الشريط الإخباري

الخصائص المعمارية والفنية في عمارة المدن المنسية محاضرة في ثقافي حمص

حمص-سانا

قدم المحامي محمد بدر البيطار عضو جمعية العاديات الأثرية التاريخية لمحة عن اهم ما تتميز به المدن المنسية من روعة في التصميم والفن المعماري جعل منها مدنا تاريخية لا تزال آثارها شاهدة على جماليتها من الناحية الفنية والزخرفية كغيرها من المدن الأثرية في بلادنا التي تكتنز حضارات تاريخية عريقة.

وعرف البيطار في محاضرته التي استضافها المركز الثقافي بحمص وجاءت بعنوان “الخصائص المعمارية والفنية في عمارة المدن المنسية” المدن المنسية بأنها تلك القرى الأثرية المهجورة التي تنتشر في الكتلة الكلسية الممتدة من شمال سورية وحتى منطقة أفاميا جنوباً وهي موزعة حتى جبال سمعان وباريشا والدويلة والوسطاني والزاوية ويحدها من الشرق سهول قنسرين ومن الغرب وادي عفرين.

وبين البيطار أن تاريخ انشاء هذه المدن يعود إلى ما بين القرنين الثاني والسابع الميلادي وعددها سبعمئة موقع لا تزال تحتفظ بحالتها المعمارية الممتازة حتى الآن وفيها تكمن العديد من العناصر المعمارية التي تمثل الحياة الريفية خلال فترة الاحتلال الروماني والبيزنطي.

وأضاف البيطار إن هذه المدن تشتهر بكثرة المعابد والكنائس ودور الضيافة والمعاصر والمنازل الفاخرة والحمامات والأسواق والمدافن وتطور الفن المعماري فيها من فترة إلى أخرى وهو ما يلحظ في الزخرفة والنقوش وفنون النحت على أبوابها وقاعاتها.

ولفت إلى أنه لم يغب عن العمارة الكلسية الاهتمام بالناحية الصحية حيث شوهدت بقايا دورات المياه والمغاسل في العديد من الدور السكنية وحتى في أبراج نساك الأبراج أما المدافن فاختلفت طرائق بنائها حيث كان الدفن يتم تحت الأرض مع وجود نصب جنائزية فوقها وبعضها كان على شكل غرفة تعلو نحو ثلاثة أمتار عن سطح الأرض كتب في أعلاها باليونانية ويعلوها تمثال للشخص المتوفى بينما نقش النسر الروماني فاتحاً جناحيه أعلى السقف المظلل للتمثال مستشهداً على ذلك ببعض المدافن التي وجدت في منطقتي البارة وباعودة.

وبين البيطار أنه مع ظهور المسيحية وجدت في المدن المنسية أقدم الكنائس في النصف الأول من القرن الرابع مثل كنيسة كركبيزة اوسرجبلة والكفير وهذه الكنائس تتميز أيضاً بفن معماري في أروقتها وأعمدتها ومقاعدها الحجرية والقناطر الحاملة للأسقف مثل كنيسة قلب لوزة .

كما ظهرت في تلك المدن الأثرية المنسية أماكن للعبادة مثل مباني الأديرة المخصصة لسكن الرهبان والمتعبدين وعددها ستون ديراً مثل دير سمعان إضافة إلى الأبراج النسكية التي هي عبارة عن بناء مربع الشكل يتألف من عدة طبقات وكان يقام في مكان منعزل خارج المدن أو القرى أو على أطرافها.

وكانت الطبقة الأرضية لإقامة التلاميذ الذين يخدمون الناسك أو تستخدم كمستودعات كما في برج الشيخ سليمان في جبل سمعان وبرج عبدالله في جبل باريشا وأبراج جرادة ورويحة وحاس في جبل الزاوية.

وأشار البيطار إلى أن المدن المنسية في سورية ستبقى صروحاً معمارية عظيمة ولن تكون منسية بعد الآن لأن ذاكرة الأرض والحجر الذي عايش حركة حياة الإنسان وانحفر النقش في خطوطه وثناياه سوف يحفظ هذه الطاقة الروحية والفكرية المعطاءة ويعيد صياغتها لتكون دليلاً صادقاً يجدد المعارف من ذاكرة الأرض إلى ذاكرة الإنسان إلى صفحات الانتماء والاعتزاز بأرض هذا الوطن الحبيب سورية مهد الحضارة وموطن التاريخ.

حنان سويد

انظر ايضاً

هيكل يحاضر عن عمريت

حمص-سانا أقامت جمعية العاديات بحمص ودائرة التراث في مديرية ثقافة حمص اليوم محاضرة للباحث التاريخي …