الشريط الإخباري

ندوات ومحاضرات على هامش مهرجان “الحرف” الثقافي الأول باللاذقية

اللاذقية-سانا

أقيم على هامش مهرجان الحرف الثقافي الأول الذي عقد تحت عنوان “سورية درة الشرق” في دار الأسد للثقافة باللاذقية ندوة أدبية ألقت فيها الكاتبة أميرة عباس عضو الجمعية العلمية التاريخية السورية محاضرة تناولت “الأسطورة في الأدب الرافدي” والعلاقة ما بين جلجامش وعشتار.

واستهلت عباس حديثها بتعريف الأسطورة أو المثيولوجيا والتي تعني الحكاية التقليدية المتخيلة لكنها تشمل حقائق يمكن اكتشافها بوضوح مشيرة إلى أن الأسطورة تحتوي على عنصر الحقيقة التي لم يستطع الإنسان البدائي فهمها وتؤلف الجزء الأهم من ميراث الحضارات الإنسانية ما ألهم الأدباء والشعراء لكتابة روائعهم الأدبية.

ثم قدمت عباس لمحة عن جلجامش الملحمة الأشهر تاريخيا والتي وصلت إلينا من القرن الثالث قبل الميلاد بخط مسماري على 12 لوحا طينيا والتي كانت أول شخصية تطالب بإزالة التفرقة بين البشر وتعميم حالة الخلود أو الفناء على الجميع فهو يمثل صراعنا لأجل البقاء والصراع مع الحزن والموت أما عشتار فتمثل الصدام مع المؤسسة الدينية كونها جسدت دورا مزدوجا في الأسطورة.

كما قدم الدكتور محمد اسماعيل بصل مدير المسرح القومي في اللاذقية محاضرة في ندوة حوارية تناولت الثقافة ما بين الواقعي والافتراضي معتبرا أن المنحى الجديد الذي فرضته مواقع التواصل الاجتماعي يستدعي تناول التغييرات والتحولات التي طرأت على واقعنا الثقافي الذي أصبح يعرف باسم ثقافة الفيسبوك.
وأكد ضرورة الاحاطة بهذه الثقافة الوليدة ووضع برامج مستقبلية تكون بمثابة دليل للأجيال القادمة ولا سيما أن هناك تعارضا ما بين العالمين الواقعي والافتراضي ذي الفضاء المفتوح الذي اضطر النخبة من العلماء والمثقفين التعاطي معه والانخراط في فضاء الثقافة الافتراضية غير الرصينة.
ورأى أن أدباء العالم زجوا بأنفسهم في هذا العالم الافتراضي كي لا تبقى أعمالهم مركونة في المكتبات دون أن يصل إليها أحد.

وخلص بصل إلى القول إن “المرحلة القادمة ستكون أشد خطورة على الأجيال الجديدة ولا بد للمؤسسات الثقافية أن تأخذ دورها لتجاوز هذا المأزق الثقافي الذي نمر به الآن فالثقافة هي السبيل الوحيد للارتقاء بالمجتمع وبناء الإنسان لتصبح ممارسة وحاجة يومية في حياته”.