هذا اللوحات الشعبية الراقصة المميزة.
ولفت إلى أن حبه الشديد للفنون دفعه إلى تأسيس فرقة أرادوس للفنون الشعبية عام 1992 والتي كانت تسمى فرقة البحارة سابقا وقد شاركت بعدة مهرجانات واحتلت المركز الأول في مهرجان بصري الدولي وادلب الخضراء ومهرجان الشباب العربي ومهرجان الرقص المعاصر مشيرا إلى إن الفرقة تقوم بتأليف الأغاني
وكتابتها وتلحينها وكل أغنية لها رقصة شعبية خاصة بها تختلف عن الأخرى ومن أكثر الأغنيات التي لاقت إقبالا جماهيريا أغنية البحارة التي تحكي عن صراع الإنسان مع القدر ويتم من خلالها عرض ملابس البحار وأدواته واستعراض حيات الصياد إضافة إلى بانوراما عربية تحكي عن الأغاني الشعبية المعروفة الدلعونة
داعيا الشباب إلى التمسك بمورثهم الثقافي والحفاظ عليه قدر الإمكان وعدم السماح ليد الإجرام والغدر إن تفتك به وعدم الاتجاه نحو الغرب إنما التأصل بثقافتنا العربية التي نعتز بها.
ومن جهتها اكدت حنان محمود مدربة اللياقة البدنية إلى أن الرقص عموماً يعتبر من أقدم الفنون وأعرقها فهو تعبير عن عادات الشعوب وحياتها اليومية ويعرف بوصفه لغة الجسد وهو تعبير إيمائي يقوم على تشكيل جسماني بشري حركي بجميع أعضاء الجسد الإنساني ولا سيما الرقبة والأطراف تلازمه الموسيقى اليدوية
أو الآلات والغناء فيتفاعل معها وتتفاعل معه و يعبر الرقص بالحركة عن أحاسيس الشخصية الإنسانية التي تؤدي دورها الراقصة أو الراقص إزاء الحياة والطبيعة أو المشاعر العاطفية لفرد أو مجموعة وقد يكون شكلا من أشكال الشعائر الدينية أو الاجتماعية أو السياسية أو يتخذ مظهرو مواقف تعبيرية أو عرضا كاملا لوقائع قصة مقترنة بموسيقى تصويرية من بدايتها حتى نهايتها.
أما عماد الأحمد من الرقة مؤسس فرقة الوحدة الوطنية ومدرب الفنون الشعبية فأشار إلى أن الإنسان يمارس عددا من الرقصات لغرض السيطرة على مصاعب الحياة وكان يعدها الوسيلة الصحيحة لتذليلها فكانت مجرد حركات لم يفهم مدلولاتها وأصبحت فيما بعد لغة متفق عليها تطورت تدريجياً ليستثمرها الإغريق في
احتفالاتهم الدينية التي لم تكن أهدافها بعيدة عن أهداف الإنسان الأول ففي المسرحيات التي كانت مصحوبة بالرقص والغناء كانت الطقوس الدينية التي كانت تقدم للإلهة غايتها التقرب منها حتى تستدر عطفها وبركتها.
وبين الأحمد أن علاقة التداخل والتلازم بين الرقص والمسرح موجودة بنسب مختلفة عبر تأريخ المسرح فهناك عاملان لعبا دورهما في تحديد هذه العلاقة هما وجود العنصر اللغوي من جهة ودرجة الالتصاق بالأصول الطقسية من جهة أخرى وتتميز بنية العرض الدرامي الراقص المعاصر بعد تأثره بتلك المستجدات التقنية الحاصلة في مجمل مكوناته كالتمرين والأداء الراقص والتنظيم وإن العمل الفني “الراقص” بحسب ما أشار إليه الأحمد احتفظ بوحدته الفنية النمطية وتكامله البنيوي الخاص في فترة الحداثة الأمر الذي أتاح الفرصة لجيل جديد من الراقصين والمصممين المعاصرين أن يطرحوا قضايا أكثر أهمية وعمقا بشتى الوسائل
الفنية والتقنية المتاحة لهم وبشتى السبل المغايرة لأساليب الحداثة من غير قيد أو شرط لخلق عرض جمالي حر.
أما الفنان رامي عيسى مسؤول النشاط في مسرح طرطوس القومي فبين أنه في إطار الحركة الثقافية والفنية في المحافظة بادرنا كفريق عمل بإشراف وزارة الثقافة على طرح خطة عمل منها إقامة ورشة عمل للفنون المسرحية تستهدف مختلف الفئات العمرية لتفعيل عمل الفرق المحلية في طرطوس التي تعتبر من المحافظات المليئة بالطاقات الفنية والإبداعية بدءا من الموسيقا والفنون الشعبية مشيرا إلى إن المسرح القومي في إطار تجميع هذه الطاقات وإعطاء الفرصة من خلال الطاقات الفنية المبدعة لخلق فضاء فني وثقافي جميل.
ولفت إلى الإقبال الجماهيري الكثيف على الحفلات الموسيقية وأن الورشة ستكلل بعمل فني في المسرح القومي كما أن المسرح يستعد لإقامة ورشة عمل إعداد ممثل حيث وصل عدد المشاركين إلى 60 مشاركا ومشاركة ولا يزال التسجيل جاريا حيث تهدف هذه الورشات استثمار إلى الطاقات الفنية الإبداعية الموجودة
وإعطاءهم الفرصة للظهور.
وأشار إلى إن المدربين يتبعون أسلوب السايكو دراما أو ما يعرف بالمعالجة عن طريق الفن لان العديد من المشاركين هم من الأطفال والشباب الوافدين الذي لجئوا إلى محافظة طرطوس هربا من الإرهاب حيث يتم معالجتهم نفسيا وتفريغ الضغط والألم الذي يعتري قلوبهم وزرع التوازن والثقة لديهم موضحا ان هناك العديد من الأنشطة التي تم اقتراحها كورقة عمل منذ فترة وجيزة إضافة إلى الاستعداد لعرض مسرحية شهيق وزفير في المسرح القومي.
يشار إلى أنه سيتم في ختام الورشة التي تستمر لمدة شهر حفل فني على مستوى المحافظة لعرض نتاج عمل الورشة على الجمهور .
ديمة الشيخ